ارتفاع نسبة الاعتقالات في القدس

TT

ارتفاع نسبة الاعتقالات في القدس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في القدس طالت 21 فلسطينيا، معظمهم مسؤولون أو ناشطون في حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وطالت الاعتقالات رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس، أمجد أبو عصب. ووجهت إسرائيل للمعتقلين «تهمة التعاون مع السلطة والمس بالسيادة الإسرائيلية». وقال عبد الناصر فروانة، المختص بشؤون الأسرى والمحررين، إنه باعتقال أكثر من 20 مواطنًا مقدسيًا يكون قرابة (45%) من إجمالي الاعتقالات الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري في القدس.
واعتبر فروانة، في منشور له عبر «فيسبوك»، أن هذه نسبة كبيرة وغير مسبوقة، مشيرًا إلى أن نسبة المعتقلين في القدس خلال ذات الفترة المستعرضة من العام الماضي، بلغت (34.6%) من إجمالي الاعتقالات في كافة المحافظات الفلسطينية. وبين أن مجمل الاعتقالات في القدس خلال مجمل العام المنصرم شكل ما نسبته (37%) من إجمالي الاعتقالات الإسرائيلية في كافة المحافظات خلال العام 2019.
وقال إن الاعتقالات الإسرائيلية في القدس تسجل ارتفاعًا كبيرًا، لافتًا إلى أن دولة الاحتلال تُصعد من قمعها للمقدسيين، مشددا على أن «المؤشر خطير وهناك استهداف إسرائيلي متصاعد بحق القدس والمقدسيين».
واعتقالات القدس جاءت في وقت اعتقل فيه الإسرائيليون 7 آخرين من الخليل، وبيت لحم، وجنين، والأغوار ونابلس. ودانت وزارة الخارجية والمغتربين «حملة الاعتقالات المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال على امتداد الأرض الفلسطينية، خاصة بمدينة القدس المحتلة».
ورأت الخارجية أن حملات الاعتقالات المتواصلة بحجج وذرائع مختلفة، تأتي استكمالا لما تقوم به قوات الاحتلال وشرطته من إجراءات وتدابير، الهدف منها «تكريس أسرلة القدس واستكمال مخططات ضمها وتنفيذ وعد ترمب المشؤوم بشأنها، ومحاولة خنق الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة». وحملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حملات الاعتقال التعسفي والعشوائي والجماعي ضد المواطنين المقدسيين ونتائجها وتداعياتها، بصفتها جريمة يحاسب عليها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.