إسرائيل تتهم السلطة بإخفاء وثائق سرية قبل «الضم»

TT

إسرائيل تتهم السلطة بإخفاء وثائق سرية قبل «الضم»

قال تقرير أمني إسرائيلي، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بدأت بإخفاء ملفات «سرية» استعداداً لتدهور أمني محتمل، إذا ما مضت إسرائيل قدماً في خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية. وقال تقرير للقناة 12 الإسرائيلية إن جهاز المخابرات الفلسطيني شرع بإخفاء ملفات حساسة استعداداً للمرحلة المقبلة التي قد تشهد اندلاع مواجهات ميدانية في الضفة الغربية، بما قد يتطور إلى اقتحامات إسرائيلية ومصادرة وثائق كما حدث في انتفاضة «2000». وأكد التقرير أنه تم نقل عدد كبير من الملفات إلى مواقع غير محددة. وقالت القناة الإسرائيلية إنه لا تعرف ماهية هذه المواد التي يتم إخفاؤها.
ومن المقرر أن تعلن إسرائيل بسط سيطرتها على أجزاء من الضفة الغربية في مستهل الشهر القادم، وسط تهديدات فلسطينية بتصعيد سياسي وميداني.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن عملية الضم تصطدم بعقبات كثيرة، غير أن عناصر المخابرات الفلسطينية تلقت، تعليمات، بضرورة إخفاء ما بحوزتها من ملفات استخبارية في مخابئ سرية. وأن التعليمات صدرت في مدينتين على الأقل في الضفة الغربية. ويدور الحديث عن معلومات مدونة تقوم عناصر المخابرات الفلسطينية بإخراجها من المكاتب إلى أماكن سرية. وهذه أول مرة تقوم بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإخفاء تقارير منذ عام 2000. ونقلت القناة عن مصادر فلسطينية، قولها، إن الخطوة محاولة للتحضير لتصعيد محتمل بعد الضم. لكن تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشير إلى أن تطبيق السيادة في الضفة الغربية لن يؤدي إلى انتفاضة جديدة.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال: «إن تطبيق السيادة لن يؤدي إلى انتفاضة ثالثة، لأن هذه الخطوة لا تؤذي الجمهور الفلسطيني وهو غير معنيّ بانتفاضة جديدة».
وقدّر مسؤولون عسكريون إسرائيليون وجود فرصة ضئيلة، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيدعو إلى تصعيد أمني، لكنهم حذروا من أن أي حدث بسيط قد يتحول إلى موجة تصعيد قوية.
وقالت السلطة الفلسطينية، الشهر الماضي، إنها قطعت العلاقات وأنهت التنسيق الأمني مع إسرائيل، احتجاجاً على ذلك، فيما حذر مسؤولون من أنها ستمضي في خطوات أكثر تصعيداً تشمل إلغاء الاعتراف بإسرائيل وتحويل السلطة إلى دولة تحت الاحتلال.
وتتعامل السلطة الفلسطينية الآن مع إسرائيل عبر طرف ثالث إذا كانت هناك ضرورات. واتصلت السلطة، الثلاثاء، بالصليب الأحمر، من أجل تأمين خروج 7 إسرائيليين دخلوا بالخطأ إلى مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. وكان السبعة دخلوا إلى قلقيلية بثلاث مركبات عليها اللوحات الإسرائيلية الصفراء، واصطدموا بالشرطة الفلسطينية التي أمرتهم بالخروج من المدينة. وقال مصدر فلسطيني إنه لم يكن هناك أي تنسيق، وإن عملية خروجهم جرت أمام الصليب الأحمر وليس بالترتيب مع إسرائيل.ومنذ أعلنت السلطة الفلسطينية عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، توقفت الاتصالات واستخدمت السلطة منظمات دولية من أجل أي تنسيق مع إسرائيل وليس عبر الاتصال المباشر كما جرت عليه العادة في السابق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.