منطقة اليورو لا تزال محاصرة بمؤشرات سلبية

منطقة اليورو لا تزال محاصرة بمؤشرات سلبية
TT

منطقة اليورو لا تزال محاصرة بمؤشرات سلبية

منطقة اليورو لا تزال محاصرة بمؤشرات سلبية

أظهر مسح أمس (الأربعاء)، أن شركات منطقة اليورو عانت من انكماش مدمّر للأنشطة في مايو (أيار) الماضي، ورغم أن ثمة دلائل على اجتياز أسوأ فترة، فإن العودة للنمو قد تستغرق شهوراً.
وبدأت الدول في المنطقة ترفع إجراءات العزل العام الصارمة التي فُرضت لاحتواء فيروس «كورونا المستجد» تدريجياً. وأصاب الفيروس نحو 6.4 مليون شخص وأودى بحياة ما يزيد على 379 ألفاً.
لكن القراءة النهائية لمؤشر «آي إتش إس ماركت» المجمع لمديري المشتريات رسم صورة قاتمة مع الاستمرار في تشجيع المواطنين، والكثير منهم يواجه تهديداً لدخولهم وصحتهم، على البقاء في منازلهم وإغلاق الكثير من الأنشطة.
وعلى الرغم من أن المؤشر الرئيسي للمسح قفز إلى 31.9 نقطة من 13.6 في أبريل (نيسان)، وهي القراءة الأقل منذ بدء المسح في منتصف عام 1998، فإن القراءة تظل أقل بكثير من مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو الانكماش. وكانت التقديرات الأولية عند 30.5 نقطة.
وأظهر المؤشر الخاص بالتوظيف أن الشركات تقلص الوظائف بوتيرة قريبة للمستوى القياسي، مسجلاً 37.8 نقطة، مقارنةً مع مستوى أبريل عند 33.4 نقطة. وتعافى المؤشر الرئيسي لقطاع الخدمات المهيمن على التكتل إلى 30.5 نقطة من المستوى القياسي المتدني في أبريل عند 12.0 نقطة، ولكنه يظل منخفضاً كثيراً عن مستوى التعادل، وكانت القراءة الأولية 28.7 نقطة.
من جهة أخرى، ارتفع معدل البطالة في منطقة اليورو بواقع 0.2% خلال شهر أبريل الماضي، وهو الشهر الذي أعقب فرض معظم الدول الأوروبية إجراءات لاحتواء تفشي فيروس «كورونا».
وقالت وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات»، أمس، إن معدل البطالة بلغ 7.3% مقارنةً بـ7.1% في مارس (آذار) الماضي، في منطقة اليورو المؤلفة من 19 دولة. وبلغ معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة 6.6% في أبريل مقارنةً بـ6.4% في مارس، بزيادة بواقع 397 ألف شخص.
وكانت منطقة اليورو قد شهدت تراجع معدل البطالة لفترة طويلة عقب ارتفاع المعدل بأكثر من 12% عام 2012، على الرغم من أن عدد العاطلين يختلف بصورة كبيرة من دولة لأخرى. وتواجه اليونان وإيطاليا وإسبانيا مشكلات تتعلق بسوق العمالة، وتؤثر بصورة خاصة على الشباب. وقالت «يوروستات» إنه منذ شهر مارس الماضي، أدت إجراءات احتواء فيروس «كورونا» إلى «زيادة كبيرة في أعداد طلبات إعانة البطالة في أنحاء الاتحاد الأوروبي».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.