مصر تستعد لعودة النشاط السياحي بتجهيزات صحية «مثالية»

تستعد مصر لاستقبال السياح مجدداً في أهراماتها، وعلى شواطئ البحر الأحمر، وفي الأقصر حيث الآثار الفرعونية الرائعة، عبر التحضير «لظروف صحية مثالية»، بحسب وزير السياحة خالد العناني.
وقال وزير السياحة المصري في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «إننا نحضِّر لكي يجد سياح العالم كله وجهة يقصدونها (...) في ظروف صحية مثالية». وأكد الوزير أن السلطات المصرية ستعلن شروط إعادة فتح الأماكن السياحية «خلال الأيام المقبلة»، ولكنه شدَّد على أنها «ليست في عجلة من أمرها».
وأضاف: «ننتظر استقرار منحنى الإصابات» بالفيروس، مشيراً إلى أن الأرقام في مصر «منخفضة للغاية مقارنة بدول المنطقة والعالم».
وسجلت مصر قرابة 33 ألف إصابة بوباء «كوفيد- 19»، من بينها أكثر من 1200 وفاة، وفق الأرقام الرسمية. وهي أرقام مرتفعة بين دول المنطقة؛ لكن بالمقارنة مع عدد السكان (مائة مليون)، فنسبة الوفيات فيها منخفضة.
وستكون أولى المناطق السياحية التي سيعاد فتحها: منتجعات البحر الأحمر، وجنوب سيناء، وشواطئ الساحل الشمالي (على البحر المتوسط غرب الإسكندرية).
وأعلن العناني كذلك أنه سيتم قريباً إعادة فتح بعض الأماكن السياحية الشهيرة، مثل أهرامات الجيزة، ومعبد الكرنك، ومقبرة توت عنخ آمون؛ حيث سيسمح لعشرة أشخاص فقط بالدخول في وقت واحد. أما المزارات السياحية الواقعة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مثل القاهرة، فستتأخر إعادة فتحها إلى «مرحلة لاحقة»، وفق الوزير.
وكانت التوقعات تشير إلى أن مصر ستحقِّق في عام 2020 إيرادات سياحية قياسية، إذ بدأ قطاع السياحة يتعافى بشكل ملحوظ العام الماضي. وكان يُنتظر أن يزور مصر قرابة 15 مليون سائح هذا العام، مقابل 13 مليونًا العام الماضي. ولكن الرحلات الدولية توقفت ومعها حركة السياحة في 19 مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
في مايو (أيار) الماضي، أي بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، قررت مصر إعادة فتح بعض الفنادق أمام السياحة الداخلية، على أن تعمل بـ25 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وسمح لتلك الفنادق بأن تزيد عدد شاغليها إلى 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران)، وفق الوزير.
ويتعين على الفنادق الالتزام بمجموعة من الإجراءات الصحية لتتمكن من استقبال النزلاء، مثل توفير كمامات لهم وسوائل للتعقيم، وتعقيم الأجزاء التي تستخدم بشكل مشترك مرة كل ساعة، واستخدام المصاعد بـ50 في المائة من طاقتها.
وبين 178 فندقاً طلبت السماح لها بالعودة إلى العمل في مايو، حصل 73 فندقاً فقط على شهادة استيفاء الشروط الصحية، وفق خالد العناني. وتابع: «لا أستطيع أن أخاطر»، مضيفًا: «أفضِّل مساندة الفندق مالياً على أن أتركه يفتح من دون استيفاء الشروط الصحية».
في 2019؛ بلغت عائدات السياحة أكثر من 11.5 مليار دولار، وفق الأرقام الرسمية. ويقرّ الوزير بأن الوباء أدى إلى «توقف مفاجئ» للقطاع.
ولدعم صناعة السياحة التي يعمل بها بشكل مباشر مليون شخص، قرّر البنك المركزي المصري «توفير 50 مليار جنيه (أكثر من 2.7 مليار دولار) لمنح قروض للمنشآت والشركات السياحية، بأسعار فائدة مخفضة تصل إلى 5 في المائة تقريباً». وخصصت هذه الأموال لـ«دفع مرتبات العاملين، وصيانة تطوير الفنادق والحافلات والسفن السياحية ووكالات السفر»، وفق العناني.
على صعيد موازٍ، قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أمس الأربعاء، إن تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية تراجع إلى 4.7 في المائة في مايو من 5.9 في المائة في أبريل (نيسان). وأضاف أن معدل التضخم بلغ صفراً في المائة عن الشهر السابق الذي سجل خلاله صعوداً بنسبة 1.3 في المائة.