الجنود البريطانيون المتهمون بارتكاب جرائم حرب في العراق قد لا يحاكَمون

جندي بريطاني في العراق (أرشيف-رويترز)
جندي بريطاني في العراق (أرشيف-رويترز)
TT

الجنود البريطانيون المتهمون بارتكاب جرائم حرب في العراق قد لا يحاكَمون

جندي بريطاني في العراق (أرشيف-رويترز)
جندي بريطاني في العراق (أرشيف-رويترز)

من غير المحتمل أن يواجه جنود بريطانيون متهمون بارتكاب جرائم حرب في العراق محاكمات جنائية.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد طلب من محققين مستقلين النظر في آلاف الادعاءات الموجهة ضد الجيش البريطاني بعد غزو العراق في 2003. لكن أندرو كايلي، مدير هيئة الدعاوى القضائية قال إنه لا توجد سوى قضية واحدة قيد التحقيق. وأضاف أن معظم القضايا التي أقيمت رفضت في المرحلة الأولى إما بسبب عدم توافر أدلة مقنعة، وإما بسبب أن المخالفات فيها كانت «ذات مستوى منخفض جداً».
وكان المحامي السابق، فيل شاينر وشركته المسماة «محامو المصلحة العامة»، قد رفعا أكثر من 1000 قضية في هذا الشأن. لكن شاينر شطب من المهنة في عام 2017. بعد أن أدانته محكمة بسوء السلوك وعدم الأمانة بما في ذلك ترويجه لروايات كاذبة روجها بشأن تصرفات جنود بريطانيين.
وقال كايلي إن سبع قضايا متبقية قدمت إلى هيئة الدعاوى القضائية، وانتهت الهيئة في ست منها إلى عدم توجيه تهم.
وما زالت هناك قضية واحدة قيد التحقيق، لكن كايلي قال إنه «من الممكن جدا ألا تؤدي أي من الادعاءات الأصلية إلى المقاضاة».
وعبر كايلي عن ثقته في أن التحقيق المنفصل، الذي تجريه محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، سينتهي هذا العام بدون اتخاذ أي إجراء.
وكانت المدعية العامة في المحكمة فاتو بن سودة، قد أعادت في 2014 فتح تحقيق أولي في القضايا التي يدعى فيها ارتكاب بريطانيين انتهاكات في العراق.
وقال كايلي إنه «مقتنع» بأن التحقيق سيستكمل قريبا دون اتخاذ أي إجراء. وأضاف: «أشعر بأن هذه القضايا توشك على الانتهاء. وأن المدعية ستغلق التحقيق الأولي هذا العام بشأن العراق وبريطانيا».
وقد تركت الادعاءات بشأن اتهام بعض الجنود البريطانيين بارتكاب انتهاكات إحساسا بالمرارة وأسهمت في الضغط سياسياً من أجل عمل المزيد لحماية الجنود في المعارك من الملاحقات الجنائية والمدنية بسبب ادعاءات تمت قبل سنوات.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».