الجيش السوداني يتهم مسلحين بـ«إعادة الحرب والفوضى» إلى دارفور

TT

الجيش السوداني يتهم مسلحين بـ«إعادة الحرب والفوضى» إلى دارفور

اتهم الجيش السوداني حركات مسلحة بإطلاق النار على مواقع قوات تابعة له في غرب جبل مرة بإقليم دارفور، ما أدى إلى قتل عدد من رجاله وجرح آخرين، في عمليات وصفها بـ«الإرهابية». وحذر من «انتهاك وقف النار ومحاولة إعادة إقليم دارفور إلى حالة الاحتراب والفوضى الأمنية»، متوعداً بـ«تطهير بؤر الإرهاب».
وقال مستشار القائد العام للجيش العميد الطاهر إبراهيم أبو هاجة في بيان نشرته الوكالة الرسمية، أمس، إن «مجموعات مسلحة تنتمي إلى حركة تحرير السودان ومجلس الصحوة الثوري، قامت بالهجوم على قوات الجيش في منطقة غربي جبل مرة، مخترقة بشكل واضح وصريح وقف النار المعلن بين الطرفين».
ووصف العميد أبو هاجة العمليات في غرب جبل مرة بأنها «أعمال إجرامية وإرهابية، ومحاولة للعودة بدارفور إلى حالة الاحتراب والفوضى الأمنية». وأضاف أن «القوات المسلحة إذ تدين وتستنكر هذا الاعتداء، تؤكد حقها في حماية مواقعها وحماية المواطنين، ضد الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها هذه الجماعات». وتوعد باحتفاظ الجيش بحقه في الرد على أي اعتداء، «واتخاذ الإجراءات الكفيلة بنظافة بؤر التهديد ومنع تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان مرسوماً بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك إقليم دارفور، كما أصدرت الحركات المسلحة إعلاناً مثيلاً عقب سقوط نظام الإسلاميين في أبريل (نيسان) 2019.
وتغيرت النظرة إلى الحركات المسلحة بعد سقوط نظام عمر البشير، مثلما تغيرت اللغة المستخدمة معها، وأصبح اسمها «حركات الكفاح المسلح» بعد أن كانت الحركات المتمردة.
وتجرى منذ أشهر مفاوضات لتحقيق السلام في البلاد، بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية تستضيفها عاصمة جنوب السودان، وذلك إنفاذاً للوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية. بيد أن «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد النور ترفض المشاركة في هذه المفاوضات.
ويقبع زعيم «مجلس الصحوة الثوري» موسى هلال في السجن، منذ عهد النظام المعزول، ويواجه اتهامات بالتمرد، ولم تطلق السلطات الانتقالية سراحه رغم توقيعه ميثاق «إعلان الحرية والتغيير». وتكون المجلس إبان النزاع بين الجيش والحركات الدارفورية، وكان يقاتل إلى جانب القوات الحكومية التي أطلقت عليه اسماً رسمياً هو «حرس الحدود»، قبل أن يتمرد عليها إثر تكوين قوات الدعم السريع.
وكان الإعلام يطلق على قوات «مجلس الصحوة» اسم «الجنجويد» وعلى زعيمه موسى هلال «زعيم الجنجويد» واتهم بارتكاب انتهاكات واسعة إبان الحرب في دارفور، قبل أن يتمرد على حكومة البشير ويشرع في إجراء مصالحات بين المجموعات الإثنية في دارفور.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.