زيارة ترمب إلى كنيسة «سانت جونز» تثير موجة انتقادات واسعة

TT

زيارة ترمب إلى كنيسة «سانت جونز» تثير موجة انتقادات واسعة

خطوات قليلة تفصل البيت الأبيض عن كنيسة سانت جونز التاريخية، قطعها الرئيس الأميركي ومساعدوه في ظل حماية أمنية مشددة وعلى وقع القنابل المسيلة للدموع وأزيز الرصاص المطاطي. زيارة مفاجئة لم يعلن عنها المكتب البيضاوي مسبقاً، وعملت القوى الأمنية جاهدة لتسهيلها من خلال استعمال القوة ضد المتظاهرين المتجمعين أمام البيت الأبيض ودفعهم لمغادرة المنطقة المحيطة به وتأمينها لتصبح جاهزة لاستقبال ترمب. وتدافع الصحافيون جاهدين للّحاق بالوفد الذي توقف أمام الكنيسة التي أضرم فيها المحتجون النيران في الليلة السابقة. هناك، سُلطت الأضواء على الرئيس الأميركي الذي وقف أمام باب الكنيسة المغلق وبيده إنجيل، من دون الإدلاء بأي تصريح.
صورة باغتت كل من رآها، منهم من هلّل لها معتبراً أن الرئيس ظهر بمظهر القائد الذي سيفرض القانون، ومنهم من اعتبرها فرصة انتهازية بحتة لأخذ صور انتخابية وجذب الناخبين المحافظين. ونقل المنتقدون عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن سبب زيارة المفاجئة هذه هو غضب ترمب العارم من التقارير التي تحدثت عن لجوئه إلى قبو المكتب البيضاوي خوفاً من المظاهرات. وأنه طلب من مساعديه أن يتم تصويره خارج سور البيت الأبيض.
وقد غرّد ترمب صباح الثلاثاء قائلاً «لم تكن هناك أي مشاكل في العاصمة واشنطن الليلة الماضية. عمل رائع. وقوة كبيرة. وسيطرة تامة. ولاية مينيابوليس كانت رائعة أيضاً (شكراً لك حضرة الرئيس ترمب!)».
ولعل غضب ترمب الأساسي يعود إلى أنه سخر أكثر من مرة من تواجد منافسه جو بايدن في قبو منزله في ديلاوير جراء الحجر الصحي، وأنه لا يريد أي مقارنة من هذا النوع بخصمه. لكن حتى بايدن خرج من قبوه بعد تدهور الأحداث، فمنذ اندلاع الاحتجاجات سعى نائب الرئيس الأميركي السابق إلى زيارة مواقع مختلفة لإظهار دعمه للمتظاهرين والحث على ضرورة سلمية الاحتجاجات.
وأتى تحرّك ترمب الأخير ليدفع بايدن إلى زيارة ولاية بنسلفانيا وإلقاء خطاب ناري موجه ضد سياسة خصمه، فقال «عندما يتم تفريق متظاهرين سلميين بناءً على أمر الرئيس، من على باب بيت الشعب، البيت الأبيض، واستعمال القنابل المسيلة للدموع والقنابل المضيئة، بهدف أخذ صورة أمام كنيسة مرموقة، يمكننا أن نتأكد من أن الرئيس مهتم بالسلطة أكثر من المبدأ. مهتم بخدمة قاعدته الانتخابية أكثر من خدمة شعبه».
تصريح تكرر على لسان قادة الكونغرس الديمقراطيين الذين ثارت ثائرتهم بمجرد رؤية صور مواجهة القوى الأمنية للمتظاهرين. وأصدرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بياناً مشتركاً مع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، يقول «في وقت تتوق فيه بلادنا للوحدة، هذا الرئيس يمزّقنا. إن إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين من دون أي استفزاز من قبلهم، فقط لأن الرئيس أراد اتخاذ صور خارج كنيسة هو مهين لكل التعاليم الدينية».


مقالات ذات صلة

ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة

الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الطبيبة الأردنية، جانيت نشيوات، جراحاً عاماً للولايات المتحدة، بحسب قناة «فوكس نيوز» السادسة عشرة الإخبارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 01:41

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»، لتولي منصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب لتشكيل إدارته؛ حيث زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون سمحت بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
TT

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي، والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار، وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال في عام 2050، داعية إلى التحرك الآن لضمان آفاق أفضل لشباب الغد.

وحذرت كاثرين راسل، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، الثلاثاء، من أن «الأطفال يواجهون عدداً من الأزمات، بدءاً بالأزمات المناخية، إلى المخاطر عبر الإنترنت، ويتوقع أن تتفاقم في السنوات المقبلة».

وقالت في بيان بمناسبة نشر تقرير «اليونيسيف» الرئيس، الذي يتناول موضوعاً مختلفاً كل عام: «إن عقوداً من التقدم، خصوصاً للفتيات، معرضة للتهديد».

وهذا العام تنظر «اليونيسيف» إلى عام 2050، وتُحدد «3 توجهات رئيسة»، تهدد -إضافة إلى النزاعات التي لا يمكن التنبؤ بها- «بشكل خطير» الأطفال إذا لم تتخذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب.

أولاً، التحدي الديموغرافي، فبحلول منتصف القرن، يفترض أن يكون عدد الأطفال (أقل من 18 عاماً) مماثلاً لعددهم اليوم، أي نحو 2.3 مليار نسمة، لكن مع زيادة عدد سكان العالم بشكل كبير بنحو 10 مليارات نسمة.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة الأطفال في جميع المناطق، فإن أعدادهم ستزداد بشكل كبير في بعض المناطق الفقيرة، لا سيما في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى.

وتشير «اليونيسيف» إلى إمكانية «تعزيز» الاقتصاد فقط إذا جرى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول هذا العدد الكبير من الشباب على تعليم جيد وخدمات صحية ووظائف.

في بعض الدول المتقدمة يُمثل الأطفال أقل من 10 في المائة من السكان، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول «تأثيرهم» وحقوقهم في المجتمعات التي ستُركز على مشكلات تقدم سكانها في السن.

والتهديد الثاني هو تغير المناخ، وتداعياته المدمرة أكثر وأكثر.

يقول مامادو دوكوريه (24 عاماً) من مالي: «تخيلوا مستقبلاً يرغم فيه تغير المناخ والظروف القاسية المدارس على التحول إلى النشاط الليلي بسبب الأوضاع التي لا تحتمل خلال النهار». وتعكس تصريحاته أصداء الشباب التي ترددت في التقرير بعد أن استجوبتهم «اليونيسيف» في جميع أنحاء العالم.

قرارات «من أجل البقاء»

وتشير توقعات «اليونيسيف» إلى أنه إذا استمر المسار الحالي لانبعاث الغازات الدفيئة، فسيتعرض عدد أكبر من الأطفال لموجات الحر في عام 2050 بنحو 8 أضعاف مقارنة بعام 2000، و3.1 مرة أكثر للفيضانات المدمرة، أو حتى 1.7 مرة أكثر للحرائق.

وثالث «التوجهات الكبرى»، التكنولوجيا الحديثة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، وسيكون إتقانه بلا شك شرطاً أساسياً للمسار التعليمي، وجزءاً كبيراً من وظائف المستقبل.

لكن الفجوة الرقمية لا تزال آخذة في الاتساع؛ حيث أصبح اليوم 95 في المائة من السكان متصلين بالإنترنت في البلدان الغنية، مقابل 26 في المائة فقط في البلدان الفقيرة، خصوصاً في غياب القدرة على الوصول إلى الكهرباء أو شبكة إنترنت أو هاتف جوال أو جهاز كمبيوتر.

وتصر «اليونيسيف» على أن «الفشل في إزالة هذه العقبات أمام الأطفال في هذه البلدان، خصوصاً الذين يعيشون في كنف أسر فقيرة، سيؤدي إلى جيل محروم من التطور التكنولوجي».

لكن الاتصال بالإنترنت قد ينطوي أيضاً على مخاطر؛ حيث يشكل انتشار التكنولوجيا الجديدة دون رقابة تهديداً على الأطفال وبياناتهم الشخصية، ويُعرضهم بشكل خاص لمتحرشين جنسياً.

وصرحت نائبة مدير قسم الأبحاث في «اليونيسيف»، سيسيل أبتيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هناك مخاطر كثيرة تهدد أطفال المستقبل، لكن ما أردنا توضيحه هو أن الحلول بأيدي صناع القرار الحاليين».

وأضافت: «سيكون الاتجاه الصحيح هو الذي سيسمح للأطفال بالاستمرار والعيش بأفضل الطرق في عام 2050».

ويستكشف التقرير عدة سيناريوهات، تعتمد على الاستثمارات التي سيتم توظيفها من أجل تحقيق التنمية أو مكافحة ظاهرة الاحترار.

على سبيل المثال، إذا لم يتغير شيء، فيتوقع حدوث بعض التقدم للوصول إلى التعليم الابتدائي أو تقليص الهوة في التعليم بين الصبيان والبنات. لكن في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، قد يستفيد جميع الأطفال من التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2050، على أن تختفي الهوة بين الجنسين في جميع المناطق.