جهود لاستكمال عودة العالقين خارج اليمن بسبب «كوفيد ـ 19»

جهود لاستكمال عودة العالقين خارج اليمن بسبب «كوفيد ـ 19»
TT

جهود لاستكمال عودة العالقين خارج اليمن بسبب «كوفيد ـ 19»

جهود لاستكمال عودة العالقين خارج اليمن بسبب «كوفيد ـ 19»

تواصل الحكومة اليمنية جهودها في سياق سعيها لإعادة آلاف العالقين من مواطنيها في عدد من الدول، بسبب توقف الطيران الدولي على خلفية جائحة «كورونا»؛ حيث من المتوقع أن تبدأ الأربعاء إعادة أول دفعة منهم من العاصمة المصرية القاهرة، وفق ما أفادت به مصادر رسمية.
وفي حين تسعى الحكومة إلى حل مشكلة العالقين في المنافذ البرية مع السعودية من خلال أكثر من لجنة شكلت لهذا الغرض، وصلت أمس (الاثنين) ثالث دفعة من العالقين في العاصمة الأردنية عمان إلى مطار سيئون في حضرموت.
وذكرت المصادر الرسمية أن الرحلة وصلت مطار سيئون الدولي، بعد أن خضعوا لفحوصات «بي سي آر» في عمان للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مدير عام المطار، علي باكثير، تأكيده أن الرحلة أقلت 148 راكباً، وذلك ضمن الجهود الرامية لإعادة العالقين إلى أرض الوطن.
في السياق نفسه، من المتوقع أن تسير الأربعاء المقبل أولى الرحلات الجوية لإعادة العالقين اليمنيين في مصر؛ حيث أوضح السفير اليمني في القاهرة محمد مارم أن إجراء فحوصات «بي سي آر» بدأت الاثنين، في المختبرات المركزية التابعة لوزارة الصحة المصرية، بعد أن تم التنسيق لاستقبال 180 شخصاً يومياً.
وأشار مارم، في تصريح رسمي، إلى أن السفارة عملت خلال الفترة الماضية، بالتنسيق مع الجهات المصرية لترتيب عودة العالقين، وفقاً للبروتوكول الحكومي، وستقوم الخطوط اليمنية بالتواصل يومياً مع العالقين المسجلين في جداول الرحلات للتوجه إلى المختبرات المركزية، قبل موعد رحلاتهم بـ٤٨ ساعة، لافتاً إلى أن الملحقية الطبية بالسفارة ستقوم بالإشراف على تنظيم الإجراءات في المختبرات منعاً لعملية الازدحام وتنفيذ الإجراءات الاحترازية لتفشي وباء كورونا.
وأشاد السفير اليمني بجهود وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، في عملية التنسيق لإجراء الفحوصات المطلوبة في المختبرات المركزية التابعة لوزارة الصحة.
من جهة ثانية، وصلت إلى مرسى «ذو باب» جنوب البحر الأحمر الرحلة البحرية الثانية، على متنها 146 من اليمنيين العالقين في جيبوتي، بعد إجراء فحوصات «بي سي آر» للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
وبحسب بلاغ رسمي، فقد تم إخضاع جميع الركاب بعد وصولهم للفحص عبر الكاميرات الحرارية من قبل الفريق الطبي، في حين كانت الدفعة الأولى البالغة 117 عالقاً قد وصلت «ذو باب» بتاريخ 4 يونيو (حزيران) الحالي.
ودعت السفارة اليمنية في جيبوتي جميع العالقين لتسجيل أسمائهم، وفقاً للنموذج الخاص بذلك، حتى يتسنى استكمال الإجراءات اللازمة لإعادتهم إلى أرض الوطن.
وتسعى السلطات اليمنية إلى جدولة الرحلات من الهند، بعد أن كانت وصلت عدة رحلات من الإمارات العربية المتحدة لعالقين بسبب تفشي كورونا.
وفي أحدث اجتماع حكومي، كانت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ الخاصة بـ«كورونا» استمعت إلى تقرير من وزير الخارجية محمد الحضرمي، وأمين عام مجلس الوزراء حسين منصور، حول سير عملية إعادة العالقين في الخارج وفقاً للبروتوكول المقرّ من اللجنة، وما تم إنجازه في عودة العالقين؛ حيث تم استقبال دفعات من العالقين من كل من الأردن وجيبوتي والإمارات والسعودية، وتجري الترتيبات لاستكمال عملية الإجلاء والشروع بنقل العالقين من مصر والهند، مشيرين إلى بعض الإشكاليات التي طرأت وما تم اتخاذه لمعالجتها.
وبخصوص المخالفات بحق العائدين في منافذ اليمن مع السعودية، أشار التقرير الحكومي إلى المعالجات والإجراءات التي تم اتخاذها لمحاسبة المسؤولين عن ذلك. كما تضمن عدداً من المقترحات والمعالجات لتجاوز الإشكاليات القائمة، حيث أقرت اللجنة بعد نقاش مستفيض المقترحات المقدمة، على أن يتم استيعاب الملاحظات المقدمة حولها، والمقدمة من أعضاء اللجنة، والبدء بالتنفيذ. وفق ما أوردته «وكالة سبأ» الرسمية.
وشدّدت اللجنة الحكومية على أنه لن يتم التهاون مع أي مخالفات ضد المواطنين، وستتم محاسبة أي مسؤول، وطلبت من لجنة التحقيق المكلفة من وزارة الخارجية إنجاز عملها بشكل عاجل، والعمل مع اللجنة البرلمانية المكلفة بتقصي الحقائق حول هذا الموضوع، في إطار الدور التكاملي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وكان عالقون يمنيون أثاروا شكاوى بحق مسؤولين في السفارة اليمنية في السعودية، لجهة فرض رسوم باهظة عليهم لإجراء فحوص السلامة من «كورونا»، وهو الأمر الذي جعل البرلمان اليمني يشكل لجنة للتحقيق في القضية.


مقالات ذات صلة

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي دخان في صنعاء بعد ضربة أميركية على مواقع الجماعة الحوثية فيها الثلاثاء (أ.ف.ب)

ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟

تعيش الجماعة الحوثية حالة استنفار بعد حراك دبلوماسي يبحث مواجهة نفوذها واستمرار أعمالها العدائية، وتخشى تكرار السيناريو السوري في اليمن.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
TT

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 

بدعوى مواجهة هجوم إسرائيلي متوقع، استنفر الحوثيون قوتهم في ثلاث محافظات يمنية، ودفعوا بها نحو محافظة إب التي تشهد احتقاناً شعبياً غير مسبوق نتيجة ممارسات الجماعة وتغاضيها عن الانتهاكات التي طالت السكان هناك، والتي كان آخرها مقتل الزعيم القبلي صادق أبو شعر.

وبالتزامن مع تهديد وجهاء المحافظة الواقعة على بُعد 193 كيلومتراً جنوب صنعاء، أعلنت الجماعة الانقلابية عقد اجتماع موسع في المنطقة العسكرية الرابعة، برئاسة نائب رئيس الوزراء - وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية في الحكومة غير المعترف بها، محمد المداني، وضم قائد المنطقة عبد اللطيف المهدي، ومحافظي ذمار وإب، والأجزاء الواقعة تحت السيطرة في محافظتي تعز والضالع، وقيادات أمنية وعسكرية.

وغداة منع خروج مظاهرة منددة بتواطؤ الحوثيين مع أحد قادتهم ومرافقيه المتهمين بقتل أبو شعر، ذكرت وسائل إعلامهم أن الاجتماع، الذي لم يسبق أن شهدت المحافظة مثله، ناقش الأوضاع الخدمية والتنموية في محافظات تعز، والضالع، وإب، وذمار، وجوانب التنسيق والترتيبات العسكرية والأمنية لمواجهة أي تحركات عدوانية لمن وصفت بأنها «قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني».

الحوثيون يخشون انتفاضة جديدة في إب مع زيادة الاحتقان الشعبي (إعلام محلي)

ومع أن محافظة إب يفصلها عن الساحل الغربي لليمن محافظتا الحديدة وتعز، إلا أن وسائل إعلام الحوثيين واصلت التضليل بشأن هدف الاجتماع وقالت إنه كُرِّس لتدارس الأوضاع في هذه المحافظات، والاستعداد لإفشال «أي تحركات عدوانية».

ونقلت هذه الوسائل عن القيادي الحوثي المداني قوله إن الجانب العسكري تطور بشكل لافت، وإن الجماعة أصبحت تمتلك صواريخ وطائرات تستهدف إسرائيل في العمق، وفي البحار والمحيط الهندي، ووعد بالتحرك في إحداث التنمية، وتوفير الخدمات في مختلف المحافظات.

تهديد السكان

بدوره، عدّ قائد المنطقة العسكرية الحوثية الرابعة عبد اللطيف المهدي انعقاد الاجتماع والنزول الميداني فرصة للاطلاع على الأوضاع، لا سيما ما يخص الجانب الرسمي، والتعبئة العامة، والوضع الأمني، وكل ما يخص هذه المحافظات.

وطالب المسؤول الحوثي بأن يتحمل الجميع المسؤولية، ابتداءً من محافظ المحافظة الذي يُعد المسؤول الأول، ومدير أمن المحافظة، والتعبئة العامة والأمن والمخابرات والشرطة العسكرية والاستخبارات، وغيرها من الجهات المعنية وذات العلاقة، للعمل على تعزيز مستوى الأداء ومضاعفة الجهود.

الحوثيون دفعوا بكبار قادتهم ومخابراتهم في مسعى لإخماد أي تحرك شعبي في إب (إعلام حوثي)

وزعم المهدي أن التحركات الشعبية ضد جماعته «تخدم الأجندة الصهيونية والأميركية والبريطانية»، وذكر أن عناصر جماعته يرصدون تحركات من سماهم «العدو»، وأن لديهم معرفة كاملة بما يُخطط له، وأنهم مستعدون «للتصدي لأي عدوان مهما كلفهم من تضحيات».

وفي رسالة تهديد لسكان المحافظة، التي باتت مركزاً لمعارضة حكمهم، قال المهدي إن الاستعدادات العسكرية والأمنية في جاهزية عالية، «وهناك تنسيقيات عسكرية وأمنية كبيرة جداً، وكل جانب مكمل للآخر».

أما عبد الواحد صلاح، محافظ إب المعين من قبل الحوثيين، فقد أكد أن المحافظة من أكثر المحافظات التي يركز «العدو» عليها ويستهدفها بصورة مستمرة. وأشاد بالقيادي المهدي ووقوفه إلى جانب السلطة المحلية في المحافظة، وقال إنهم يعملون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية والتعبئة العامة كأنهم فريق واحد لتجاوز أي تحديات.

ورغم تماهيه مع خطاب الحوثيين، فإن محافظ إب طالب بالتعاون بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لحلحلة ما سماها «القضايا المجتمعية»، في إشارة إلى قضايا القتل التي استهدفت عدداً من سكان المحافظة والعبث بالممتلكات، والتي كانت سبباً في حالة الغليان الشعبي ضد سلطة الجماعة الانقلابية. وتعهد بالعمل على كل ما من شأنه استقرار الوضع في المحافظة، وتعزيز السكينة العامة، والمساهمة في تعزيز جهود التنمية المحلية، وتفعيل المبادرات المجتمعية.

ورأى القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان، الذي يرأس ما تسمى «الهيئة العامة للزكاة»، وهي الجهة التي تمول النفقات العسكرية والشخصية للقيادات الحوثية، في اللقاء «فرصة لتدارس ما يحيكه العدو» من مؤامرات ضد الجماعة وجبهتها الداخلية. وقال إن الهيئة ومكاتبها ستكون جزءاً من الخطة التي يتم رسمها لمواجهة أي تحديات.

طلب المساندة

أما وكيل وزارة داخلية الانقلاب الحوثي لقطاع الأمن والاستخبارات علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، فأكد حرصه على تنفيذ الخطط العملية وفق إجراءات تنفيذية لمسار الواقع الميداني، مشدداً على أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع.

نجل مؤسس جماعة الحوثيين يتولى مهمة قمع أي تحرك شعبي مناهض (إعلام حوثي)

وبعد شهور من استحداث جهاز مخابرات خاص يتبعه شخصياً، يُعتقد أنه وراء حملة الاعتقالات التي طالت المئات من سكان إب، وأمل خلال اللقاء بتعزيز الشراكة بين الأجهزة الأمنية والجهات ذات العلاقة، وطالب الجهات المشاركة في الاجتماع من سلطات محلية وشخصيات اجتماعية بمساندة الأجهزة الأمنية وتعزيز السكينة العامة.

ولم يكتف نجل مؤسس الجماعة بطلب أن يكون لقطاع الاستخبارات والأمن الذي يديره السلطة الفعلية في المحافظة، بل طالب وسائل الإعلام بأن تلعب دورها «التوعوي» بما يُحاك ضد الجماعة من مؤامرات تستهدف جبهتها الداخلية. وقال إن على هذه الوسائل مضاعفة جهودها لكشف مخططات ما وصفه بـ«العدوان».

بدوره، طالب مسؤول التعبئة العامة بوزارة الدفاع في حكومة الانقلاب الحوثية، ناصر اللكومي، بضرورة العمل كأنهم فريق واحد في مواجهة «العدوان» ورفع الجاهزية، والعمل وفق الخطة الأمنية والتعبوية، والحفاظ على الجبهة الداخلية والتماسك المجتمعي.

إلى ذلك اقترح أحمد الشامي، عضو المكتب التنفيذي لجماعة الحوثي، أن تواجه وسائل إعلام الجماعة ما وصفها بـ«أباطيل ودعايات العدو» على مستوى كل محافظة، بما يعزز انتصارات الجماعة.