ساربروكن «المغمور» خطر يهدد ليفركوزن في نصف نهائي كأس ألمانيا اليوم

بايرن ميونيخ ينتظر مواجهة إينتراخت متطلعاً إلى لقب جديد يقربه من الثلاثية التاريخية

لاعبو فريق ساربروكن من الدرجة الرابعة يحتفلون بتجاوز فورتونا دوسلدورف في دور الثمانية (إ.ب.أ)
لاعبو فريق ساربروكن من الدرجة الرابعة يحتفلون بتجاوز فورتونا دوسلدورف في دور الثمانية (إ.ب.أ)
TT

ساربروكن «المغمور» خطر يهدد ليفركوزن في نصف نهائي كأس ألمانيا اليوم

لاعبو فريق ساربروكن من الدرجة الرابعة يحتفلون بتجاوز فورتونا دوسلدورف في دور الثمانية (إ.ب.أ)
لاعبو فريق ساربروكن من الدرجة الرابعة يحتفلون بتجاوز فورتونا دوسلدورف في دور الثمانية (إ.ب.أ)

يدخل باير ليفركوزن مباراته اليوم ضد مضيفه ساربروكن من الدرجة الرابعة، مرشحاً فوق العادة لإنهاء مغامرة منافسه في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ألمانيا لكرة القدم.
والفارق كبير بين الفريقين؛ حيث دأب ليفركوزن على لعب الأدوار الأولى في دوري الـ«بوندسليغا»، في حين بات ساربروكن أول فريق يبلغ نصف نهائي كأس ألمانيا من خارج الدرجات الثلاث الأولى في تاريخ المسابقة.
كما أن الفارق في الاستعداد والجاهزية كبير أيضاً؛ لأن ليفركوزن خاض خمس مباريات منذ استئناف الدوري المحلي في 16 مايو (أيار) الماضي عقب توقف منذ مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد، في حين لم يخض ساربروكن أي مباراة منذ 94 يوماً، وكانت الأخيرة له أمام استوريا والدورف في 7 مارس الماضي، وانتهت بخسارته صفر- 1.
وبعد إعلان رابطة الدوري توقف الموسم في الدرجة الرابعة، توج ساربروكن الذي كان يتصدر بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه لدى توقف النشاط، بطلاً لها، وسيصعد إلى الدرجة الثالثة الموسم المقبل.
وفرض ساربروكن نفسه مفاجأة المسابقة هذا الموسم، بعد أن أقصى فريقين من الدرجة الأولى، هما كولن وفورتونا دوسلدورف. وكان ساربروكن قد انتزع بطاقة التأهل للمربع الذهبي بعد انتصار ماراثوني حسم بضربات الجزاء الترجيحية أمام فورتونا دوسلدورف، في دور الثمانية؛ لكن مواجهة ليفركوزن تشكل الاختبار الأصعب له حتى الآن. وفي المباراة ضد الأخير نجح حارس مرماه دانيال باتس في أن يصبح أول حارس ينقذ أربع ركلات ترجيحية في مباراة ضمن كأس ألمانيا، علماً بأنه أنقذ ركلة جزاء خلال الوقت الأصلي من المباراة أيضاً.
وقال لوكاس كواسنيوك المدير الفني لساربروكن: «لقد وضعنا بصمتنا في تاريخ النادي وكرة القدم، كأول فريق درجة رابعة يصل إلى الدور قبل النهائي. ونرغب في مواصلة المغامرة وتحقيق إنجاز فريد في الرياضة».
لكن في الوقت نفسه، تحلى كواسنيوك بالواقعية قبل مواجهة ليفركوزن المدجج بالنجوم، وأوضح: «نحن متواضعون؛ لكننا نتحلى بالثقة. ففي كل 100 مباراة أمام ليفركوزن، يمكن أن نخسر 99 مرة. ولكننا نرغب في أن نجعل يوم التاسع من يونيو (حزيران)، إجازة احتفالية في سارلاند (الولاية التي ينتمي لها نادي ساربروكن)».
ووصف الكندي الدولي كيانز غونزاليز فرويسي لاعب ساربروكن، مباراة فريقه ضد باير ليفركوزن، بأنها فرصة تسنح للمرة الأولى في حياة لاعب، بقوله: «إنها أكبر مباراة في مسيرة أي لاعب بالدرجات الدنيا. كل تركيزنا على هذه المباراة. الدقائق التسعين. يتعين علينا بذل قصارى جهدنا والكفاح قبل أن نرى النتيجة».
وأضاف: «كل الترشيحات تصب في صالح الفريق المنافس، وبالتالي لسنا مرشحين للفوز. من الجيد كتابة التاريخ والقيام بأشياء لم نحققها في السابق. كل شيء يمكن تحقيقه، هذه هي فكرتنا لهذه المباراة».
وكشف أن فريقه يدخل مباراته ضد ليفركوزن وهو يجهل مدى جاهزيته البدنية لخوضها، وأوضح في هذا الصدد: «اكتفينا بمواجهة بعضنا بعضاً في مباريات خلال الحصص التدريبية. لن ندري كيف ستسير الأمور إلا مع بداية المباراة».
وختم: «على أي حال، ما حصل للفريق (هذا الموسم) جعل أفراده يدخلون التاريخ... ما حققناه سيبقى معنا طوال حياتنا. لقد عشنا أحاسيس لا يمكن أن تختبرها إلا في الرياضة». ولم يحرز ساربروكن أي لقب، وخاض مباريات دوري الدرجة الأولى في خمسة مواسم آخرها عام 1993.
وكما هو الحال في مباريات الدوري الألماني، ستقام مباريات كأس ألمانيا من دون جماهير، وفي ظل إجراءات ومعايير صحية ووقائية صارمة. ويستضيف ساربروكن فريق ليفركوزن في فولكلينغن، في ظل خضوع استاد فريق الدرجة الرابعة لعمليات تجديد.
وخسر باير ليفركوزن الذي يدربه المدير الفني بيتر بوش، على ملعبه أمام بايرن ميونيخ 2- 4 السبت، في المرحلة الثلاثين من الدوري؛ لكنه لا يزال يمتلك فرصة التأهل لدوري أبطال أوروبا.
ويمكن لليفركوزن الاستفادة من جديد من جهود النجم المتألق كاي هافيرتز الذي غاب عن مواجهة بايرن بسبب إصابة عضلية. وقال بوش: «علينا أن نترقب ما إذا كان كاي سيكون متاحاً للمباراة. أتمنى ألا يكون غيابه مستمراً لأسابيع بدلاً من أيام».
وتجدر الإشارة إلى أن باير ليفركوزن كثيراً ما أحبط جماهيره بعدم القدرة على تجاوز الخطوة الأخيرة قبل منصات التتويج. ومنذ أن توج بواحد من ألقابه القليلة، عبر بطولة كأس ألمانيا في عام 1993، لم يصل ليفركوزن إلى النهائي طوال 11 عاماً، وكانت المرة الأخيرة في نسخة 2009، وخسر حينها أمام فيردر بريمن صفر- 1.
وفي المباراة الثانية سيكون بايرن ميونيخ مرشحاً بدوره لبلوغ المباراة النهائية عندما يستضيف إينتراخت فرانكفورت على ملعب «إليانز أرينا» غداً الأربعاء.
والتقى الفريقان مؤخراً في الدوري المحلي، وتحديداً في 23 مايو الماضي، وخرج الفريق البافاري بفوز عريض 5- 2، ليثأر لخسارته أمام منافسه ذهاباً 5- 1.
وكان بايرن قد توج باللقب الموسم الماضي بفوزه على لايبزيغ بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية.
ويسير بايرن بخطى ثابتة لإحراز الثنائية المحلية؛ حيث بات في حاجة إلى فوزين في آخر أربع مباريات له في الدوري، لكي يتوج بطلاً للمرة الثامنة توالياً، كما يملك فرصة إحراز الثلاثية النادرة في حال توج بدوري أبطال أوروبا؛ حيث خطا خطوة عملاقة نحو بلوغ ربع نهائي المسابقة القارية، بفوزه على تشيلسي الإنجليزي 3- صفر في عقر دار الأخير، في ذهاب ثمن النهائي، قبل توقف النشاط في مارس بسبب «كوفيد- 19».
كما يتطلع بايرن ميونيخ وهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى تحطيم رقمين صامدين منذ وقت طويل، مع تبقي أربع مباريات بالموسم.
ويرجع تاريخ الرقمين إلى موسم 1971- 1972؛ حيث لم يتمكن فريق من معادلة رصيد بايرن بتسجيل 101 هدف خلال هذا الموسم، أحرز منها المهاجم جيرد مولر 40 هدفاً.
وبعد فوزه الأخير 4-2 على باير ليفركوزن رفع بايرن رصيده إلى 90 هدفاً في 30 مباراة؛ بينما يحتاج المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى عشرة أهداف لمعادلة رقم مولر.
ويذكر أن بايرن ميونيخ تأهل إلى النهائي ست مرات في آخر ثماني نسخ، وتوج خلالها بالكأس أربع مرات، ليرفع حصيلته إلى 19 مرة في تاريخه.
وستقام المباراة النهائية لكأس ألمانيا على الملعب الأولمبي في برلين، في الرابع من يوليو (تموز).
وكان توماس مولر مهاجم البايرن قد صرح عند سحب القرعة قائلاً: «فرانكفورت سطر تاريخاً رائعاً معنا في بطولة الكأس في الأعوام الأخيرة؛ لكننا بالتأكيد نرغب في حسم تأهلنا إلى نهائي برلين».
أما إينتراخت فرانكفورت، فقد قدم موسماً مخيباً للآمال في الدوري، علماً بأنه استقر بعيداً عن مراكز الهبوط بجدول المسابقة؛ لكنه يتمسك بأمل تحقيق مفاجأة بالكأس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».