تمضي السعودية في تطوير التقنيات الرقمية في القطاع المالي بما يتوافق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، مما يرفع كفاءة الأداء في القطاع، ويرفع درجة الأمان، وشفافية العمليات، في الوقت الذي تسارع فيه المملكة لتطبيق مختلف الحلول المالية لإيجاد بيئة أكثر أمانا وموثوقية، عبر استخدام أفضل الممارسات المالية. وقال زياد بن بندر اليوسف وكيل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي للتطوير والتقنية إنه في ظل التغيرات العالمية التي يشهدها العالم اليوم، خصوصاً في مجال الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الرقمية الحديثة، فإن العديد من الجهات بما فيها البنوك المركزية تراقب عن قرب تطورات ما يسمى بتقنيات سلاسل الكتل (بلوك تشين) والدفاتر الموزعة.
وأضاف اليوسف أن بعض البنوك المركزية بدأت في استكشاف وتجربة هذه التقنيات بهدف الوصول إلى الفهم الأعمق للنواحي الفنية ودراسة أثرها على مستقبل القطاع المالي، موضحاً أن مؤسسة النقد حرصت دوما على الاطلاع على هذه التقنيات وعلى تجارب بعض الدول الأخرى. ويأتي حديث وكيل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي للتطوير والتقنية في الوقت الذي اعتبرت مراكز دراسات ووسائل إعلامية عالمية «مؤسسة النقد» كمثال رئيسي على المشرع الذي يواكب التطور ليجرب التقنيات الجديدة المتطورة، وذلك باستخدامها التقنيات الرقمية الحديثة ومنها تقنيات سلاسل الكتل، الأمر الذي يؤكد مواكبة السعودية المتزامنة مع التوجهات العالمية.
وبالعودة إلى اليوسف الذي قال «أجرينا العديد من الدراسات، وبدأنا بعض المبادرات الفنية الاستكشافية للتعرف على هذه التقنيات، والتي تؤيد الدراسات تأثيراتها الواعدة في رقمنة الخدمات المالية وتحسين تجربة العميل، وبالنظر لتقنيات سلاسل الكتل والدفاتر الموزعة فإنه ورغم حداثتها وحاجتها إلى المزيد من الوقت للنضوج إلا أنها من المتوقع وبناء على تكوينها الفني أن تساهم في رفع مستوى شفافية العمليات المالية، وزيادة الأمان، وتقليل الاعتماد على الأنظمة المركزية ما يرفع مستوى توفر الخدمات وكفاءتها».
ولفت إلى أن المؤسسة عملت على تجربة تقنية سلاسل الكتل (بلوك تشين) مؤخرا من خلال استخدامها للشبكة المعتمدة على تلك التقنية بالتعاملات المالية مع بعض البنوك المحلية، موضحاً أن هذه التجربة الحية تمثل جزء من الخطوات المستمرة لاستكشاف تطبيقات التقنيات الحديثة بالخدمات المالية ولدعم تبنيها من القطاع المالي بالسعودية.
وكانت السعودية قد نفذت أول عملية إيداع مالي حكومي باستخدام تقنية سلسلة الكتل (بلوك تشين)، في خطوة تكشف عن توجه صريح من الدولة لاعتماد الأسلوب التقني في العمليات المصرفية، مواكبة للتوجهات العالمية في القطاع المالي.
وكشفت «مؤسسة النقد العربي السعودي» مؤخراً عن استخدام تقنية «سلسلة الكتل» لإيداع جزء من السيولة، التي أعلنت ضخها في القطاع المصرفي خلال وقت سابق، وذلك ضمن إجراءاتها الهادفة إلى تعزيز إمكانات القطاع؛ للاستمرار في دوره بتقديم التسهيلات الائتمانية. وتأتي هذه الخطوة بحسب «مؤسسة النقد» أمس، امتداداً لجهود «ساما» في استكشاف وتجربة أبعاد التقنيات الحديثة، ومواكبة التوجهات العالمية للبنوك المركزية في تقييم آثارها على القطاع المالي.
من جهة أخرى، رخصت «مؤسسة النقد» الأسبوع الماضي لشركتي خدمات مدفوعات وهما شركة تاب وشركة البرامج المتألقة، وذلك بعد نجاح فترة تجربتيهما عبر البيئة التشريعية التجريبية للمؤسسة الخاصة بالخدمات والمنتجات المالية المبتكرة في المملكة.
ويأتي هذا القرار استناداً إلى اختصاص مؤسسة النقد بالترخيص والرقابة والإشراف على قطاع المدفوعات في المملكة، ووفقاً للصلاحيات الممنوحة مؤكدة السعي المستمر لدعم منظومة قطاع المدفوعات والتقنيات المالية، ورفع مستوى فاعلية ومرونة التعاملات المالية، إضافة إلى تعزيز الابتكار في الخدمات المالية المقدمة. وتشدد «مؤسسة النقد» أن التوجه لرفع كفاءة القطاع المالي بكل مكوناته يأتي وفقاً للمعايير الدولية وبما يضمن استقرار القطاع المالي وعدالة التعاملات فيه، اتساقاً مع تطلعات برنامج تطوير القطاع المالي المنبثق من رؤية المملكة 2030.
وتحقيقاً لأهداف الرؤية الاستراتيجية التي من أهمها التوجه نحو مجتمع غير نقدي.
السعودية لرفع كفاءة القطاع المالي بالتقنيات الرقمية المستجدة
وكيل «مؤسسة النقد» لـ «الشرق الأوسط» : نجري مبادرات استكشافية فنية للتطبيقات الحديثة
السعودية لرفع كفاءة القطاع المالي بالتقنيات الرقمية المستجدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة