لا أدلة تذكر على صلة مرتكبي العنف في احتجاجات أميركا بحركة «أنتيفا»

تظاهرة منددة بوفاة جورج فلويد في بروكلين (أ.ف.ب)
تظاهرة منددة بوفاة جورج فلويد في بروكلين (أ.ف.ب)
TT

لا أدلة تذكر على صلة مرتكبي العنف في احتجاجات أميركا بحركة «أنتيفا»

تظاهرة منددة بوفاة جورج فلويد في بروكلين (أ.ف.ب)
تظاهرة منددة بوفاة جورج فلويد في بروكلين (أ.ف.ب)

تحركت وزارة العدل الأميركية سريعاً لتوجيه اتهامات اتحادية إلى 53 شخصاً متهمين بالعنف، خلال الاحتجاجات التي عمَّت أنحاء الولايات المتحدة، للمطالبة بإنهاء وحشية الشرطة.
ووعد وزير العدل ويليام بار بشن حملة على أعضاء الحركة المناهضة للفاشية، المعروفة باسم «أنتيفا»، وغيرهم من «المتطرفين» الذين اتهمهم بالمساعدة في إذكاء العنف.
لكن مراجعة أجرتها وكالة «رويترز» للأنباء لسجلات المحكمة الاتحادية المتعلقة بالاتهامات، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المشتبه بهم ومقابلات مع محامي الدفاع والمدعين، خلصت إلى وقوع أعمال عنف غير منظمة في الأساس من قبل أشخاص لا تربطهم صلات واضحة بحركة «أنتيفا» أو الجماعات اليسارية الأخرى.
ولم تراجع «رويترز» سوى القضايا الاتحادية فقط، بسبب مزاعم وزارة العدل حول تورط «أنتيفا» وجماعات مماثلة، ولأن الاتهامات الاتحادية تنطوي عموماً على عقوبات أشد.
وفي بعض وثائق الاتهام التي راجعتها «رويترز»، لم يرد ذكر لأعمال عنف على الإطلاق.
وأحجمت وزارة العدل عن التعليق على نتائج «رويترز»، وأشارت إلى حديث أدلى به وزير العدل لشبكة «فوكس نيوز»، يوم الاثنين، قال فيه إن وزارته تجري بعض التحقيقات بشأن «أنتيفا»؛ لكنها لا تزال في «المرحلة الأولية لتحديد هوية الأشخاص».
وشهدت بعض المظاهرات التي قدرت بالمئات واتسمت بالسلمية إلى حد بعيد أعمال نهب وعنف خلال الأسبوع الماضي. واندلعت المظاهرات احتجاجاً على وفاة المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 مايو (أيار) بعدما جثم ضابط أبيض من شرطة مينيابوليس بركبته على عنقه لنحو تسع دقائق.
ووُجِّهت للشرطي ديريك تشوفين تهمة القتل من الدرجة الثانية، ولثلاثة ضباط آخرين تهمة المساعدة والتحريض.
وفي حين خص بار والرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً حركة «أنتيفا» -وهي حركة غير منظمة تتألف في الأساس من يساريين مناهضين للسلطات- باعتبارها المحرض الرئيسي للاضطرابات، فإن هذا المصطلح لا يظهر في أي وثيقة من وثائق الاتهام الاتحادية التي راجعتها «رويترز».
ومن المحتمل ظهور مزيد من الأدلة مع سير القضية.
ولم تتم الإشارة بالاسم إلا لجماعة واحدة في شكوى اتحادية، وهي الحركة التي تسمى حركة «بوجالو» التي يؤمن أتباعها وفقاً لما ذكره ممثلو الادعاء باندلاع حرب أهلية وشيكة.
ويقول الخبراء المتخصصون في دراسة الجماعات التي تحض على الكراهية، إن أتباع «بوجالو» يمثلون في الأساس مجموعة متنوعة من المتطرفين اليمينيين. ويعتقد ممثلو الادعاء أن ثلاثة رجال ينتمون إلى الحركة تآمروا لتفجير عبوات ناسفة في لاس فيغاس أملاً في إثارة أعمال شغب قبل احتجاج.
ومن المقرر أن يمثل المشتبه بهم الثلاثة أمام محكمة اتحادية، يوم الاثنين القادم.
وقال الرئيس الأميركي، نهاية الشهر الماضي، إن حكومته ستصنف جماعة «أنتيفا» المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية.


مقالات ذات صلة

متظاهرون يحاولون منع اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

آسيا رجال شرطة يقفون حراساً أمام الأشخاص المشاركين في تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من المقر الرئاسي في سيول 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

متظاهرون يحاولون منع اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن أنصار الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، أغلقوا الطريق أمام مكتبه، (الخميس)، في محاولة لمنع اعتقاله.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أفريقيا انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

الرئيس الكيني يتعهد وضع حد لعمليات اختطاف متظاهرين

تعهد الرئيس الكيني ويليام روتو «وضع حد لعمليات اختطاف» الشرطة متظاهرين وشباناً مناهضين للسلطة، بعد حالات جديدة نددت بها منظمات غير حكومية ومحامون وسياسيون.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أوروبا مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)

مظاهرات في بلغراد ضد الرئيس الصربي

تدفق عشرات الآلاف إلى ساحة رئيسية في العاصمة الصربية، اليوم الأحد، للمشاركة في مظاهرة حاشدة ضد الرئيس الشعبوي ألكسندر فوتشيتش وحكومته.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
أميركا اللاتينية حشد من المتظاهرين أمام السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا (إ.ب.أ)

مظاهرة حاشدة أمام السفارة الأميركية في هافانا

تظاهر مئات الآلاف من الكوبيين، يتقدمهم الرئيس ميغيل دياز كانيل، والرئيس السابق راؤول كاسترو، أمام سفارة الولايات المتحدة في هافانا، للمطالبة برفع الحصار.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
أوروبا ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)

مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب كافيلاشفيلي المناهض لأوروبا رئيساً

قد تتفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب نواب حزب «الحلم الجورجي» اليميني المتطرف الحاكم مرشّحه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيساً.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.