قطار المفاوضات يعاود عبر «الإنترنت» مسيرته المتعثرة منذ 9 أعوام

TT

قطار المفاوضات يعاود عبر «الإنترنت» مسيرته المتعثرة منذ 9 أعوام

يعاود قطار مفاوضات «سد النهضة» مسيرته المتعثرة، منذ نحو 9 سنوات، عبر دعوة سودانية لاستئناف المحادثات مع مصر وإثيوبيا، بعد فشل وساطة قادتها الولايات المتحدة مطلع العام. وتجري المحادثات الجديدة، بين وزراء الموارد المائية في الدول الثلاثة، عبر الإنترنت، في وجود مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا (رئيسة الاتحاد الأفريقي).
وتأمل الدول الثلاث في وضع حد للنزاع، عبر تلك الآلية الجديدة بعد أن أخفقت الجولات السابقة في الحل، وجاءت على النحو التالي:
> سبتمبر (أيلول) 2011: حالة غضب في مصر، بعد إعلان إثيوبيا تدشين المشروع، ورئيسا وزراء البلدين يتفقان على تشكيل لجنة دولية تدرس آثاره.
> مايو (أيار) 2012: بدأت اللجنة المكونة من 10 خبراء (مصريين وإثيوبيين وسودانيين و4 خبراء دوليين)، أعمالها، لفحص الدراسات الهندسية الإثيوبية، وتأثير السد على مصر والسودان.
> مايو 2013: اللجنة تصدر تقريرها وتوصي باستكمال دراسات تقييم آثار السد، قبل أن تتوقف المفاوضات بعدما رفضت مصر تشكيل لجنة فنية دون خبراء أجانب.
* يونيو (حزيران) 2014: الدول الثلاث تتفق على استئناف المفاوضات، وفي سبتمبر، تجتمع لجنة ثلاثية فنية لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية المشكلة في 2012.
* أكتوبر (تشرين الأول) 2014: الدول الثلاث تتفق على اختيار مكتبين استشاريين دوليين، لعمل الدراسات المطلوبة.
* مارس (آذار) 2015: توقيع وثيقة «إعلان المبادئ» والتي تتعهد فيها إثيوبيا بعدم الإضرار بمصر والسودان. وفي سبتمبر، ينسحب المكتبان الاستشاريان لـ«عدم وجود ضمانات لإجراء الدراسات بحيادية».
> ديسمبر (كانون الأول) 2015: وزراء خارجية الدول الثلاث يوقعون «وثيقة الخرطوم»، التي تضمنت تكليف مكتب فرنسي تنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة.
> مايو 2017: الانتهاء من التقرير الاستهلالي للمكتب الفرنسي، والخلاف يشتعل بين الدول الثلاث. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، وزير الري المصري يعلن عدم التوصل لاتفاق.
> أبريل (نيسان) 2018: اجتماع تساعي أول لوزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة المخابرات للدول الثلاث، يفشل في التوافق.
> فبراير (شباط) 2019: قادة الدول الثلاث يتوافقون على استئناف المفاوضات. وفي سبتمبر مصر تعلن تعثرها مجددا. والرئيس المصري يدعو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تدخل دولي.
> أكتوبر 2019: مصر وإثيوبيا يتفقان على «الاستئناف الفوري» للمفاوضات.
> نوفمبر: واشنطن تدخل على خط الأزمة، وتستضيف محادثات جديدة.
> 28 فبراير 2020: إثيوبيا تتغيب عن اجتماع واشنطن لتوقيع الاتفاق النهائي، ومصر فقط توقع بالأحرف الأولى.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.