اتهامات لقوات السراج بتدمير منشآت خاصة وعامة في ترهونة

وزارة الداخلية تحذر منتسبيها من «أعمال انتقامية»

اتهامات لقوات السراج بتدمير  منشآت خاصة وعامة في ترهونة
TT

اتهامات لقوات السراج بتدمير منشآت خاصة وعامة في ترهونة

اتهامات لقوات السراج بتدمير  منشآت خاصة وعامة في ترهونة

اشتكى مواطنون من مدنية ترهونة، التي انتزعتها قوات «الوفاق» من «الجيش الوطني» الليبي، من وقوع اعتداءات على مواطنين، بالإضافة إلى حرق وتدمير طال منشآت عامة وخاصة، وسط عمليات نزوح محدودة باتجاه مدن شرق البلاد. واستبقت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» بالتشديد على عناصرها بعدم التعرض للمواطنين، أو استغلال الفوضى الأمنية لارتكاب أي من المخلفات، متوعدة من يقدم على ذلك بأنه «سيكون عرضة للملاحقة الأمنية والقضائية مهما كانت صفته، تطبيقاً للقانون». وشوهدت مئات الأسر من ترهونة وهم يغادرون مدينهم في أوقات متفرقة خلال اليومين الماضين منذ أن دخلتها قوات «الوفاق»؛ حيث استقبل سكان مدينة الجفرة أعداداً من النازحين المتوجهين إلى المناطق الشرقية.
ونقل مواطنون لوسائل إعلام محلية، أمس، أن قوات منسوبة لحكومة «الوفاق» فور دخولها البلاد اتجهت إلى نهب المحال والمتاجر والبحث عن مؤيدي ميليشيات «الكانيات» للثأر منهم، على ما قالوا إنها «جرائم قديمة» ارتكبتها الميليشيا التي كانت تتمركز بالمدينة وتدعم «الجيش الوطني»، لكن المحلل الليبي علي جماعة علي قال إن «الجرائم في ترهونة مهما كانت فظيعة لا تبرر استيفاء الحقوق باليد والانتقام وحرق الممتلكات، وذلك إذا كنا فعلاً نسعى لبناء دولة رشيدة». وأضاف علي، وهو مؤيد لقوات «الوفاق»: «يجب إدانة هذه الأفعال المشينة وتوثيقها ومحاكمة مقترفيها اليوم أو غداً»، مستدركاً: «إذا لم نفعل فإننا سندور في نفس دائرة الانتقام والانتقام المضاد مع كل تغيير لرياح القوة والسيطرة التي لن تنتهي ما لم نأخذ بحزم مسألة الأمن والعدل من خلال مؤسسات شرطية فاعلة»، قبل أن ينتهي قائلاً: «الشرعية المحترمة المُطاعة تبدأ بفرض الأمن العادل على الجميع».
وتصاعدت ألسنة الدخان من متجر «الشقيقة» الشهير بترهونة، بعد أن تعرض للنهب؛ وأظهرت مقاطع «فيديو» عناصر موالية لـ«الوفاق» يستقلون مجنزرة حربية ضخمة وهي تقتحم أحد مداخل «المتجر» وتدمره وسط تهليل من عشرات العناصر المحيط بالمجنزرة، في أعقاب ذلك لوحظت النيران وهي تشتعل في جنباته، وسط اتهامات لقوات «الوفاق» التي اقتحمته.
من جانبها، دعت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» منتسبيها أن يكونوا مثالاً للحرص على تكذيب ما يسنده «العدو» لهم من كونهم مصدر الاختراقات الأمنية من استيلاء على أموال المواطنين والقيام بأعمال انتقامية، متوعدة من يجرؤ على ذلك بالملاحقة الأمنية والقضائية مهما كانت صفته وفقاً لقانون العقوبات العام وقانون العقوبات العسكري والتشريعات الأخرى وقرار المجلس الرئاسي بفرض حالة الطوارئ، والتي تغلظ العقوبة على مثل هذه الأفعال المرتكبة في حالة الحرب بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن وفق التكييف القانوني للفعل المرتكب.
في السياق ذاته، دعت وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة في شرق البلاد المنظمات الدولية، إلى رصد كافة ما سمته بـ«الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها (الميليشيات) في هجومها الغادر على المدن والبلدات في غرب ليبيا»، إما عن طريق التواصل مباشرة مع المواطنين المتضررين، أو عبر البريد الإلكتروني. وتحدثت الوزارة في بيان أمس عن أن «عناصر الميليشيات ارتكبت جرائم في بعض المدن الليبية، وخاصة ترهونة وقصر بن غشير وأسبيعة وبعض البلدات الأخرى، يعاقب عليها القانون الدولي. وفور دخول قوات «الوفاق» اتجهت إلى سجن ترهونة، وأخرجت معتقلين قالت إن عناصر ميليشيات «الكانيات» خطفتهم عقاباً لهم على دعم قوات السراج. وأظهر مقطع فيديو رجلاً كهلاً وهو يحتضن نجله الذي حررته القوات باكياً فرحاً بشكل هستيري. و«الكانيات» نسبة إلى محسن خليفة الكاني، الذي قتل هو وشقيقه عبد العظيم في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، بقصف طيران مسير بمحاور القتال بطرابلس.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.