جدار «هادريان» على حدود إنجلترا ـ اسكوتلندا ينتظر محبي السير

شيد عام 122 للإمبراطورية الرومانية وطوله 117 كيلومتراً

جدار «هادريان» من بقايا التحصينات الحجرية
جدار «هادريان» من بقايا التحصينات الحجرية
TT

جدار «هادريان» على حدود إنجلترا ـ اسكوتلندا ينتظر محبي السير

جدار «هادريان» من بقايا التحصينات الحجرية
جدار «هادريان» من بقايا التحصينات الحجرية

يعتبر جدار «هادريان» وهو من بقايا التحصينات الحجرية التي بنتها الإمبراطورية الرومانية بعد غزو بريطانيا في القرن الثاني الميلادي وامتدت البنية الأصلية أكثر من 73 ميلًا (117 كيلومترا) عبر الريف الإنجليزي الشمالي بالقرب من الحدود بين اسكوتلندا الحديثة وإنجلترا. ويمتد الجدار في اتجاه الشرق والغرب، من ويلسن ونيوكاسل على نهر تاين في الشرق، واستغرق بناء الجدار 6 سنوات على الأقل، وبدأ البناء في الطرف الشرقي ثم انتقل غربا، وتم الانتهاء من العمل من قبل الجنود الرومان. ويحمل الجدار أهمية كبيرة كموقع للتراث العالمي لليونيسكو وللجذب السياحي الرئيسي. لقد جرى تشيده في الأساس بناء على أوامر من هادريان في العام 122 وضم آلاف الجنود الذين راقبوا الحدود مع اسكوتلندا.
ويمكن لمحبي السير قطع هذا المسار في الاتجاهين. وبمقدور من يمتلكون الكثير من الوقت بدء السير من خارج كارلايل في سولواي فيرث وهو مصب نهر يفصل بين اسكوتلندا وإنجلترا. ويقول الخبراء في هذا الشأن إن أفضل قطاع للسير هو بين كارلايل أو هولتويسل إلى كوربرريدج. ومن هنا يستغرق الأمر ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام للوصول إلى نيوكاسل، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
تحازي المراعي الخضراء والتلال المتعرجة هذا المسار وتظهر من وقت لآخر منازل ريفية رمادية اللون وهو نفس لون الجدار الصخري. وترتع الخراف أسفل الأشجار ما يجعل هذه المناظر مهدئة للأعصاب شأنها شأن أي لوحة رعوية. وتمثل هولتويسل منتصف الطريق وهي بلدة يرجع عمرها لأكثر من 700 عام. وفي ظل التعرض لتهديدات متكررة من جانب الجنود من اسكوتلندا وإنجلترا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، شيد سكان البلدة بيوتا ريفية يمكن الدفاع عنها وتسمى «باستل» ويمكن زيارتها حتى الآن.
ويقال إن الجدار كان مصدر إلهام للجدار الجليدي في مسلسل جورج آر آر مارتن «جيم أوف ثرونز» الذي يفصل الممالك السبع الخيالية عن الأراضي البرية وراءها.
ترجع جاذبية السير على طول جدار هادريان في جزء منها إلى أن الطريق مليء باللافتات وأن هناك الكثير لمشاهدته على طول المسار بعيدا عن الجدار نفسه المليء بالطحالب. يسير الطريق عبر التلال والوديان مرورا بالحقول المليئة بتربية البقر وصوف الخراف وزهور البرسيم والأقحوان.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.