مصر: «تحفظات» على استمرار «القائمة المُطلقة» في الانتخابات البرلمانية المقبلة

«التشريعية» توافق على تعديل قانون مجلس «النواب»

TT

مصر: «تحفظات» على استمرار «القائمة المُطلقة» في الانتخابات البرلمانية المقبلة

وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أمس، على تعديل قانون مجلس «النواب» الذي يقضي بـ«استمرار الانتخابات البرلمانية مناصفة بين (القائمة المطلقة) والفردي»، وسط تحفظات من «استمرار العمل بنظام (القائمة المطلقة) في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وأكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط» أن «نظام (القائمة المطلقة) هو إهدار لأصوات عدد كبير من الناخبين».
يشار إلى أن الدورة الحالية (الأخيرة) لمجلس النواب المصري تنتهي في 9 يناير (كانون الثاني) 2021. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات خلال الفترة من 9 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل حتى 9 يناير (كانون الثاني) 2021، بحسب ما ينظمه دستور البلاد.
وأشار مراقبون في الصدد ذاته إلى أن «البرلمان، في ظل (القائمة المطلقة)، سوف يتشكل من حزب أو قوى سياسية ذات لون واحد، وقد يخلو من المعارضة»، لكن نواباً في البرلمان قالوا إن «(القائمة المغلقة) تستهدف تحقيق النصوص الدستورية بالتمثيل الملائم للفئات».
وأعلنت لجنة الشؤون الدستورية، أمس، موافقتها نهائياً على مشروع القانون المقدم من النائب عبد الهادي القصبي، رئيس ائتلاف «دعم مصر»، وأكثر من 60 نائباً، بشأن تعديل بعض أحكام قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية، وقانون مجلس «النواب»، بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات. وتنص المادة الأولى من مشروع القانون على: «تصدر الهيئة الوطنية للانتخابات قرارها في التظلمات مسبباً في موعد أقصاه أربع وعشرين ساعة من تاريخ العرض عليها، على أن تراعي التوفيق بين اعتبارات العدالة والمشروعية، ومراعاة ما تفرضه متطلبات النزاهة والحيدة بشأن عمليتي الاقتراع والفرز». ووفق التعديل: «يشكل مجلس النواب من 568 عضواً، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 25 في المائة من إجمالي عدد المقاعد، ويجوز لرئيس الدولة تعيين عدد من الأعضاء في مجلس النواب لا يزيد على 5 في المائة (...) ويكون انتخاب مجلس النواب بواقع 284 مقعداً بالنظام الفردي، و284 مقعداً بنظام (القوائم المغلقة المطلقة)، ويحق للأحزاب والمستقلين الترشح في كل منهما، وذلك بدلاً من 240 مقعداً بالنظام الفردي، و120 مقعداً بنظام (القوائم المغلقة المطلقة) بالقانون القائم».
ومن جهته، قال الدكتور هاشم إن «(القائمة المطلقة) تعتمد على فوز القائمة التي تحصل على 51 في المائة برمتها، وتجاهل القوى الأخرى كافة التي حصلت على 49 في المائة من المقاعد»، مضيفاً أن «(القائمة) نظام تعيين (مُقنع) داخل مجلس النواب، وهو يقلل من فرصة إجراء انتخابات حقيقية».
وكان اجتماع اللجنة «التشريعية» قد شهد، أمس، خلافاً حول «نظام القائمة»، بعدما أعلن نواب بتكتل «25-30» رفضهم لـ«القائمة المغلقة المطلقة»، معتبرين أنها «تهدر الأصوات، ولا تحقق تمثيل التيارات السياسية كافة»، لافتين إلى أن «(القائمة المغلقة) تتعارض مع أحكام الدستور التي تشير إلى أن النظام السياسي قائم على التعددية الحزبية»، في حين قال النائب إيهاب الطماوي، وكيل اللجنة «التشريعية»، إن «الدستور منح للمشرع الحق في وضع النظام الانتخابي، ويمكن أن يكون فردياً أو قائمة، أو الجمع بينهما، و(القائمة المغلقة) تستهدف تحقيق النصوص الدستورية بالتمثيل الملائم للفئات التي منحت تمييزاً إيجابياً، بالإضافة إلى 25 في المائة من المقاعد للمرأة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.