قصف واشتباكات في جبل الزاوية... وطيران روسي فوق إدلب

TT

قصف واشتباكات في جبل الزاوية... وطيران روسي فوق إدلب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بحصول قصف صاروخي نفذته قوات النظام على مناطق في الفطيرة وبينين والرويحة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وأضاف أن اشتباكات «دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر على محور الفطيرة جنوب إدلب، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما حلقت طائرات حربية روسية في أجواء محافظة إدلب مع دخول وقف إطلاق النار يومه الـ88 على التوالي».
وكان «المرصد» أفاد بـ«مقتل 291 شخصاً خلال مايو (أيار) الماضي، بينهم 71 مدنياً، وذلك في أدنى حصيلة شهرية منذ 2011»، بفضل اتفاق موسكو بين روسيا وتركيا لوقف النار في شمال غربي سوريا.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الفصائل ومجموعات من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محاولة تقدم جديدة من الأخير في جبل الزاوية، حيث تركزت الاشتباكات على محور بينين، وترافقت مع قصف مكثف وعنيف، ما أدى إلى مزيد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
يذكر أن قوات النظام بدأت خلال الأيام القليلة الماضية عملية تصعيد هجماتها، خصوصاً في جبل الزاوية «وسط مخاوف شعبية من عودة العمليات العسكرية إلى منطقة خفض التصعيد».
ودعا نشطاء وجهات معارضة إلى «طرد إيران من منظمة التعاون الإسلامي بعد قيام الميليشيات التابعة لها في سوريا بنبش قبر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الموجود في قرية الدير الشرقي بالقرب من مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب».
وتداول سوريون فيديو أظهر تعرض القبر لتدمير من عناصر قيل إنهم موالون لإيران.
وسيطرت قوات جيش النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية على مدينة معرة النعمان مؤخراً بدعم روسي ضمن الحملة العسكرية الأخيرة على جزء من منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها.
وقامت ميليشيات تابعة لإيران بنبش قبر الخليفة عمر بن عبد العزيز، ونقل محتوياته إلى جهة مجهولة، حسب معارضين سوريين.
وأظهرت تسجيلات مصورة نشرتها صفحات موالية للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء الماضي، قيام تلك المجموعات بنبش القبر. وانتشرت تسجيلات مصورة تظهر الضريح فارغاً من محتوياته، دون معلومات عن المكان الذي نقلت إليه.
وكانت قوات النظام أضرمت النار في محيط الضريح لدى سيطرتها على قرية الدير الشرقي في فبراير (شباط) الماضي، ما تسبب بأضرار مادية فيه.
في سياق موازٍ، هاجم مسلحون مجهولون آلية عسكرية تابعة لإحدى الفصائل المسلحة قرب بلدة بسنقول في ريف إدلب الغربي على طريق حلب - اللاذقية (إم4)، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة طفل كانوا موجوداً داخل الآلية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
والأسبوع الماضي، استهدف الحزب الإسلامي الكردستاني الحليف لهيئة تحرير الشام رتلاً عسكرياً تركياً على الطريق ذاتها، ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة آخر.
وقصفت قوات النظام بعد منتصف الليلة قبل الماضية بالصواريخ مناطق في الفطيرة وبينين والرويحة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل متشددة من جانب آخر على محور الفطيرة جنوب إدلب، كما حلقت طائرات حربية روسية في أجواء محافظة إدلب.
من ناحية أخرى، قال «المرصد» إن محاور في ريف مدينة تل أبيض الغربي شمال الرقة، في شرق الفرات، تشهد قصفاً متبادلاً بين الفصائل الموالية لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومعها قوات النظام، حيث بدأت الأولى بقصف قرية كوبرلك غرب تل أبيض، لترد الأخيرة بقصف مماثل.
ونفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها قصفاً صاروخياً مكثفاً على مناطق في قرى خاضعة لسيطرة قوات النظام و«قسد» بريف مدينة عين عيسى الغربي شمالي الرقة، أول من أمس.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، تحييد عنصرين من وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، لدى محاولتهما التسلل إلى المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام»، شمال شرقي سوريا.
وقالت الوزارة، في بيان أمس، إن قوات المهام الخاصة تواصل التصدي لـ«المنظمات الإرهابية»، وحيدت اثنين من عناصر الوحدات الكردية خلال محاولتهما التسلل إلى منطقة عملية «نبع السلام».



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.