«مناوشات إخوانية» لمصر في الساحة الأميركية

سجين سابق يقاضي الببلاوي... ووليد فارس يتحدث عن «حملة قطرية»

TT

«مناوشات إخوانية» لمصر في الساحة الأميركية

فيما بدت كأنها «مناوشات من عناصر (الإخوان)، الجماعة التي تصنفها السلطات المصرية (إرهابية)، لمحاولة إحداث أي تأثيرات ضد مصر، عبر بوابة الساحة الأميركية». أقام سجين سابق دعوى قضائية ضد رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور حازم الببلاوي، تتعلق بفترة سجنه. بينما تحدث وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن «حملة ضده تقودها قطر وجماعة (الإخوان) لتشويه صورته»، عقب مزاعم «إخوانية» بأنه «عمل سراً لصالح الحكومة المصرية». وقال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط»، إننا «الآن أمام محاولات جديدة من بعض الهاربين إلى الخارج من عناصر (الإخوان) وبعض الحقوقيين، لإقامة تحالفات جديدة، نتيجة حالة اليأس التي وصلوا إليها مؤخراً، خاصة أن محاولاتهم السابقة، لم تسفر عن نتائج».
ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية كشف عن أن «مكتب التحقيقات الاتحادي أجرى تحقيقات لمعرفة ما إذا كان المستشار السابق لترمب (قد عمل سراً لصالح الحكومة المصرية، للتأثير على إدارة ترمب أم لا)؟». وبحسب الصحيفة انتهت التحقيقات «دون أن توجه لوليد فارس أي اتهامات». من جهته، تحدث فارس عن «حملة قطرية ضده». بحسب تصريحاته لموقع «العربية».
في غضون ذلك، أقام محمد، نجل صلاح سلطان، أحد قادة «الإخوان» دعوى قضائية ضد الببلاوي. ومحمد تم توقيفه عقب أحداث اعتصام «الإخوان» في ميدان «رابعة» شرق القاهرة، عقب عزل محمد مرسي عن السلطة، في أغسطس (آب) 2013. وبحسب صحيفة «الغارديان» فإن الدعوى رفعت أول من أمس أمام محكمة منطقة واشنطن العاصمة، وتتهم الببلاوي بـ«المسؤولية المباشرة عن معاملة محمد في السجن»، بحسب الصحيفة.
من جهته، أكد النائب الخولي أن «الفترة الأخيرة شهدت مساعي لحملة جديدة تقودها عناصر (الإخوان)، كان آخرها دعوى محمد سلطان، الذي تخلى عن الجنسية المصرية، وهو عضو في الجماعة، ضد الدكتور الببلاوي»، متسائلاً «لماذا الدكتور الببلاوي تحديداً؟». وأجاب الخولي «لأن الدكتور الببلاوي مقيم الآن في واشنطن، ولديه مهام عمل هناك في بعض الكيانات الاقتصادية، لذا وجد محمد سلطان وحلفاؤه، أنه من السهل استهدافه عبر حملاتهم، التي لن تسفر عن شيء»، مشيراً إلى أن «أفعالهم مجرد محاولات بائسة، لإعادة رفع الروح المعنوية في (الإخوان) وأتباعها وحلفائها، وعمل دعاية ضد مصر».
وتولى الدكتور الببلاوي، رئاسة الحكومة منذ يوليو (تموز) 2013 حتى فبراير (شباط) 2014 في ظرف بالغ الاستثناء في تاريخ البلاد، حين كانت مصر تطوي صفحة «الإخوان».
وفي تعليقه حول ما حدث مؤخرا من «الإخوان». قال النائب طارق الخولي في تصريحات مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «المناوشات التي تقوم بها (الإخوان) على الساحة الخارجية، ليست بالأمر الجديد، وهي اعتادت على ذلك منذ ثورة (30 يونيو «حزيران»)، حيث تعمل الجماعة على جبهتين، الأولى، عبر القنوات التي تمت إقامتها في (الدوحة، وأنقرة) والتي تقوم بالإثارة ونشر الإشاعات عن الأوضاع الداخلية بمصر، وبالتوازي مع ذلك تعمل خارجياً من خلال أشخاص بعينهم، لهم خبرة في المجال الدولي، للتحرك داخل مؤسسات دولية، من أجل استصدار إدانات ومواقف دولية تجاه مصر من خلال (ملفات ملفقة)، مضيفاً: «عملوا على مدار سنوات على دفع بعض المؤسسات الدولية للتحرك نحو مصر عبر (تقارير ملفقة وملفات بعينها) عن طريق بعض المؤسسات الحقوقية، فضلاً عن تحركاتهم داخل الكونغرس للإضرار بالمصالح المصرية، وتحركهم أيضاً في العموم البريطاني، والبرلمان الأوروبي».
وكشف الخولي عن أن «عناصر (الإخوان) كانت تذهب إلى هذه الكيانات ويتم إطلاعهم على معلومات غير صحيحة، من أجل إصدار تصاريح خاصة بمصر»، موضحاً أننا «الآن أمام محاولات جديدة من بعض الهاربين إلى الخارج والحقوقيين لعمل تحالفات، نتيجة حالة اليأس التي وصلوا إليها، خاصة أن محاولاتهم السابقة لم تأت بأي نتائج، لأنه كانت هناك تحركات دائمة من الدولة المصرية لإبطال هذه المخططات والمحاولات، فضلاً عن تحركات وزارة الخارجية، ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، التي كان لها جولات في الخارج، لمواجهة تحركات (الإخوان)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.