حوثيون في الحديدة يفجّرون أنفسهمhttps://aawsat.com/home/article/2322886/%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%8A%D9%81%D8%AC%D9%91%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D9%85
أكدت مصادر عسكرية يمنية الأحد، أن عدداً من عناصر الجماعة الحوثية قتلوا وأصيبوا في انفجار عبوة بالقرب من منطقة بيت مغاري بمديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة (غرب)، أثناء محاولتهم زراعة العبوة المتفجرة. ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية عن مصادر ميدانية قولها إن الانفجار أدى إلى مقتل عناصر من ميليشيات الحوثي وجرح آخرين بالقرب أثناء ما كانوا يحاولون زرع العبوة في إحدى الطرق العامة. وجاءت الواقعة بعد يومين من مقتل عدد من الانقلابيين أثناء محاولاتهم زرع عبوة ناسفة أخرى على طريق كيلو 16 (المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة) وخط المراوعة، وفق ما أكدته مصادر في الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي. وتستمر ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً في زراعة الألغام والعبوات الناسفة في طرق ومزارع المواطنين في الساحل الغربي، ما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين وحرمان كثير من الأهالي من العودة إلى قراهم ومزارعهم. وأطلقت ميليشيات الحوثي المدعومة، الأحد، نيران أسلحتها المتوسطة على منازل المواطنين في مديريتي الدريهمي وحيس، جنوب الحديدة، ضمن خروقاتها اليومية للهدنة الأممية، وذلك بمختلف أسلحتها الرشاشة عيار 12.7 وعيار 14.5 ومعدل البيكا، متسببة في إقلاق السكينة العامة وخلق حالة من الخوف والرعب بين المواطنين الآمنين في منازلهم. يشار إلى أن امرأة أصيبت أول من أمس، جراء استهداف الميليشيات الحوثية الانقلابية لمنزلها شمال غربي منطقة حجر، غرب محافظة الضالع (جنوب)؛ وفق ما ذكرته مصادر عسكرية يمنية أمس (الأحد). وأفادت المصادر بأن الميليشيات الحوثية شنت قصفاً عشوائياً باتّجاه منازل المواطنين في بلدة قَروض شمال غربي منطقة حجر استخدمت فيه الرشاشات المتوسطة ونتج على أثره إصابة امرأة وسط منزلها بإصابات متفرقة. وتحدثت مصادر محلية من أهالي البلدة، بحسب ما نقل عنها المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري، أن «الميليشيات الحوثية شنت قصفاً عنيفاً عند نحو الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة بشكل عشوائي باتجاه بلدتهم، وقد أصيبت على أثره امرأة تدعى كاتبة محمد ناصر في العقد الثالث من عمرها، بعد أن اخترقت الرصاصة جدار منزلها، وتم إسعافها إلى المستشفى». كما تحدثت مصادر طبية عن أن «الحالة وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من إصابات متوسطة الخطورة في يدها ورجلها مع وجود نزيف، وقد استقرت حالتها بعد أن أجريت لها الإسعافات الأولية». وكانت الميليشيات الحوثية قد تعرضت لخسائر كبيرة داخل صفوفها عند قيام القوات المشتركة في محور الضالع باستهداف تجمع لعناصرها شمال شرقي مديرية الحُشاء غرب الضالع، وقد أدى ذلك الاستهداف إلى مصرع وجرح كثير منهم، فيما ردّت الميليشيات الحوثية بقصف منازل المواطنين في البلدة للتعويض عن خسائرها تلك. وأعلن المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، والممول من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنه تمكن منذ يوم 30 مايو (أيار) الماضي لغاية يوم 4 يونيو (حزيران) من الشهر الجاري من نزع 852 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة. وقال مدير العمليات في مشروع «مسام» رتيف هورن، إن «الفرق الهندسية نزعت خلال الأسبوع الماضي 700 ذخيرة غير منفجرة، وأيضاً 150 لغماً مضاداً للدبابات ولغمين مضادين للأفراد»، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للمشروع. ونقل الموقع عن مدير عام المشروع أسامة القصيبي تأكيده أن «مجموع ما نزعته فرق (مسام) منذ انطلاق المشروع ولغاية يوم 4 يونيو الجاري بلغ 168155 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة». وكشف القصيبي أن «الفرق تمكنت خلال الأسبوع الماضي من تطهير 74135 متراً مربعاً، ليصل بذلك إجمالي ما تم تطهيره منذ انطلاقة المشروع 10.383.417 متر مربع من الأراضي اليمنية».
وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.
لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين
وضاح الجليل (عدن)
إسرائيل تدرس خياراتها في الرد على الحوثيين وتبدأ برسم «صورة استخباراتية»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5093918-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D8%B3-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%A8%D8%B1%D8%B3%D9%85-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9
البداية وفق قراءة لخبراء ومحررين عسكريين في الإعلام الإسرائيلي تتمثل في رسم صورة استخباراتية، ومع ذلك فإنها تواجه عدة مشكلات، بعدّ الجبهة أولا، وثانيا أنها لم تكن ضمن اهتمامات إسرائيل الاستخباراتية، لكنها (أي الضربات الحوثية) شجعت المطالب في إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
أطلق الحوثيون فجر السبت وتحديداً في الساعة 3:44 فجراً بالتوقيت المحلي صاروخاً باليستياً سقط في تل أبيب، وذلك بعد يومين من إطلاقهم صاروخاً آخر.
وقال مسعفون إن 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة شظايا الزجاج، بينما أصيب 14 شخصاً بكدمات في أثناء هرعهم إلى الملاجئ. وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي يتسبب فيها صاروخ أطلقه الحوثيون في انطلاق صفارات الإنذار وسط إسرائيل في منتصف الليل، وبجبر ملايين على الاختباء.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في تل أبيب، قائلاً إن «محاولات اعتراضه باءت بالفشل». وأضاف أنه يجري التحقيق في تفاصيل الحادث.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التحقيق الأولي لسلاح الجو يظهر أنه تم إطلاق صاروخ اعتراضي من منظومة «حيتس» بداية، لكنه فشل في اعتراض الصاروخ الباليستي خارج الحدود، ثم تم تفعيل القبة الحديدية وفشلت كذلك.
وأكد خبراء عسكريون في إسرائيل أن الرشقات الأخيرة لصواريخ الحوثي كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة في أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية.
احتمالات فشل الاعتراض
كتب المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، متسائلاً: «لماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع الجوي من اعتراض التهديد، خاصة أن الخطر قد يتفاقم إذا امتلكت إيران رؤوساً حربية نووية».
وأكد بن يشاي أنه ثمة «ثغرة خطيرة ومهددة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، سواء في الجبهة المدنية أو العسكرية»، وأرجع الفشل لسببين محتملين، الأول: أن الصاروخ أُطلق في مسار باليستي «منخفض» وربما من جهة غير متوقعة، ومن ثمّ لم تتمكن محطات التحذير من اكتشافه، والسبب الثاني، الذي يبدو أكثر احتمالاً، هو أن الإيرانيين تمكنوا من تطوير رأس حربي قادر على المناورة، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بمناورة (أي بتغيير المسار) حتى يصيب الهدف الذي تم تحديده. وأضاف: «يبدو أن الإيرانيين طوروا مع الحوثيين طريقة لإطلاق هذه الصواريخ في مسار باليستي منخفض، مما يجعل من الصعب اعتراضها».
وبينما تجري إسرائيل تحقيقات حول الفشل في الاعتراض، فإنها تدرس طبيعة الرد وحجمه ومكانه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر الحوثيين في الهجوم الذي سبق هجوم السبت بيومين بأنه سيفهمهم بالطريقة الصعبة.
لكن المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، آفي أشكنازي، قال إنه يجب أن ننظر إلى الواقع بعيون مفتوحة وأن نقول بصوت عالٍ إن إسرائيل لا تستطيع التعامل مع تهديد الحوثيين من اليمن، وقد فشلت أمامهم.
وعدّ أشكنازي أن إسرائيل استيقظت متأخرة جداً أمام التهديد من الشرق، وتعاني من صعوبة في مواجهة تهديد الحوثيين، في الدفاع وفي الهجوم. وأكد أشكنازي أن إسرائيل لم تكن جاهزة استخباراتياً ودبلوماسياً لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن، وقد استفاق الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات، متأخراً أمام هذا التهديد، ومؤخراً فقط بدأ جهاز الموساد في محاولة جمع المصادر، وبناء صورة استخباراتية عن الحوثيين، وهذا هو السبب في أن الضربات الثلاث التي شنها سلاح الجو ضد الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من الألعاب النارية، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يؤدي إلى أضرار عسكرية حقيقية تخلق توازناً للرعب، أو نوعاً من الردع ضد الحوثيين.
إيران و«الاستثمار» في الحوثيين
كانت 14 طائرة مقاتلة إلى جانب طائرات التزود بالوقود وطائرات التجسس حلقت مسافة نحو 2000 كيلومتر يوم الخميس، وألقت أكثر من 60 ذخيرة على أهداف عسكرية للحوثيين هدفت إلى شل حركة المواني الثلاثة التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران. وشملت الأهداف مستودعات الوقود والنفط ومحطتين لتوليد الطاقة وثماني قواطر بحرية تستخدم في المواني التي يسيطر عليها الحوثيون.
لكن مع تعقيد الرد في اليمن، نبهت «معاريف» إلى أن الحوثيين يحصلون على دعم ومساندة من الإيرانيين، الذين استثمروا في الأسابيع الأخيرة بعد انهيار المحور الشيعي، بشكل أكبر في الحوثيين، وجعلوا منهم المنظمة الرائدة في المحور.
وقالت الصحيفة إن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يتم إطلاقها من اليمن هي من إنتاج إيران، وكذلك التحسينات على الصواريخ الباليستية التي تتمكن من التغلب على صواريخ «حيتس» التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية، وعدّ أشكنازي أن قصف خزان وقود أو بعض القاطرات القديمة في ميناء صغير باليمن هو بالضبط مثل قصف كثيب رملي في غزة، أو مركز كرتوني لـ«حماس» أمام ناحل عوز، مؤكداً: «إسرائيل يجب أن تتخذ قراراً حقيقياً بالتحرك بحسم. ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد من يقفون وراء الأنشطة الحوثية، الذين وفقاً للمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، لا يوجدون في صنعاء بل في طهران... فهل تضرب إسرائيل طهران؟».
بدورها، حذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» من أن خطر الرؤوس الحربية المناورة للصواريخ الإيرانية الثقيلة والطويلة المدى سيصبح أكبر بكثير ويمثل خطراً وجودياً بالنسبة لإسرائيل، إذا تمكنت إيران من تطوير رأس حربي نووي لهذه الصواريخ.
وقالت القناة «12» إنه في الأشهر الأخيرة، تغير الشرق الأوسط إلى حد لا يمكن التعرف عليه، وتم فتح نافذة من الفرص في سماء المنطقة. وأكدت القناة في تقرير مطول أنه بينما تعمل إسرائيل على إعادة ترسيخ قوتها في المنطقة وتحديث خططها العملياتية للهجوم على إيران، أصبحت طهران مكشوفة بعد أن تعرض نظام دفاعها الجوي لأضرار بالغة، ولكنها تستمر في تخصيب اليورانيوم وربما تكون جاهزة لصنع قنبلة ذرية. وتساءلت القناة: «هل تقترب إسرائيل من شن هجوم وقائي على المنشآت النووية الإيرانية»، مجيبة بأنه على خلفية الاضطرابات في الشرق الأوسط والضعف المتزايد الذي تعاني منه إيران، تتعالى الأصوات في إسرائيل التي تتحدث عن «نافذة فرصة» تاريخية لتدمير البرنامج النووي.
وقال التقرير إن المحور الشيعي، المصمم لخنق إسرائيل، ينهار، لكن أجهزة الطرد المركزي في طهران تستمر في الدوران بوتيرة مذهلة، إلى ما هو أبعد بكثير من الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو في الأمم المتحدة عام 2012.
وأضاف التقرير: «للمرة الأولى منذ الهجوم الذي لم يتم في عام 2012، احتمال وقوع هجوم على المنشآت النووية عاد إلى الطاولة»، وبحسب القناة «12» فإنه «حتى في الجيش الإسرائيلي يتحدثون علناً عن الاستعداد لما قد تكون المهمة التالية».
وقال راز زيمت، الخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي للقناة «12»: «في أي هجوم إسرائيلي على إيران، يجب أخذ ثلاثة عناصر رئيسية في الاعتبار، الأول هو الموقف الأميركي، لأنه حتى لو قمنا بخطوة مشتركة مع الأميركيين، أو لم نفعل ذلك، فلا يمكن أن يتم ذلك من دون التنسيق مع الأميركيين أو على الأقل الحصول على ضوء أخضر منهم. والعنصر الثاني هو القدرات العملياتية لإسرائيل، والثالث، نتيجة الهجوم وما سيحدث بعده». وتدرك القوات الجوية أنهم قد يعودون إلى الأراضي الإيرانية قريباً جداً، وهذه المرة للقيام بمهمة تدربوا عليها منذ عقود. لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، تم فتح ممر جوي إلى أراضي الجمهورية الإسلامية في سماء الشرق الأوسط، خالياً تقريباً من التهديدات، وهو ممر تحرص القوات الجوية على «صيانة دورية» له من خلال هجمات شبه يومية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.
وقالت القناة «12» إن الجيش الإسرائيلي يقدّر أن الواقع الجوي الجديد سيساعد في هجوم مستقبلي على المنشآت النووية في إيران.
وتابع التقرير: «من وجهة نظر إسرائيل، فإن سقوط نظام الأسد وانهيار حلقة النار الإيرانية يغيران ميزان القوى في الشرق الأوسط».