مركز جديد لعلاج مصابي «كورونا» في عدن

مستفيدون من مشروع قوارب الصيد جنوب اليمن (الشرق الأوسط)
مستفيدون من مشروع قوارب الصيد جنوب اليمن (الشرق الأوسط)
TT

مركز جديد لعلاج مصابي «كورونا» في عدن

مستفيدون من مشروع قوارب الصيد جنوب اليمن (الشرق الأوسط)
مستفيدون من مشروع قوارب الصيد جنوب اليمن (الشرق الأوسط)

افتتحت وزارة الصحة اليمنية ومنظمة «أطباء بلا حدود» مركزاً جديداً لعلاج المصابين بفيروس كورونا في مدينة عدن، بعد امتلاء المركز الأول بالمرضى، بالتزامن مع رفع ميليشيا الحوثي أسعار القبور في صنعاء بنحو 6 أضعاف سعرها، مطلع الشهر الماضي، مع ازدياد أعداد ضحايا كورونا وإغلاق المستشفيات العامة في العاصمة أمام العامة وتخصيصها لعلاج قادة الميليشيا ومقاتليها، فيما أعلنت السلطات المحلية في تعز عن تجهيز قبور مجانية في مقابر المدينة.
وذكرت «منظمة أطباء بلا حدود» أن مركز الأمل لعلاج المصابين بفيروس كورونا في مديرية البريقة امتلأ عن آخره، ولم يعد بمقدوره استيعاب مزيد من المرضى، وأنها بعد نقاشات مع وزارة الصحة اليمنية تسلمت مركز الحجر الطبي في مستشفى الجمهورية في مديرية خور مكسر لاستقبال الإصابات الجديدة أو الحالات المشتبه بإصابتها. ‏وأنه بموجب الاتفاقية ستقدم «أطباء بلا حدود» الدعم الفوري لمركز علاج المصابين بفيروس كورونا في مستشفى الجمهورية، وأن فريق الطوارئ التابع لها موجود بالفعل على الأرض في مستشفى الجمهوري في عدن، وبدأ على الفور بتقديم الدعم الطبي واللوجستي للمركز.
ووفق ما قاله سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، فإن أسعار القبور ارتفعت من 50 ألف ريال إلى 300 ألف ريال للقبر الواحد، وإن كثيراً من الأسر أصبحت غير قادرة على توفير هذا المبلغ في ظل الفقر الذي يعيشه أكثر من 80‎ في المائة‎ من سكان اليمن، نتيجة انقلاب الميليشيا على الشرعية وتفجير الحرب، وإنها تلجأ للمتبرعين أو فاعلي الخير؛ خصوصاً أن المستشفيات ترفض استقبال المرضى، أياً كانت إصابتهم.
إلى ذلك، ومع الارتفاع الكبير وغير المسبوق لأسعار القبور في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي وإغلاق أكبر مقابر المدينة، أعلنت السلطات المحلية في محافظة تعز عن تجهيز قبور مجانية، مع ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، معلنة أنها ستجهز مزيداً من القبور.
كما أصدر محافظ المحافظة، نبيل شمسان، قراراً بإنشاء «صندوق دعم تعز» لحشد الجهود لسد الفجوة التمويلية ومواجهة المخاطر والتحديات الراهنة المتمثلة بانتشار الأوبئة والكوارث وحماية المحافظة منها.
وتضمن القرار 21 مادة، تضم الأهداف والمهمة الرئيسة للصندوق، المتمثلة بالمساهمة في تغطية الفجوة التمويلية الناتجة عن محدودية الموارد أمام النفقات المطلوبة، لتمكين المحافظة من تنفيذ المهام ذات الأولوية وسد الفجوة التمويلية ودعم الجهود لحماية المحافظة من الأوبئة المنتشرة، وأهمها فيروس كورونا، وحمى الضنك، والملاريا، والمكرفس، وغيرها.
وحدّد القرار إدارة الصندوق وموارده، المتمثلة في دعم الحكومة والهبات والتبرعات ودعم القطاع الخاص والمنظمات الدولية والدول المانحة والرسوم المضافة على الخدمات ومساهمة الموظفين، على أن تقوم الإدارة المالية للصندوق بتحقيق أعلى معايير الرقابة والشفافية. ويتولى الإدارة التنفيذية للصندوق مدير تنفيذي متفرغ، من الكفاءات، ما يمكنه من حشد كل الجهود لدعم المحافظة التي تتعرض للحرب والحصار منذ 5 سنوات، وتدمرت بنيتها التحتية والخدمية، وتفاقم الوضع الإنساني فيها، وفقدت أكثر من 95 في المائة من مواردها.
ووجّه المحافظ الدعوة للبيوت التجارية وجميع التجار بمختلف مستوياتهم وللقيادات العليا في الدولة ولرؤساء وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى، وفي المقدمة سكان المحافظة، للمبادرة في دعم الصندوق، ودعا المؤسسات الإعلامية إلى المساهمة في التوعية بأهمية دعم الصندوق.
من جهته، أشاد وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور ناصر باعوم، برعاية المملكة العربية السعودية لمؤتمر المانحين. وأكد أهمية المؤتمر في حشد التمويل للمشروعات والبرامج الإنسانية في اليمن، لكون الأزمة التي تشهدها البلاد تتطلب تضافر الجهود الدولية لمزيد من الدعم للحكومة اليمنية ومساندة جهودها في تقديم الخدمات والتغلب على الأوبئة والحميات المنتشرة في المحافظات.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن باعوم قوله إن «اليمن بحاجة ماسة إلى دعم للقطاع الصحي المتأثر أصلاً منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة وتدميرها للمؤسسات الصحية وإلحاقها الضرر بـ60 في المائة من المنشآت الصحية، ما أفقدها القدرة على مواجهة التحديات الراهنة، والمتمثلة في انتشار كثير من الأوبئة الفتاكة، وعلى رأسها فيروس كورونا (كوفيد - 19)».
ودعا وزير الصحة الدول المانحة والمنظمات إلى الإسهام الفاعل في دعم اليمن وإنجاح المؤتمر، وتخصيص جزء من هذه المبالغ للقطاع الصحي، ورفع قدراته وتمكينه من مواجهة التحديات القائمة، والعمل على توفير مستشفيات ميدانية وتدريب الكوادر الطبية في مواجهة الأوبئة والحميات، وتقديم أجهزة فحص PCR ومحاليلها وأجهزة التنفس الصناعي وألبسة الحماية والوقاية بكميات كافية تتناسب وحجم التحديات، ضمن خطة الاستجابة الطارئة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.