فيما سقط صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء مقابل السفارة الأميركية وكأنه يؤذن ببدء الحوار الاستراتيجي أمس (الخميس) بين بغداد وواشنطن لكن على طريقة من يقف خلف إطلاق مثل هذا الصواريخ؟ فإن الأهم أن توصية من لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي بإدراج «منظمة بدر» وأمينها العام هادي العامري وعدد من فصائل «الحشد الشعبي» على لائحة الإرهاب، يمكن أن تلقي بظلال سلبية على الحوار الذي يدور عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين وفدين أميركي وعراقي.
وطبقا لقناة «الحرة»، فإن التقرير الصادر عن هذه اللجنة أوصى الكونغرس بضرورة تصنيف كل من «منظمة بدر» والعامري في قائمة الإرهاب، بجانب فصائل أخرى مثل «كتائب الإمام علي» و«سرايا الخراساني» و«كتائب سيد الشهداء» و«لواء أبو الفضل العباس» و«حركة الأوفياء» و«حركة جند الإسلام» و«سرايا عاشوراء».
وكان هادي العامري زعيم «تحالف الفتح» الذي استقال من عضويته في البرلمان العراقي مؤخرا، دعا أعضاء الوفد العراقي المفاوض إلى أن يكونوا بمستوى ثقة العراقيين بهم. وقال في بيان عشية انطلاق الحوار: «يتوجب على المفاوضين العراقيين أن يضعوا نصب أعينهم قرار مجلس النواب العراقي يوم 5 - 1 - 2020 القاضي بخروج القوات الأجنبية من العراق وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة». وأضاف أن «أملنا بكم كبير بألا تخيبوا آمال شعبكم من الذين خرجوا بمظاهرة مليونية تطالب بخروج القوات الأجنبية وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة». وأوضح أن «تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي في الجوانب التي تخدم الواقع العراقي وفقاً للقانون والدستور، أمر مطلوب وأنتم أمام مقطع تأريخ يسجل المفاوض العراقي الوطني والشجاع فيه إنجازا شعبيا وقرارا وطنيا، وأي تهاون أو تلكؤ أو إخفاق سيسجل وصمة خيبة وانتكاسة في تاريخ الوفد المفاوض وتأريخ العراق، تتحملون مسؤوليته عبر الزمن ولا نريده لكم».
من جانبه أكد هشام داود، مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن «كل تفاصيل الحوار بين العراق والولايات المتحدة الأميركية واضحة لا خفايا فيها». وقال في مؤتمر صحافي إنّ «الحوار المرتقب بين العراق والولايات المتحدة ليس فيه شيء مخفي، لا سيما أن العراق يمتلك علاقات وديّة مع الولايات المتحدة كما يمتلك علاقات قوية مع البلدان الأخرى؛ ليس فقط في المجالين العسكري والأمني، بل علاقات في مجالات الطاقة والتعليم والثقافة والزراعة». وأضاف أن «الولايات المتحدة بلد مهم، والعراق بحاجة إلى تنويع علاقاته مع البلدان المهمة ذات الاقتصادات القوية في العالم».
وأشار داود الى أن «العراق لديه أيضا علاقات عسكرية مع الولايات المتحدة، وأن الحكومات المتعاقبة في العراق كانت قد طلبت من واشنطن مساعدة العراق عسكريا في الحرب ضد عصابات (داعش) الإرهابية، واليوم فإن حكومة الكاظمي تؤكد أنّ العراق بات يمتلك إمكانيات وقدرات عسكرية وأمنية لمواجهة المخاطر والتحديات داخل البلد ومواجهة الإرهاب، وأن العراق ربما ليس بحاجة إلى هذا العدد من القوات الأميركية». وأضاف مستشار رئيس الوزراء أن «الحكومة العراقية تفكّر مع الولايات المتحدة على أنه آن الأوان لجدولة وجود هذه القوات العسكرية على الأراضي العراقية، والتي جاءت بطلب من الحكومة العراقية العام 2014، على أن تبقى علاقات ودية ويستمر التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والمعلومات الاستخبارية، ومواجهة حدد فيها التحالف الدولي الملفات التي ستطرح في الحوار الثنائي بين العراق وأميركا».
وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان العراقي آراس حبيب كريم، أمين عام المؤتمر الوطني العراقي، لـ«الشرق الأوسط» أن «المهم في الحوار الجاري بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، ليس مجرد التسمية إن كانت مفاوضات أم حوارا، فهي في النهاية ينبغي أن تكون خريطة طريق لعلاقة مستقبلية بين الطرفين». وأضاف أن «الأمر يتطلب في الواقع وضوحا في الرؤى ومعرفة ما نريد لكي نتمكن من الحصول على أكبر قدر من المكاسب لصالح بلدنا»، مبينا أنه «في الوقت الذي يبدو فيه الوفد الأميركي موحدا، فإن وفدنا وبسبب الانقسامات بين مختلف الأطراف، في وضع صعب طالما هناك خلاف بشأن الأولويات وطريقة التمثيل».
إلى ذلك توقع جنرال أميركي، أن تطلب الحكومة العراقية إبقاء وجود عسكري أميركي في البلاد لمكافحة «تنظيم داعش». وقال الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط في ندوة عبر الإنترنت نظّمها مركز دراسات في واشنطن: «أعتقد أن حكومة العراق ستطلب إبقاء قوات أميركية وقوات تابعة للتحالف». وتابع: «كما تعلمون، من وجهة نظري، نحن في العراق لإنجاز هزيمة (تنظيم داعش) ولدعم العراق في إنجازه لتلك الهزيمة والتوصل إلى انتصار نهائي عليه».
في سياق ذلك، حدد التحالف الدولي الملفات التي ستطرح في الحوار الثنائي بين العراق وأميركا التي انطلقت أمس الخميس. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد مايلز ككينز إن «الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة سيكون ذا طابع تخطيطي والحديث عن المصالح المشتركة والتعاون في ظل المستقبل القريب والبعيد». وأضاف أن «الحوار سيكون على وفق مصالح مشتركة وسيغطي قضايا عديدة من ضمنها ملف الأمن والثقافة والاقتصاد والتبادل التجاري». وأشار إلى أن «من مواضيع الحوار هو كيف يعمل التحالف الدولي مع القوات العراقية لهزيمة (داعش)؟»، مبينا أن «التحالف يحترم سيادة العراق وأي تحرك لطائرة أو أشخاص لن يتم إلا بموافقة من الحكومة العراقية». وأوضح أن المباحثات ستركز أيضا على حماية قوات التحالف الموجودة التي تساعد القوات العراقية في مكافحة «داعش».
توصية أميركية بإدراج العامري وفصائل من «الحشد» في قائمة الإرهاب
توصية أميركية بإدراج العامري وفصائل من «الحشد» في قائمة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة