مؤتمر دولي في باريس حول حماية التنوع الثقافي في سوريا والعراق

يبدأ في باريس، الأربعاء المقبل، أول تحرك عالمي فعلي للرد على استهداف التنوع الثقافي والعدوان على التراث الحضاري في كل من العراق وسوريا. وسوف تشكل هذه المسألة موضوع مؤتمر دولي تنظمه اليونيسكو، ودعت إليه عددا من صانعي القرار السياسي والعاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلا عن خبراء في مجال التراث الثقافي.
ومن المقرر أن يتولى المشاركون دراسة شتى السبل الكفيلة بإدماج المسائل الثقافية في إطار التصدي للأزمة الراهنة المتمثلة في سيطرة تنظيمات متطرفة على مناطق حساسة في البلدين، وكذلك فيما يخص تحقيق الأمن ضرورة إيجاد حل للنزاع الدائر واستراتيجيات بناء السلام.
المؤتمر الذي تفتحه المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، ينعقد تحت عنوان «التراث والتنوع الثقافي المعرضان للخطر في العراق وسوريا». ومن بين المشاركين فيه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف. هذا بالإضافة إلى خبراء رفيعي المستوى من العاملين في المتاحف العالمية، منهم إيميلي رفيرتي، رئيسة متحف «متروبوليتان» للفنون في نيويورك، وماركوس هيلغيرت، مدير متحف الشرق الأوسط القديم في برلين، وشخصيات سياسية وممثلون عن السلطات الجمركية ومنظمة الشرطة الدولية الجنائية (الإنتربول) وصالات المزاد الكبرى والمنظمات الإنسانية. دعي إلى المؤتمر أيضا عدد من المحللين الاستراتيجيين الذين سوف يقترحون تدابير محددة لوقف النزف الثقافي. كما تعقد مائدة مستديرة أولى للنظر في نشوء أشكال جديدة من التطهير الثقافي، ثم مائدة مستديرة ثانية حول الصلة بين حماية التراث الثقافي وتحقيق الأمن في العراق وسوريا.
جدير بالذكر أن التراث الثقافي في البلدين العائد إلى مهد الحضارة العالمية، يتعرض للدمار على نحو متعمد؛ فقد تعرضت للنهب والسلب مواقع دينية في العراق، مثل مرقدي النبي يونس والنبي دانيال،
وأضرحة مشايخ صوفيين في مدينة الموصل. كما لحقت أضرار جسيمة بالكنيسة الخضراء في تكريت، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، وبقلعة تكريت. أما في سوريا، فإن مواقع ثقافية مثل مدينة حلب التاريخية، المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، قد ضُربت أثناء المواجهات بين مختلف الأطراف المشاركة في النزاع الدائر هناك. وجاء في بيان صادر عن اليونيسكو أن هذا الدمار يتصل أيضا بالاضطهاد الذي تتعرض له الأقليات، كما أنه يكشف عن نوايا مضمرة ومعلنة لمحو كل آثار التنوع الثقافي.