«الجاكرندا» زيّنت أبها... وتبدأ رحلة تجميل الشوارع شرق السعودية

بحث إمكانية زراعتها في مناطق جديدة

أشجار الجاكرندا تزين طرقات مدينة أبها (واس)
أشجار الجاكرندا تزين طرقات مدينة أبها (واس)
TT

«الجاكرندا» زيّنت أبها... وتبدأ رحلة تجميل الشوارع شرق السعودية

أشجار الجاكرندا تزين طرقات مدينة أبها (واس)
أشجار الجاكرندا تزين طرقات مدينة أبها (واس)

أينعت أشجار «الجاكرندا» في مدينة أبها السعودية، إذ حملت أغصانها الكثيفة الأزهار البنفسجية والأرجوانية التي تفوح بشذاها العطِر. واحتذاءً بأبها بدأت المنطقة الشرقية، الأسبوع الحالي، في زراعة «الجاكرندا» للمرة الأولى، بهدف تعزيز وتنويع الغطاء النباتي في المنطقة، وهو ما فتح باب التساؤل عن إمكانية استزراع هذه الشجرة في مناطق سعودية جديدة.
وأوضح الدكتور إبراهيم عارف أستاذ علوم الغابات في جامعة الملك سعود بالرياض سابقاً، أن تقييم مدى نجاح الأشجار عالمياً يستغرق نحو 5 إلى 10 سنوات. وقال: «إذا أخذنا شجرة عشوائية وزرعناها، ففي أول سنة أو سنتين، قد تُزهر، لكن عندما تصل جذورها إلى مناطق حساسة في الملوحة أو الأجواء الحارة جداً أو الرطبة جداً أو الباردة جداً، فهنا تبدأ الشجرة بأخذ أشكال غير طبيعية، وتتدهور، وقد تموت بسرعة».
وأضاف عارف لـ«الشرق الأوسط»، أن الأشجار المعمرة في المتنزهات الأميركية ملائمة لبيئتها، ولذلك تعيش أكثر من 100 عام.
وعن شجرة «الجاكرندا»، بيّن أنها شجرة استوائية وشبه استوائية لها أنواع كثيرة. متمنياً ألا يتكرر خطأ زراعة شجر «الكونوكاربس»، بحسب وصفه: «انتشر في كل مدن السعودية حتى المناطق الباردة، وهو لا يعيش إلا في مناطق دافئة، صحيح أنه يتحمل الملوحة ولونه أخضر، لكن لديه عيوب كثيرة لم تُكتشف إلا بعد زراعة (الكونوكاربس) في الدمام وجدة والأحساء والرياض، من ذلك مشكلات عن طريق الجذور، ما يؤدي لتخريب البيوت والخزانات وتركيبات الشبكة الأساسية للهواتف وغير ذلك».
وتطرق عارف الذي تمتده خبرته في الأشجار إلى أكثر من 40 عاماً، إلى ضرورة ألا يتكرر هذا الخطأ في المنطقة الشرقية بنقل «الجاكرندا»، مشيراً لنجاح زراعتها في عسير رغم تساقط الأوراق وتشوّه نمو الجذور، وأوضح أنها تعايشت مع الموقع لما تتميز به مدينة أبها من جوّ معتدل وتربة جيدة ومياه جيدة، بعكس المنطقة الشرقية وجدة والمناطق الساحلية عامة التي تغلب عليها الملوحة.
من جهته، أشار المستشار الزراعي الدكتور خالد الفهيد إلى وجود نشاط بيئي متميز في مدن السعودية في الآونة الأخيرة. وأضاف: «تختلف الميز النسبية من منطقة لأخرى، ومن أهمها الظروف البيئية، ما أوجد نوعاً من الاختلاف لزراعة الأشجار في الحدائق والشوارع والمنازل في تلك المدن».
وقال الفهيد لـ«الشرق الأوسط» عن أشجار «الجاكرندا»: «شجرة من أجمل الأشجار، موطنها الأصلي أميركا الجنوبية، سريعة النمو في المناطق المعتدلة، وتتميز بألوانها البنفسجية الزاهية، إذ يصل طولها إلى أكثر من 10 أمتار، وأوراقها من النوع المتساقط؛ خصوصاً في المناطق التي تتعرض لفترات من البرد القارس».
وأوضح أن تكاثرها يتم بالبذور أو عقلها وتجود في حال انتظام الري وخصوبة التربة، ولها روائح زكية بعد سقوط الأمطار أو وجود الضباب، وأصبحت أيقونة لعددٍ من المدن في العالم، ومنها أبها.
ويتأمل الفهيد أن يتناسب توسع زراعة هذه النوعية من الأشجار مع ما يناسب الظروف البيئية لكل مدينة.
تنوع الغطاء النباتي
وفيما يخص مشروع زراعة شجرة «الجاكرندا» الذي بدأته أمانة المنطقة الشرقية، ذكر محمد الصفيان المتحدث الرسمي للأمانة، أن الهدف منه تعزيز وتنويع الغطاء النباتي، من خلال هذه الأشجار لما لها من أثر جمالي على المنطقة، إضافة إلى أهميتها مصدراً للأكسجين، وعامل جذب سياحي.
وأفاد الصفيان بأن أشجار «الجاكرندا» التي تمت زراعتها كانت مختارة بما يتوافق مع البيئة المحلية دائمة الخضرة؛ خصوصاً أنها لا تحتاج سوى لكميات قليلة من المياه، ولا تشكل خطورة على البنية التحتية للمباني، بحسب قوله، لافتاً إلى إضافة محسنات للتربة لمعرفة هل ستنجح زراعتها في المنطقة الشرقية أم لا. وتابع: «لهذا جرت زراعة العيّنة في مبنى الأمانة مع مراقبتها باستمرار».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.