المغرب يرد على تصريحات الجزائر بشأن قنصله في وهران

بوريطة: نحن من سحبه ولم نتلق أي طلب رسمي بذلك

وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة (أرشيفية- فيسبوك)
وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة (أرشيفية- فيسبوك)
TT

المغرب يرد على تصريحات الجزائر بشأن قنصله في وهران

وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة (أرشيفية- فيسبوك)
وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة (أرشيفية- فيسبوك)

عبّر المغرب عن امتعاضه من التصريحات الصادرة عن الناطق باسم الرئاسة الجزائرية، التي قال فيها إن «قنصل المغرب قد غادر فعلاً التراب الجزائري بطلب من الجزائر»، مدعياً أن «موقف القنصل المغربي لم يكن غريباً؛ بالنظر إلى أنه ضابط في المخابرات المغربية».
وقال وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ردّاً على سؤال لـ«وكالة الأنباء المغربية الرسمية»، إن «المغرب ارتأى بداية عدم التفاعل مع هذه التصريحات غير المسؤولة، التي تعودنا عليها منذ عقود... لكن أمام الخطورة القصوى لهذه التصريحات، فإن المغرب يعبر عن امتعاضه إزاء الادعاءات الصادرة عن ممثل مؤسسة، يُفترض فيها أن تتحلى بحسن تقدير الأمور وضبط النفس»، مبرزاً أن المملكة «تتساءل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد الجديد، والإرادة المستمرة للجزائر في تغذية مناخ من الارتياب، يسير عكس كل قواعد حسن الجوار».
وتابع بوريطة موضحاً أن «المغرب يرفض هذه الادعاءات السخيفة، التي لا أساس لها من الصحة. فالقنصل العام للمملكة بوهران هو إطار بالوزارة، وله مسار مهني يمتد لـ28 سنة، سواء في المصالح المركزية، أو في عدة مناصب بالخارج».
وأشار بوريطة إلى أنه «حرصاً منّا على الحفاظ على الهدوء في العلاقات الثنائية، لا سيما في خضم السياق الإقليمي والدولي الصعب في ظل تفشي جائحة (كوفيد 19). فقد بادرت إلى الاتصال بنظيري الجزائري، لأبلغه أنه بغضّ النظر عن مدى صحة الأقوال المنسوبة إلى القنصل، فقد قرر المغرب استدعاءه فوراً».
وكشف بوريطة أن «استدعاء القنصل جاء بمبادرة حصرية من المغرب، ولو أن القنصل ظل على الدوام يؤدي مهامه بطريقة مناسبة ومهنية تماماً».
وعكس ما قاله الناطق باسم الرئاسة الجزائرية، فقد أكد بوريطة أن «المملكة لم تتلقّ في أي وقت أي طلب رسمي من السلطات الجزائرية باستدعاء قنصلها العام».
وخلص الوزير المغربي إلى القول إنه، وفقاً للسياسة التي يحث عليها الملك محمد السادس، فقد نهج المغرب على الدوام خيار التهدئة في علاقاته مع الجزائر، مشيراً إلى أنه لتفادي التصعيد «فهو يمتنع حتى عن الردّ على الاستفزازات المتعددة والهجمات الإعلامية الموجهة ضد المملكة».
يُذكر أن محند السعيد بلعيد، الوزير المستشار المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، صرّح في مؤتمر صحافي، أمس (الثلاثاء)، بأن القنصل المغربي في وهران غادر فعلاً الجزائر في طائرة حملت رعايا مغاربة، كانوا مقيمين بوهران، وعادوا إلى بلادهم في ظل أزمة «كوفيد - 19».
وذهب السعيد بعيداً حينما قال إن الدبلوماسي المغربي «ضابط مخابرات جرى تعيينه قنصلاً بالجزائر». وزاد قائلاً إنه «تجاوز حدود اللياقة والأعراف الدبلوماسية»، بسبب تصريحاته.
وكان القنصل المغربي بوهران قد نُسِبت إليه تصريحات وصف فيها الجزائر بـ«البلد العدو»، وذلك خلال احتجاج مغاربة أمام قنصلية بلدهم بوهران على تأخُّر السلطات المغربية في إرجاعهم إلى بلدهم، وهو ما نفاه الدبلوماسي المغربي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.