نادية الجندي: لا منافسة مع نبيلة عبيد... لكل منّا جمهوره ولونه

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن وصولها إلى «قمة العطاء» الفني يصعِّب عليها اختيار الأدوار

الفنانة المصرية  نادية الجندي
الفنانة المصرية نادية الجندي
TT

نادية الجندي: لا منافسة مع نبيلة عبيد... لكل منّا جمهوره ولونه

الفنانة المصرية  نادية الجندي
الفنانة المصرية نادية الجندي

قالت الفنانة المصرية نادية الجندي، إن سبب غيابها الطويل عن الساحة الفنية يرجع إلى عدم وجود عروض فنية قوية تناسب مشوارها الفني الذي قدمت خلاله عشرات الشخصيات والموضوعات المتنوعة. وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تبحث دائماً عن الأدوار الجديدة التي لم يسبق لها تجسيدها من قبل، وأوضحت أن وصولها إلى «قمة العطاء الفني» يصعِّب عليها اختيار الأدوار الجديدة، بحسب تعبيرها.
الجندي أشارت إلى أن مسلسل «سكر زيادة» الذي عادت به إلى الدراما الرمضانية بعد غياب 5 سنوات، كان بمثابة تحدٍّ كبير لها، مشيدة برسالته الفنية الهادفة، ونسق أحداثه الكوميدية الخفيفة، وسط أعمال سيطرت عليها ثيمة الانتقام والدماء والخيانة، بحسب تعبيرها. وإلى نص الحوار:
> لماذا اخترتِ مسلسل «سكر زيادة» للعودة به إلى الساحة الدرامية بعد غياب 5 سنوات؟
- آخر عمل درامي قدمته قبل «سكر زيادة» كان مسلسل «أسرار» عام 2015. وأعتبر مدة الغياب هذه طويلة، فأنا بصراحة أصبحت أجد صعوبة كبيرة في قبول أي عمل يعرض عليَّ؛ لأنني قدمت في مسيرتي الفنية كل الأنماط الفنية والشخصيات والموضوعات، وهو ما يصعِّب الأمور عليَّ بشدة، وبناءً عليه أستغرق وقتاً طويلاً كي أعثر على الموضوع الذي يعيدني للساحة مجدداً. وعندما عُرض عليَّ «سكر زيادة» أعجبت به للغاية، وشعرت أنه كوميديا اجتماعية مختلفة، لا تشبه أي عمل قدمته شكلاً أو مضموناً. ودوري في المسلسل مختلف ومركَّب، فهي شخصية تجمع بين عدة متناقضات. وفي الوقت ذاته العمل خفيف يعتمد على كوميديا الموقف، بعيداً عن الاستظراف والابتذال وليِّ الذراع، وكان شكله العام أنيقاً، ودخل كل بيت باحترام بعدما شاهدته كل الفئات العمرية، وكل حلقة فيها رسالة اجتماعية هادفة، وهو مأخوذ عن قصة أجنبية، ولكن تم تمصيره بنجاح يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا، فضلاً عن أنني أحببت التعاون مع المنتج صادق الصباح، والمخرج وائل إحسان، والنجوم المشاركين جميعاً. ولاحظت في الفترة الأخيرة أن الناس بحاجة لمن يعطيهم جرعة من الأمل والحب والتفاؤل والبسمة، في ظل أزمة «كورونا» التي تجبر الناس على البقاء في المنازل لمدة طويلة.
> ولكنك تستغرقين وقتاً طويلاً بين كل عمل تلفزيوني وآخر، على غرار «أسرار» و«سكر زيادة»، ومن قبلهما «ملكة في المنفى».
- أعترف بأن المدد الزمنية بين هذه الأعمال طويلة جداً، ولكن تكرار الشخصيات المعروضة عليَّ هو ما يتسبب في عزوفي عن تقديمها. فمن يصل لمكانتي وكم الأعمال الضخمة التي قدمتها بمشواري الفني، يكون من الصعب عليه جداً اختيار عمله المقبل، فقد وصلت لقمة العطاء الفني، ووصلت لقناعة بأنني إذا لم أجد جديداً أقدمه، فإنني لن أشارك في أي عمل، احتراماً لنفسي ولتاريخي.
> هل تهتمين بتقديم رسائل معينة في أعمالك الفنية؟
- الفن في الأساس رسالة مهمة، وإذا لم يقدم العمل الفني رسالة هادفة، فإنه لا يعيش طويلاً، وقد حرصت طوال حياتي على أن أقدم رسائل مهمة بأعمالي. فموسم رمضان الماضي للأسف كان يضم أعمالاً متشابهة عن الدم والانتقام والجريمة والخيانة، فأين هي الرسالة؟ لذلك شعرت بأن التحدي الحقيقي يكون عبر تقديم عمل مختلف لا يتوقعه الجمهور، ووجدت ضالتي في «سكر زيادة» الذي يقدم رسالة هادفة في قالب كوميدي أنيق. وقد حرصت في الدراما على تقديم أعمال درامية كلها ذات رسالة قوية، بداية من «مشوار امرأة»، و«من أطلق الرصاص على هند علام»، و«ملكة في المنفى»، و«أسرار».
> وما تقييمك لردود الفعل على دورك في المسلسل؟
- بصراحة فوجئت بكم ردود الفعل الإيجابية. وأغلب التعليقات تركزت على فكرة اختلاف المسلسل والدور عن كل ما قدمته في السابق. وشعرت بأنني كسبت التحدي الذي خضته بعمل هذا المسلسل. وقد تعجبت من أن بعض الأطفال في عمر 7 أو 8 سنوات أحبوا العمل، وكسبت جيلاً جديداً ممن لم يعرفوني جيداً. ووصلتني مكالمات مرحبة من الأردن ولبنان والمغرب والكويت وتونس، وغيرها من الدول العربية. وبصراحة لم أكن أتوقع أن ينجح هكذا. وأعلم بالطبع أن الأمر لا يخلو من انتقادات أو تعليقات سلبية، ولكن في النهاية لن نستطيع إرضاء كل الأذواق.
> لأي مدى فرض «كورونا» على طاقم عمل المسلسل ضغوطاً؛ خصوصاً أنكم عدتم إلى مصر في منتصف رمضان تقريباً؟
- للأسف فُرضت علينا ضغوط كبيرة أثناء التصوير، وظللنا فترة طويلة مقيمين في الفندق في لبنان، ممنوعين من النزول بسبب فرض حظر التجوال وتوقف التصوير، ثم إيقاف حركة الطيران، فضلاً عن أن بعض النجوم ضيوف الشرف كانوا من المفترض أن يشاركوا في العمل، ولكن توقف الطيران حال دون ذلك. كما أن بعض الفنانين الآخرين لم يستطيعوا استكمال مشاهدهم أصلاً، ولكن تغلبنا على كل هذه الظروف القاسية.
> كيف وجدت المنافسة مع الفنانات: سميحة أيوب، ونبيلة عبيد، وهالة فاخر؟
- هن مشاركات لي في العمل، وقد شاركت المخرج وائل إحسان والمنتج صادق الصباح في اختيارهن، ولم أُفاجأ بوجود أي منهن، وكل شيء تم بموافقتي وفي وجودي.
> ولماذا كانت توجد منافسة دائمة بينك وبين نبيلة عبيد؟
- لم أشعر أبداً بهذا، فهي منافسة خلقتها الصحافة والإعلام، أما في الواقع فكل منا لها فنها وجمهورها ولونها الفني المتميزة فيه، ولا توجد بيننا منافسة على الإطلاق.
> كيف تقيِّمين الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تقدم حالياً على الساحة الفنية؟
- يوجد إنتاج سخي في بعض الأعمال، بجانب ظهور ممثلين جدد جيدين؛ لكن أبرز ما لاحظته أخيراً هو أن كثيراً من الفنانين لا يتحلون بالعمق في مناقشة الموضوعات التي يقدمونها، لذلك أدعوهم إلى ضرورة التحلي بالجدية والمسؤولية الفنية فيما يقدم؛ لأن الفن رسالة.
> تردد في الأوساط الإعلامية المصرية أنك تستعدين لتجسيد بطولة فيلم سينمائي جديد عن عالم الجاسوسية. ما مدى صحة ذلك؟
- هذا صحيح. أنا بالفعل أجهز لفيلم سينمائي ضخم، ولكن بصراحة لا أحب الإعلان عن أي تفاصيل بشأنه، إلا بعد التحضير الفعلي له، فهو ما زال مجرد فكرة.
> وما سر ارتباطك على مدار مشوارك الفني بنوعية الأعمال الجاسوسية والمخابراتية؟
- هذه النوعية تحرك الحس الوطني بقوة لدى الناس، ولها قيمة كبيرة، وتعيش كثيراً. فالآن لا تمر ذكرى «6 أكتوبر» إلا ويعرض فيلم «مهمة في تل أبيب»، أو «48 ساعة في إسرائيل». وكنت أشعر أن عليَّ مسؤولية فنية كبيرة. وقدمت هذه النوعية بأكثر من موضوع وشخصية ومعالجة، ولا يشبه واحد فيها الآخر.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».