للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة المفتوحة بين المعارضة الفنزويلية ونظام نيكولاس مادورو، توصّل الطرفان أمس إلى اتفاق لتنظيم إجراءات مكافحة فيروس كورونا واحتوائه بعد أن صار يهدّد بكارثة صحية تضاف إلى الأزمة المعيشية الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ سنوات. وينص الاتفاق الذي وقّعته حكومة مادورو مع المعارضة التي يتزعمها خوان غوايدو الذي اعترفت به أكثر من 60 دولة رئيساً شرعياً لفنزويلا على أن تتولّى منظمة الصحة للبلدان الأميركية إدارة المساعدات المالية والطبية والإنسانية لمواجهة جائحة «كوفيد – 19» التي بدأ انتشارها يسجّل معدلات مرتفعة مؤخراً في عدد من بلدان أميركا اللاتينية.
ولدى إعلانه عن الاتفاق الذي وصفه بالخبر السّار، قال وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز، إنه خطوة نحو التقارب بين حكومة مادورو وقطاع من المعارضة المناهضة للنظام. وقد وقّع الاتفاق عن المعارضة الطبيب الاختصاصي بعلم الوبائيات خوليو كاسترو، الذي كان غوايدو قد عيّنه مستشاراً للشؤون الصحية في البرلمان.
ويتعهد الطرفان بموجب الاتفاق العمل بالتنسيق مع منظمة الصحة للبلدان الأميركية للحصول على مساعدات مالية من أجل تعزيز القدرات الفنزويلية لمواجهة الأزمة الصحية الناجمة عن الوباء، خاصة أن النظام الصحي الفنزويلي الذي كان يعتبر من أفضل النظم في أميركا اللاتينية منذ سنوات يعاني اليوم من وضع كارثي كغيره من القطاعات الأخرى في البلاد بسبب من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي وضعت البلاد في أخطر أزمة إنسانية تواجه المنطقة منذ عقود.
وكانت الحكومة المؤقتة التي يرأسها غوايدو قد أفادت بأن الاتفاق يتيح للمنظمة تلقّي المساعدات وتوزيعها على أنشطة مكافحة الوباء، خاصة لشراء معدات الوقاية للطواقم الصحية وتعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية في المراكز الصحية. وقال غوايدو، إن القسم الأكبر من هذه المساعدات المالية سيأتي من حسابات الدولة الفنزويلية في الخارج، التي جمّدتها دول مثل الولايات المتحدة ومنعت نظام مادورو من التصرّف بها لعدم اعترافها بشرعيته. وأضاف غوايدو «بعد أشهر من الكفاح تمكّنا من التوصل إلى اتفاق يتيح لمنظمة الصحة للبلدان الأميركية أن تتسلّم الموارد المالية المخصصة للمساعدات الإنسانية والصحية».
ولم يمرّ الإعلان عن الاتفاق من دون إثارة جدل سياسي، حيث إن حكومة مادورو لا تعترف بشرعية رئاسة خوان غوايدو للبرلمان، رغم أنه يحظى بدعم الغالبية الساحقة من أعضائه، لكن وزير الإعلام شدّد على أن توقيع المستشار المعيّن من طرف غوايدو يعتدّ به قانونياً؛ لأنه يمثّل الأحزاب الأربعة الرئيسية في المعارضة. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد عقد مؤخراً، بالتعاون مع إسبانيا، مؤتمراً للمانحين من أجل مساعدة اللاجئين الفنزويليين في البلدان المجاورة على مواجهة وباء فيروس كورونا، حيث تواجه الأنظمة الصحية في هذه البلدان صعوبات للعناية بمواطنيها.
وقد تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر تقديم مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار للاهتمام باللاجئين الفنزويليين الذين يزيد عددهم على 5 ملايين، ويخشى أن يزداد إلى 7 ملايين إذا تفاقم الوضع الصحي حسب تقديرات مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكانت الولايات المتحدة الجهة الأكثر سخاءً في ذلك المؤتمر، حيث تبرّعت بمبلغ 200 مليون دولار، في حين أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن واشنطن وبروكسل تقتربان من طرح مبادرة مشتركة للخروج من الطريق المسدودة التي وصلت إليها الأزمة الفنزويلية.
وتقول المصادر، إن المبادرة تقوم على اقتراح بتشكيل حكومة وحدة وطنية، من غير مشاركة مادورو وغوايدو، تتولّى التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف إقليمي ودولي.
تقارب بين الحكومة الفنزويلية ومعارضيها
واشنطن وبروكسل بصدد طرح مبادرة للخروج من الأزمة
تقارب بين الحكومة الفنزويلية ومعارضيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة