أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، أمس (الاثنين)، عن أمله بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الفائت، قطع العلاقة بين بلاده والمنظمة الأممية.
وقال أدهانوم غبريسوس، إن «مساهمات وسخاء الحكومة والشعب الأميركيين لصالح الصحة العالمية طوال عقود عدة، كانت هائلة، وحملت فوائد كبيرة للصحة العامة في العالم»، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من جنيف، أن «منظمة الصحة العالمية تأمل باستمرار هذا التعاون»، حسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء كلامه في وقت تجاوزت أميركا اللاتينية، البؤرة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا المستجد، عتبة المليون إصابة مؤكدة. ففي البرازيل، الدولة الأكثر تضرراً في أميركا اللاتينية، ترافق وباء «كوفيد - 19»، الذي أدى إلى أكثر من نصف مليون إصابة و30 ألف حالة وفاة، مع تصاعد التوترات السياسية حول كيفية مواجهته. واندلعت اشتباكات مساء الأحد في ساو باولو بين أنصار الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو ومعارضيه. ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية النظر إلى أن رئيس الدولة اليميني المتطرف يقلل من خطورة الوباء، ويعارض تدابير الاحتواء التي أقرتها مختلف السلطات المحلية، كما انخرط وسط الحشود الأحد في برازيليا، متحدياً قواعد التباعد الاجتماعي التي تم إقرارها من أجل الحد من انتشار العدوى. ودعا بولسونارو إلى استئناف بطولة كرة القدم. وقال: «نظراً لأن لاعبي كرة القدم هم رياضيون يافعون، فإن خطر الموت في حال أصيبوا بالفيروس سيكون منخفضاً بشكل كبير». لكن طلبه لم يلق ترحيباً كبيراً.
في ساو باولو، اصطدمت مظاهرة «ضد الفاشية»، الأحد، بمظاهرة أخرى لمؤيدي الرئيس، الذين خرجوا احتجاجاً على إجراءات الاحتواء. واشتبك المئات في الشارع، على الرغم من تدخل الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، واعتقلت ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
في الولايات المتحدة، التي سجلت أعلى حصيلة وفيات بالوباء في العالم (104.356 حالة وفاة الأحد)، تفاقمت الأزمة الصحية أيضاً بسبب الانقسامات السياسية العميقة، وبسبب موجة من الغضب بعد وفاة رجل أسود أثناء اعتقاله من قبل شرطي أبيض في مينيابوليس منذ أسبوع. وأحدث البيت الأبيض، الأحد، مفاجأة بإعلانه عن إرسال شحنة من مليوني جرعة من «هيدروكسي كلوروكين» إلى البرازيل، وهو دواء مضاد للملاريا أثار استخدامه الجدل في علاج «كوفيد - 19»، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أظهر قربه الآيديولوجي من بولسونارو، أنه يتناول «هيدروكسي كلوروكين» كإجراء وقائي، في تحدٍ لتوصيات السلطات الصحية في بلاده. ولم تثبت أي دراسة صارمة فعالية الدواء في علاج «كوفيد - 19» حتى الآن، لا بل حظرت العديد من البلدان استخدامه.
وفي القارة الأميركية، يجتاح الوباء، المكسيك، كذلك، حيث تم إحصاء نحو 10 آلاف وفاة. وكذلك البيرو، حيث سُجلت أكثر من 160 ألف إصابة وأكثر من 4500 حالة وفاة، وهدد المستشفيات بالانهيار.
ودفعت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الوباء، تشيلي، (حيث تجاوزت حصيلة الوفيات الألف شخص الأحد)، والبيرو، إلى طلب خطوط ائتمان من صندوق النقد الدولي بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 35 مليار دولار، حسب ما أوردت الوكالة الفرنسية.
«الصحة العالمية» تأمل بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة
«الصحة العالمية» تأمل بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة