«هيئة الحشد الشعبي» تنفي تولي هادي العامري رئاستها

استقالة زعيم «منظمة بدر» من البرلمان فجرت شائعات

TT

«هيئة الحشد الشعبي» تنفي تولي هادي العامري رئاستها

نفت هيئة الحشد الشعبي، أمس، الأنباء التي تحدثت عن استبدال رئيس الهيئة فالح الفياض، وتعيين زعيم تحالف «الفتح» الحشدي ومنظمة «بدر» النائب هادي العامري، خلفاً له، بعد تقديم الأخير استقالته إلى البرلمان.
وقالت الهيئة، في بيان مقتضب، إنه «لا صحة لما تم تداوله بشأن استبدال رئيس الهيئة، وأن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام بشأن استبدال السيد رئيس الهيئة بشخصية أخرى غير صحيح».
وبمجرد تقديم العامري لاستقالته إلى رئيس البرلمان، أمس، سرت شائعات كثيرة حول أن «ذلك تم تمهيداً لتسلمه مهام رئاسة هيئة الحشد الشعبي خلفاً للفياض».
وقال الخبير في شؤون الجماعات والفصائل المسلحة هشام الهاشمي، في تغريدة عبر «تويتر»، إن «استقالة هادي العامري، زعيم (تحالف الفتح) و(منظمة بدر) من مجلس النواب، ربما يعد لمنصب تنفيذي». وأضاف أن «تسريبات غير مؤكدة تزعم أنه قد يتسنم رئاسة هيئة الحشد الشعبي، وجاء ذلك بعد مقترح قدمه الجنرال إسماعيل قاآني (قائد فيلق القدس الإيراني) خلال زيارته للعراق في الأسبوع الماضي».
وفيما لم يصدر عن مكتب العامري أي تعليق حول ما تردد عن شغله منصب رئاسة «الحشد الشعبي»، نفى المتحدث باسم كتلة تحالف «الفتح» النيابية أحمد الأسدي ذلك.
وتعد قضية تعيين رئاسة جديدة لهيئة «الحشد» خلفاً للرئيس الحالي فالح الفياض، من بين التعقيدات والمشكلات التي تواجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، باعتباره قائداً للقوات المسلحة والمسؤول المباشر عن الهيئة، خصوصاً على ضوء الخلافات الجدية داخل الهيئة، بين الجناح الموالي لمرجعية المرشد الإيراني علي الخامنئي، والآخر الموالي للمرجعية الدينية في النجف.
كانت أربعة ألوية من «حشد العتبات والمرجعية» في النجف فكت ارتباطها بهيئة «الحشد»، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وارتبطت بشكل مباشر برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة.
ومنذ مقتل نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس مع قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الإيراني السابق، مطلع العام الماضي، وهيئة «الحشد» تعاني انقسامات شديدة بين أجنحتها المتنافسة. وما زال منصب رئيس الهيئة ورئيس أركانها محل جدل وخلاف بين تلك الأجنحة.
كانت هيئة «الحشد» أصدرت (الأربعاء الماضي) تعميماً طلبت فيه تقيد منتسبيها بمجموعة من التوصيات، وضمنها فك الارتباط السياسي وغير السياسي لتشكيلات الهيئة مع أي جهة، إلى جانب «غلق جميع مقرات الألوية والأفواج داخل المدن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.