يبدأ مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم في الموسمين الماضيين، اليوم، صراعه مع الاتحاد الأوروبي (يويفا) أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) ضد قرار استبعاده عن المشاركة القارية لمدة عامين بسبب مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف.
وتستمع محكمة التحكيم الرياضي «كاس» اعتباراً من اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام إلى استئناف سيتي في هذه القضية التي تحمل تداعيات كبيرة على مستقبل النادي المتهم بتضخيم إيرادات الرعاية ليخفي مخالفات حصلت بين 2012 و2016 لقواعد اللعب المالي النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا» من أجل تحقيق التوازن بين الإيرادات والإنفاق.
وقرر الاتحاد القاري في يناير (كانون الثاني) الماضي استبعاد سيتي عن المشاركة القارية لمدة عامين بسبب هذه الخروقات، مغرّماً النادي أيضاً مبلغ 30 مليون يورو.
وعدّت غرفة الحكم التابعة للجنة المراقبة المالية للأندية أن النادي الذي يشرف على تدريبه الإسباني جوسيب غوارديولا، ارتكب «انتهاكات خطيرة» لقواعد اللعب المالي النظيف، معتبرةً أن النادي عوقب على «المبالغة في تقدير مداخيل عقود الرعاية، في حساباته للفترة بين 2012 و2016». وربما ينتظر سيتي شهرين حتى يعلم مصيره في هذه القضية.
ويُنتظر أن تنظر (كاس) التماس مانشستر سيتي في جلسة عبر الفيديو كونفرنس بسبب القيود المفروضة نتيجة أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا المستجد».
واستنكر مانشستر سيتي الادعاءات بوقوعه في مخالفات، ولكنه ذكر في البداية أنه «يشعر بخيبة أمل ولكن ليس بالدهشة» من هذا الحظر الذي فُرض عليه.
وقال سيتي: «ببساطة، هذه قضية بدأها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أقامها وأصدر الحكم فيها... مع انتهاء هذه العملية الآن، يبحث النادي عن حكم محايد في أسرع وقت ممكن».
ورفض سيتي تُهَمَ الاتحاد الأوروبي على لسان المدير التنفيذي لمجموعة «سيتي فوتبول غروب» الإسباني فيران سوريانو الذي عدّها «ببساطة غير صحيحة»، مشككاً في موضوعية لجنة الرقابة المالية للأندية لأن «المشكلة تبدو سياسية أكثر منها قضائية».
وورد اسم النادي الإنجليزي ضمن تسريبات «فوتبول ليكس» التي كشفت وجود تعمد في التحايل على قوانين اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي، والتي فتح الاتحاد القاري على ضوئها تحقيقاً.
وأشارت التسريبات التي نشرتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية، إلى أن سيتي سمح لأطراف راعية له في الإمارات، بضخ أموال نقداً لتغطية عجز ميزانيته، تقدر بنحو 2,7 ملياري يورو في سبع سنوات خصوصاً عبر عقود رعاية مبالغ فيها.
وفرض سيتي نفسه قطباً رئيسياً في الكرة الإنجليزية منذ انتقال ملكيته إلى شركة الإمارات القابضة التي ضخت أموالاً هائلة سمحت لهم بإجراء تعاقدات خيالية وقادته إلى الفوز بلقب الدوري الممتاز أربع مرات في الأعوام الثمانية الأخيرة، لكنه ما زال ينتظر لقبه الأول في دوري الأبطال.
وما زال سيتي في منافسات نسخة هذا الموسم من المسابقة القارية الأم، وسيواصل مشواره فيها مهما كانت نتيجة الاستئناف المقدم أمام «كاس» حين يستأنف دوري الأبطال نشاطه في أغسطس (آب) بعد توقف منذ مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا المستجد».
لكن الاستبعاد القاري للموسمين المقبلين في حال أكدته «كاس» هذا الأسبوع، سيثير تساؤلات حول مستقبل الركائز الأساسية للفريق الذي قطع شوطاً كبيراً نحو الدور ربع النهائي من نسخة هذا الموسم بفوزه ذهاباً خارج قواعده على ريال مدريد الإسباني 2 - 1.
وسيصيب القلق غوارديولا لأن خسارة النادي لهذه القضية قد تتسبب في رحيل عدد من اللاعبين المميزين بالفريق، وأبرزهم البلجيكي كيفن دي بروين الذي قال الشهر الماضي لصحيفة «هيت لاست نيوز» البلجيكية: «عامان فترة طويلة بعيداً عن المشاركة في دوري الأبطال... عام واحد هو شيء قد أتمكن من التأقلم معه»، مرسلاً إشارة إلى أن مستقبله مع سيتي سيصبح في مهب الريح في حال لم يُفلِح الاستئناف.
وعلق الإسباني روبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي، بأن نتيجة هذا الاستئناف قد تقنع دي بروين بالرحيل عن سيتي. وأوضح مارتينيز: «دي بروين لاعب اعتاد المكسب والمنافسة على الألقاب ومن المنتظر أن يدرس كل الظروف قبل اتخاذ قراره... سيأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان الفريق يعاني من إيقاف في دوري أبطال أوروبا وما إذا كان المدرب والمدير الفني الذي يرتبط معه بعلاقة جيدة سيظل مع الفريق».
وقال: «كما تتخيلون، إنها الفترة التي يتمتع فيها لاعب مثل كيفن دي بروين بأفضل سنوات مسيرته الكروية وقد منحها لمانشستر سيتي. ولكن يجب التفكير فيما سيحدث في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة».
وجمع سيتي 93 مليون يورو من جوائز مالية وإيرادات حقوق النقل التلفزيوني من خلال الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ما يعطي مؤشراً على حجم الخسائر التي ستنجم عن استبعاده القاري، والتي يضاف إليها أيضاً عائدات تذاكر المباريات والإيرادات التجارية، ما سيجعل من الصعب على النادي تلبية شروط اللعب المالي النظيف مستقبلاً من دون خفض التكاليف.
ويواجه الاتحاد القاري ضغوطاً خارجية في قضية سيتي، لا سيما من رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس الذي أعرب أكثر من مرة عن امتعاضه من الإنفاق من دون ضوابط لأندية مثل سيتي وباريس سان جيرمان الفرنسي، وقال بعد معاقبة بطل الدوري الممتاز: «أخيراً اتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إجراءات حاسمة».
وترتدي القضية أهمية كبرى بالنسبة للاتحاد القاري، وفي حال خسر الاستئناف المقدم أمام «كاس»، ستصبح قدرته على تطبيق لوائح اللعب المالي النظيف موضع تساؤل وشكوك.
وتتواصل جلسة الاستماع إلى الاستئناف إلى الأربعاء وفي حال لم يتم الإعلان عن حكم على الفور بعد جلسة الاستماع، فقد «يُتَخذ القرار خلال شهر يوليو (تموز)» حسبما أفاد أمين عام «كاس» ماتيو ريب.
وحتى في حال قررت «كاس» تأكيد الحكم الصادر بحق سيتي، يمكن للأخير تقديم استئناف آخر أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية.
لكن التأخر في الوصول إلى حكم نهائي في هذه القضية سيلقي بظلاله على عودة الدوري الممتاز في 17 يوليو، حيث يبدو سيتي ضامناً إلى حد كبير لبطاقته إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، بما أنه يتقدم بفارق 12 نقطة عن جاره اللدود مانشستر يونايتد الخامس.
وإذا استبعد عن المشاركة القارية الموسم المقبل، فسيرث صاحب المركز الخامس إحدى البطاقات الأربع المؤهلة إلى دوري الأبطال، ويبدو الصراع على أوجه من أجل هذا المركز حيث لا يفصل بين يونايتد وكريستال بالاس الحادي عشر سوى ست نقاط مع بقاء تسع مراحل على الختام.
مانشستر سيتي يبدأ صراعه مع «يويفا» ضد قرار إيقافه عامين عن دوري الأبطال
المحكمة الرياضية الدولية تستمع اليوم إلى شكوى النادي الإنجليزي في مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف
مانشستر سيتي يبدأ صراعه مع «يويفا» ضد قرار إيقافه عامين عن دوري الأبطال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة