شرط الاعتراف بدولة فلسطينية يعقّد مشروع الضم

نتنياهو يبحث عن حل وسط عبر «إعلان عام» بقبوله الخطة الأميركية

ساعد متطوعون فلسطينيون المزارعين على حصاد القمح في خان يونس أمس (أ.ف.ب)
ساعد متطوعون فلسطينيون المزارعين على حصاد القمح في خان يونس أمس (أ.ف.ب)
TT

شرط الاعتراف بدولة فلسطينية يعقّد مشروع الضم

ساعد متطوعون فلسطينيون المزارعين على حصاد القمح في خان يونس أمس (أ.ف.ب)
ساعد متطوعون فلسطينيون المزارعين على حصاد القمح في خان يونس أمس (أ.ف.ب)

استبعد مصدر كبير في حزب «الليكود»، مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن تُنفذ خطة الضم في موعدها، إذا اقترن ذلك بضرورة اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة، كما جاء في خطة السلام الأميركية المعروفة باسم «صفقة القرن». ويدور الحديث عن شرط أميركي للموافقة على هذا الضم باعتبار أن واشنطن تريد من تل أبيب تنفيذ الخطوة في إطار قبولها الصفقة الأميركية ككل، وأيضاً ضمن مفاوضات واتفاق مع الفلسطينيين.
ونقلت قناة «كان» الإسرائيلية الرسمية عن المصدر قوله إنه لتفادي الاعتراف بدولة فلسطينية تتم دراسة حل وسط يقضي بأن يبدي نتنياهو علناً التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، أي «صفقة القرن». لكن أعضاء كثيرين في الكنيست وفي الحكومة لا يوافقون على بند إقامة دولة فلسطينية، ويتحدثون عن فرض السيادة الإسرائيلية فقط. وتمثل هذه النقطة، إلى جانب مسائل أخرى، من بينها الخشية من تدهور أمني في المنطقة، وتخريب العلاقات مع الأردن، تعقيدات في وجه الخطة التي يفترض أن تطبق في بداية الشهر المقبل، ما سيدفع الفلسطينيين إلى تنفيذ أشمل لقرار الرئيس محمود عباس، بإنهاء جميع الاتفاقات مع إسرائيل.
ويعارض مسؤولو اليمين الإسرائيلي ورؤساء مجلس المستوطنات خطة الرئيس الأميركي، ويواصلون بذل مساعيهم لحشد دعم الوزراء لموقفهم المعارض. كما تعارضها أيضاً أحزاب إسرائيلية وجميع الأحزاب العربية في إسرائيل.
وينظم هؤلاء مظاهرة في ميدان رابين في تل أبيب ضد خطة الضم. وطلبت الشرطة من المنظمين الالتزام بالتعليمات الصحية، بعد أن تراجعت عن موقف سابق يعارض تنظيم مثل هذه المظاهرة، التي قال منظموها إن الآلاف من المواطنين العرب واليهود يقفون جنباً إلى جنب، ويطالبون بإنهاء ما وصفوه بالاحتلال بغية بناء ديموقراطية حقيقية ومستقبل من السلام للشعبين.
وتصاعد الخلاف في إسرائيل حول مسألة الضم، في وقت أعلنت واشنطن أنها تبذل جهوداً مع أطراف اللجنة الرباعية ومجلس الأمن لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، إنها «تبذل جهوداً لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة بين الطرفين». وأضافت كرافت أن «هذه الجهود نبذلها مع اللجنة الرباعية وأعضاء مجلس الأمن، إضافة إلى مندوبي فلسطين وإسرائيل لدى الأمم المتحدة».
وتشكلت اللجنة الرباعية الدولية عام 2002، وتضم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وأردفت كرافت: «نريد التأكد من أن الفلسطينيين والإسرائيليين يدركون أن رؤية السلام واقعية وقابلة للتنفيذ، وتفي بالمتطلبات الأساسية للشعبين». وكان ترمب عرض في 28 يناير (كانون الثاني) 2019، خطة السلام المعروفة باسم «صفقة القرن»، ورفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلاً، قبل أن تقرر إسرائيل تنفيذ الجزء المتعلق بضم أراض من الضفة الغربية، وردت السلطة بإلغاء جميع الاتفاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت نفسه.
وتعارض غالبية دول العالم، خطة الضم الإسرائيلية، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، وممثلة الاتحاد الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، سوزانا تيرستال، ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، خلال لقاء افتراضي، مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن الخطط الإسرائيلية تدمر آفاق إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً.
كما كشفت القناة «13» العبرية عن نية وزير الخارجية الألماني، هايكن ماس، زيارة إسرائيل، هذا الأسبوع، لتحذيرها من تداعيات عملية ضم الضفة الغربية. ويفترض أن يصل الوزير الألماني، الأربعاء، وسيلتقي مع نتنياهو ووزيري الدفاع والخارجية، من أجل نقل رسالة عاجلة مفادها بأن ضم الضفة الغربية ستكون له انعكاسات سلبية على العلاقات الثنائية المميزة.
من جانبها، حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، من تسارع وتيرة خطوات إسرائيل للبدء الفعلي بضم أجزاء من الضفة الغربية. وقال «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض» التابع للمنظمة، في تقرير، إن نتنياهو ألمح خلال لقائه بقادة المستوطنين المعارضين لخطة ترمب، إلى أنه يتجه إلى إقرار مخطط الضم لأوسع ما يمكن من الأراضي الفلسطينية، بمعزل عن باقي بنود الخطة. وأكد التقرير أن مجموعات من «شبيبة التلال» الاستيطانية قررت بالتعاون مع طلاب «اليشيفوت» (المعاهد الدينية اليهودية) بناء غرفة عمليات للتحضير لتنفيذ مخطط الضم. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل بدأت مؤخراً الالتفاف على دور المؤسسات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها أمنياً وإدارياً، عبر التواصل بشكل مباشر مع البلديات في المناطق المصنفة (ج) من الضفة الغربية، بالإضافة إلى إجراءات أخرى.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».