عودة مغاربة عالقين في إسبانيا

خضعوا للحجر الصحي لمدة 9 أيام

مارة في أحد شوارع الرباط في ظل الإجراءات الاحترازية (أ.ف.ب)
مارة في أحد شوارع الرباط في ظل الإجراءات الاحترازية (أ.ف.ب)
TT

عودة مغاربة عالقين في إسبانيا

مارة في أحد شوارع الرباط في ظل الإجراءات الاحترازية (أ.ف.ب)
مارة في أحد شوارع الرباط في ظل الإجراءات الاحترازية (أ.ف.ب)

عاد إلى المغرب حوالي 310 مغاربة، بينهم 10 أطفال، كانوا عالقين في إسبانيا، على متن ثلاث رحلات جوية انطلاقا من منطقة الأندلس (جنوب إسبانيا). واستفاد من هذه العمليات الإنسانية، التي همت ثلاث دوائر قنصلية هي: الجزيرة الخضراء وإشبيلية وألميريا، على الخصوص، أشخاص يعانون من مشاكل صحية أو طاعنون في السن أو أشخاص ضاقت بهم سبل العيش. وخضع هؤلاء المغاربة، لدى وصولهم مساء الأربعاء إلى تطوان (شمال المغرب)، لاختبارات الكشف عن فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، في امتثال صارم للبروتوكول الصحي المعمول به. وتم وضعهم في إطار العزل الصحي في مؤسسات فندقية في منطقة المضيق لمدة تسعة أيام، مع الاستفادة من المواكبة الطبية اللازمة.
تجدر الإشارة إلى أنه في حالة تسجيل حالات إيجابية في صفوف هؤلاء المواطنين المغاربة، ستتكفل بهم السلطات الصحية.
وجرت هذه العملية بكل سلاسة، وفي إطار التقيد التام بالتدابير الاحترازية. ووظفت الطائرات، وكذا الحافلات التي أقلت المستفيدين، ثلثي طاقتها الاستيعابية. واستفاد هؤلاء المواطنون من مرافقة الموظفين القنصليين الذين زودوهم بالكمامات والمطهر الكحولي، وذلك لتفادي أي «خطر صحي».
وستنظم رحلات مماثلة من المنطقة الوسطى لإسبانيا وفق نفس المعايير، وذلك انطلاقا من العاصمة مدريد حيث سيتم نقل 300 شخص عالق ممن هم في وضعية هشاشة .
إضافة إلى ذلك، سيستفيد 300 مواطن مغربي آخر في المنطقة الشمالية الغربية من إسبانيا، الاثنين المقبل، من رحلات جوية مماثلة، انطلاقا من مدينة برشلونة.
وستعتمد جميع هذه العمليات نفس البروتوكول الصحي، حيث سيتم إجراء اختبارات للكشف عن الفيروس عند الوصول، فضلا عن الدخول في حجر صحي لمدة تسعة أيام في إطار المتابعة الطبية اللازمة، وذلك بغرض التأكد من أن المستفيدين لن يشكلوا خطرا على أنفسهم وعلى أسرهم وجيرانهم.
وكان وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أعلن الثلاثاء الماضي أن بلاده ستشرع في إعادة المغاربة العالقين بإسبانيا في الـ48 ساعة المقبلة. وقال بوريطة، في معرض رده على سؤال محوري بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) إن العملية ستتسع لتشمل بعد ذلك تركيا وفرنسا ودول الخليج ودولا أفريقية. وسجل بوريطة أن عمليات إرجاع المواطنين العالقين «تهم بالدرجة الأولى وأساسا الأشخاص الذين غادروا المملكة بتأشيرة قصيرة الأمد لأغراض عائلية أو إدارية أو سياحية أو علاجية، حيث لا تشمل هذه العملية الأشخاص الذين غادروا المغرب على أساس وثيقة إقامة دائمة أو مؤقتة».
وأفاد بوريطة بأن أولى عمليات إعادة المغاربة العالقين بالخارج شملت، في ظرف ثلاثة أسابيع، 1103 مواطنين.
وقال بوريطة إنه بمجرد توفر الظروف انطلقت عمليات إرجاع المواطنين العالقين بعيدا عن ديارهم، وذلك ابتداء من منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، حيث قامت السلطات المغربية في 15 و22 مايو الماضي على التوالي، بتنظيم التحاق حوالي 500 من المواطنين، كانوا موجودين بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وأضاف الوزير بوريطة أن «العملية تواصلت من الجزائر، حيث تم إعادة 306 مواطنين من الجزائر العاصمة في 30 مايو الماضي، و301 مغربي من منطقتي وهران وسيدي بلعباس في 4 يونيو (حزيران) الجاري».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».