الكاظمي يوجّه بمراجعة أداء المحافظين غداة احتجاجات جديدة

وجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، بتشكيل فريق وزاري يتولّى مراجعة أداء المحافظين والدوائر الخدمية في المحافظات، وجاء التوجيه غداة موجة احتجاجات جديدة في بعض المحافظات.
وطبقاً للبيان الصادر عن مكتب رئاسة الوزراء، فإن الكاظمي أمر بأن يرأس الفريق وزير الداخلية عثمان الغانمي ويضم في عضويته عدداً من الوزراء والمختصّين. وذكر البيان أن مهام الفريق تتعلق بـ«الوقوف على أسباب التقصير في تقديم الخدمات للمواطنين، ومراجعة أداء المحافظين والدوائر الخدمية في المحافظات، واتخاذ إجراءات حازمة لتشخيص مكامن الفساد ومعالجة حالاته». وأشار إلى أن الفريق «سيقوم بالتنسيق مع اللجان البرلمانية المعنية، ويُنسّق كذلك بشكل وثيق مع الفعاليات المحلية الشعبية والنقابية في المحافظات، ويقدّم تقريره النهائي وتوصياته لرئيس مجلس الوزراء».
ويرجح مراقبون أن لجنة فريق الكاظمي شُكّلت استجابةً للمظاهرات المطلبية التي تصاعدت مؤخراً خصوصاً في محافظتي بابل وذي قار، احتجاجاً على الأوضاع الخدمية المأساوية التي يعاني منها معظم محافظات وسط وجنوب البلاد. وما زال مئات المتظاهرين، يتجمعون يومياً في ساحة الحبوبي وسط الناصرية معقل الاحتجاجات في ذي قار.
ويقول ناشطون إن مطالب المتظاهرين تركز هذه الأيام على إعفاء غالبية مديري الدوائر في المحافظة وإرغامهم على تقديم استقالاتهم، نظراً لإخفاقهم في أداء مهامهم، كما تركّز على مطالبة السلطات بمحاسبة قتلة المتظاهرين. وأرغم المحتجون في الناصرية في الأيام الثلاثة الماضية، مديري نحو سبع دوائر خدمية على تقديم استقالاتهم، وضمنهم مديرو الصحة والتربية والاستثمار والبلدية والطرق والجسور.
وفي ساحة التحرير وسط بغداد المعقل الرئيس لاحتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وما زالت قائمة فيها خيام مئات المعتصمين، قُتل (ليل الجمعة) شاب طعناً بالسكاكين، كان قد لجأ إلى الساحة من منطقة البتاوين المجاورة بعد مطاردته من قبل عدد من الأشخاص. وتضاربت الروايات بشأن دوافع القتل والجهات التي تقف خلفه، لكن أقوى الروايات تشير إلى ضلوع «عصابة مخدرات» بعملية القتل.
ويؤكد الناشط حيدر عبد الرحمن، الذي كان موجوداً في الساحة في أثناء الحادث، أن «الشاب جاء راكضاً من منطقة البتاوين القريبة وخلفه تركض مجموعة من الأشخاص وهم يحملون السكاكين والمسدسات والقنابل الهجومية». ويضيف أن «الشاب دخل إلى أحد خيام الاعتصام مستنجداً بها لإنقاذه، لكن محاولاتهم لم تنجح، نظراً لعدم لتسلح المجموعة المهاجمة بالمسدسات والقنابل الهجومية، ثم قاموا بسحب الشاب وأخذه من الخيمة إلى وسط الشارع وأحرقوه بالبنزين وطعنوه بالسكاكين وخرجوا، ثم توفي لاحقاً بعد نقله إلى المستشفى من قبل المعتصمين». ويقول عبد الرحمن: إن «العصابة التي أقدمت على قتل الشاب تعمل في ترويج وبيع المخدرات، وسبق أن كانت تستخدم خيمة للاعتصام فوق جسر الجمهورية للاختباء بها واعتُقل بعض أفرادها ثم أُطلق سراحهم لاحقاً». وتداول الناشطون صور «بشعة» للشاب المقتول وهو مضرج بالدماء من قمة رأسه إلى اخمص قدميه.
ويتحدث كثير من الناشطين عن أن القوات الأمنية التي كانت تتمركز في ساحة الطيران والشوارع القريبة من ساحة التحرير لم تتدخل للحيلولة دون وقوع جريمة القتل. كما يتحدث آخرون، عن أن ساحة التحرير باتت مؤخراً وكراً لبعض العصابات التي تعمل تحت مظلة المظاهرات والاعتصامات. ولم تُصدر السلطات الرسمية أي تفاصيل حول حادث القتل في ساحة التحرير.