يتولى خوسيه رامون ساندوفال القيادة الفنية لنادي فوينلابرادا، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بإسبانيا، منذ ما يقرب من 12 أسبوعاً، لكنه لم يقد الفريق في أي مباراة حتى الآن. ولم يشرف ساندوفال إلا على حصتين تدريبيتين فقط مع ناديه الجديد، ولم يتعرف على لاعبيه بشكل جيد حتى الآن، حيث كانت فترة التعرف التي طالت تتم عبر تطبيق «زووم»، ولم يتم تقديمه لوسائل الإعلام، ناهيك عن الجماهير.
وكان ساندوفال قد تعافى لتوه من عملية جراحية عندما اتصل به مسؤولو نادي فوينلابرادا، الذي يوجد مقره على مشارف العاصمة الإسبانية مدريد. وكان ساندوفال بلا عمل منذ 16 شهراً، وبالتحديد منذ نهاية ولايته الثانية مع نادي قرطبة. وتم الإعلان عن توليه قيادة نادي فوينلابرادا في الحادي عشر من مارس (آذار)، وكانت هناك جلسة قصيرة في ذلك المساء للتعرف على جميع لاعبي الفريق والتواصل معهم.
وفي صباح اليوم التالي، وبعد 15 ساعة من تولي قيادة الفريق، عقد ساندوفال جلسته الثانية مع اللاعبين، واتضح بعد ذلك أنها كانت الجلسة الأخيرة حتى الآن، ففي ذلك اليوم عاد لاعبو الأندية الإسبانية إلى منازلهم وطُلب منهم ألا يعودوا للتدريبات مرة أخرى بسبب إجراءات الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان مخصصاً لتقديم ساندوفال لوسائل الإعلام، بعدما قال النادي إن هذا ليس الوقت المناسب للقيام بذلك. وكان المدير الفني البالغ من العمر 52 عاماً قد بدأ مسيرته التدريبية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بتولي عدد من أندية الهواة، لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا كلاعب.
ولم يعد لاعبو فوينلابرادا للتدريبات حتى الحادي عشر من مايو (أيار)، بعد شهرين من تولي ساندوفال القيادة الفنية للفريق، وحتى ذلك الحين كانت تعقد جلسات فردية معهم، حيث كانوا يأتون للنادي ويرحلون بدون أن يسمح لأي منهم بالسير في النادي أو التجمع معاً. ومن المقرر أن يستأنف دوري الدرجة الثانية بإسبانيا مبارياته بعد غد، لكن التدريبات الكاملة لم تبدأ سوى الأسبوع الماضي. ويعني ذلك أن المنافسات ستبدأ بدون أن يرى ساندوفال لاعبيه يخوضون أي مباراة. ويحتل فوينلابرادا المركز الثالث عشر في جدول الترتيب، متقدماً بفارق أربع نقاط فقط عن المراكز المؤدية للهبوط، لكن لا يفصله عن المراكز المؤهلة لملحق الصعود لدوري الدرجة الأولى سوى سبع نقاط فقط. لكن هناك شيئا واحدا واضحا للغاية، وهو الحماس الشديد الذي يتمتع به ساندوفال.
يقول المدير الفني الإسباني: «لا أعتقد أن هذا الأمر قد حدث لأي شخص آخر على الإطلاق، حيث كانت مهمتي الأولى تتمثل في إعادة اللاعبين من منازلهم. لقد طلبت مقطع فيديو بأفضل لحظات الفريق هذا الموسم، وقمت بتحريره ووضع خلفية موسيقية. لم يفز الفريق في آخر 13 مباراة لعبها قبل الإغلاق، ولا أريدهم أن يتذكروا ذلك، بل أريد أن يتحلوا بالإيجابية. إننا نعمل من أجل ترسيخ هذه الفكرة منذ تسعة أسابيع».
ويضيف: «كان لدينا برنامج مخصص لتحسين اللياقة البدنية للاعبين وتجنب الإصابات، كما بدأنا برنامجا يوميا من أجل الحفاظ على النظام البيولوجي للاعبين. وكان يتعين على كل لاعب أن يرسل لي صورة لوزنه في تمام الساعة 9.15 صباح كل يوم، وبالتالي فلدي أوزان جميع اللاعبين. لا تتمثل الفكرة في فرض رقابة عليهم، لكنني أريد أن أجعلهم يتأكدون من أننا معهم دائماً وأنهم ليسوا بمفردهم. وعلاوة على ذلك، كان لدينا جلسات جماعية كل صباح، ثم يقوم مدربا اللياقة البدنية بالتواصل مع اللاعبين في فترة ما بعد الظهيرة، ويكتبا تقريرا مفصلا لي في المساء. وقد اتصلت بجميع اللاعبين كل على حدة، وعقدت معهم حوارات طويلة وسألتهم عما يقومون به وعن أسرهم».
ويقول ساندوفال إنه ربما يعرف اللاعبين الآن بشكل أفضل مما كان سيحدث في الظروف العادية، ويضيف: «أنا أتحدث مهم كل يوم، وأدخل معهم في دردشة قبل كل حصة تدريبية، وأتبادل معهم النكات، وأتحدث معهم عما يفعله السياسيون الآن. قد يرى بعض المديرين الفنيين أنهم ليسوا بحاجة إلى كل ذلك، لكنني رأيت أن ذلك ضروري لأنني كنت قد وصلت للنادي للتو. إنني أشاهدهم وهم يتدربون في المنزل وأتفاعل معهم عبر تطبيق (زووم)، وأشاهدهم وهم يقومون ببعض التدريبات وأطفالهم يتسلقون على ظهورهم، والقطط تسير أمام الكاميرا. لقد رأيت أحد اللاعبين وهو يقوم بتمرينات الضغط وكلبه يلعق وجهه. مثل هذه الأشياء البسيطة تجعلك تعرف الكثير عن شخصيات اللاعبين وعن الأشياء التي يحبونها، ويجعلك تعرف كيف تتواصل معهم بشكل جيد».
ويتابع المدير الفني الإسباني: «لقد عادوا إلى التدريبات في حالة جيدة، من الناحيتين البدنية والنفسية، وكانت الأسابيع الثلاثة الماضية جديدة للغاية. إنهم بالضبط كما تخيلت، فاللاعب الذي كان دائماً آخر شخص يدخل على تطبيق (زووم) ويعلل ذلك بوجود مشكلة في الاتصال هو الشخص نفسه الذي يأتي إلى التدريبات وكأنه قد استيقظ لتوه من النوم!».
ويمتلك ساندوفال الكثير من المؤهلات والخبرات، حيث قاد نادي رايو فايكانو للتأهل للدوري الإسباني الممتاز في عام 2011 وساعد النادي على البقاء في الموسم التالي، لكنه يقول عن تجربته الحالية مع نادي فوينلابرادا: «هذه التجربة تجعلني أشعر وكأنني في الماجيستير، خاصة فيما يتعلق بتصميم التدريبات. لا يُسمح لنا بأن يكون هناك أكثر من عشرة لاعبين في كل تدريب جماعي، لكن لدينا 24 لاعباً، بما في ذلك حراس المرمى. في تمام الساعة الثامنة صباحاً يأتي سبعة لاعبين للتدريبات. وفي الساعة 10.30، تأتي المجموعة الثانية التي تضم ثمانية لاعبين، وبعد ذلك تأتي مجموعة المهاجمين التي تضم ستة لاعبين.
وقد أصيب ساندوفال بفيروس كورونا، ويقول عن ذلك: «كانت حماتي قد ركبت للتو ركبة اصطناعية ثم تعرضت لكسر في القدم. أخذتها إلى وحدة الطوارئ، لكن في اليوم نفسه كان يتم إغلاق المستشفيات لاستقبال المصابين بفيروس كورونا. لذلك، اضطررت إلى اصطحابها إلى مكان آخر، ولم يتمكنوا من إجراء الجراحة لها لمدة ثلاثة أيام. وأثناء ذهابي معها إلى المستشفيات أصبت بالفيروس. لم أكن أعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، لكنني كنت أشعر بألم شديد في رأسي، ولم يكن الألم يتوقف على الإطلاق. استمر هذا الأمر لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وبدأت أشعر بالإحباط، ولم أكن أستطيع النهوض».
ويضيف: «اعتقدت أنني أعاني من ارتفاع في ضغط الدم. لكن عندما قررت رابطة الدوري الإسباني إجراء اختبارات لنا، اتصل بي الطبيب وقال لي: لدي مفاجأة لك، فقد أصبت بفيروس كورونا قبل ثمانية أسابيع. وأخبرني بأن هناك أناسا ينتظرون معجزة أو لقاحا من أجل الشفاء، وأن لدي العديد من الأجسام المضادة بداخلي التي تكفي لعلاج أربعة من المرضى. أشعر الآن بأنني أقوى، وكأنني مثل إعصار تسونامي».
مدرّب فوينلابرادا الإسباني تعرّف على لاعبيه من خلال تطبيق «زووم»
ساندوفال تسلّم مهمة تدريب الفريق عشية فرض إجراءات الحظر بعد تفشي «كورونا»
مدرّب فوينلابرادا الإسباني تعرّف على لاعبيه من خلال تطبيق «زووم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة