2015... بداية العصر الذهبي لتوتنهام مع بوكيتينو

المدرب الأرجنتيني تعاقد مع 4 لاعبين واعدين بأسعار زهيدة أسهموا في تأهل النادي لنهائي دوري الأبطال

توتنهام تمكن من إقصاء أياكس بعد «ريمونتادا» تاريخية في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (الشرق الأوسط)
توتنهام تمكن من إقصاء أياكس بعد «ريمونتادا» تاريخية في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (الشرق الأوسط)
TT

2015... بداية العصر الذهبي لتوتنهام مع بوكيتينو

توتنهام تمكن من إقصاء أياكس بعد «ريمونتادا» تاريخية في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (الشرق الأوسط)
توتنهام تمكن من إقصاء أياكس بعد «ريمونتادا» تاريخية في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (الشرق الأوسط)

في مباراة الإياب للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، تمكن توتنهام من إقصاء أياكس أمستردام بعد «ريمونتادا» تاريخية وبفضل هدف قاتل في الدقيقة 96 من عمر اللقاء بتوقيع أحدث صفقة ضمها النادي، وهو اللاعب البرازيلي لوكاس مورا، الذي سجل ثلاثية تاريخية في هذه المباراة، وبالتحديد بعد عام ونصف العام من مسيرته مع توتنهام.
وفي الحقيقة، كان ذلك بمثابة تأكيد من جانب توتنهام على أنه يمكن بناء فريق قوي من دون إنفاق كثير من الأموال، والدليل على ذلك أن توتنهام كان النادي الوحيد في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى الذي لم يتعاقد مع أي لاعب في ذلك الموسم، لكنه مع ذلك تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، لم يكن صحيحاً تماماً أن نقول إن توتنهام «فريق من دون صفقات»، نظراً لأن النادي قد مر بعصر ذهبي لإبرام الصفقات القوية تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. ولم يكن ذلك في موسم 2018 - 2019، لكنه كان خلال فترة سبعة أشهر في عام 2015 عندما تعاقد توتنهام مع كل من ديلي آلي، وسون هيونغ مين، وكيران تريبير، وتوبي ألدرفيريلد. وضم توتنهام هؤلاء اللاعبين الأربعة معاً بمقابل مادي لا يزيد على 45 مليون جنيه إسترليني!
وبعد أربع سنوات وأربعة مواسم نجح الفريق خلالها في إنهاء الدوري الإنجليزي الممتاز ضمن المراكز الأربعة الأولى في كل موسم، تمكن الفريق من الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وشارك هؤلاء اللاعبون الأربعة - الذين أصبحت قيمتهم السوقية تصل إلى نحو 250 مليون جنيه إسترليني - في التشكيلة الأساسية لهذه المباراة.
وكان بول ميتشل هو رئيس لجنة التعاقدات بتوتنهام في ذلك الوقت، في حين كان ديفيد ويب، الذي يترأس الآن اللجنة الخاصة بعمليات كرة القدم في نادي هيديرسفيلد تاون، يساعده كرئيس للجنة التعاقدات المسؤولة عن تدعيم صفوف الفريق بأفضل اللاعبين. ولم يتمكن ميتشل وويب من منافسة الأندية الكبرى في التعاقد مع اللاعبين الجدد، وبالتالي كان يتعين عليهما البحث عن لاعبين واعدين بأسعار زهيدة.
يقول ويب: «مانشستر سيتي، وتشيلسي، وليفربول، ومانشستر يونايتد هي القوى العظمى في كرة القدم الإنجليزية، وكانوا متقدمين علينا فيما يتعلق بما يمكنهم إنفاقه على التعاقد مع اللاعبين الجدد. لقد وضعنا أعيننا على اللاعبين الواعدين، لأننا شعرنا بأنه لدينا واحد من أفضل المديرين الفنيين في عالم كرة القدم، ولدينا أفضل سجل في ذلك الوقت فيما يتعلق بقدرتنا على تطوير اللاعبين الشباب ومساعدتهم في تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. ويمتاز بوكيتينو بأنه من نوعية المديرين الفنيين القادرين على تطوير قدرات وإمكانات اللاعبين. لقد كنا نبحث عن اللاعبين الذين نعتقد أنهم يمتلكون كل الصفات التي يبحث عنها بوكيتينو، لكننا كنا نعرف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لكي يتطور مستوى هؤلاء اللاعبين، بعكس الأمر مع اللاعبين الجاهزين».
أما المعايير التي كان بوكيتينو يبحث عنها فكانت عبارة عن مزيج من الجوانب البدنية والفنية والذهنية، بالإضافة إلى أنه كان يتعين على هؤلاء اللاعبين أن يناسبوا طريقة اللعب والطريقة التي يعمل بها النادي.
يقول ويب: «كان يجب أن يتحلى هؤلاء اللاعبون بالذكاء الخططي والتكتيكي داخل الملعب، بالإضافة إلى القوة البدنية، نظراً لأن الطريقة التي كان يلعب بها النادي كانت تعتمد على التحول السريع من الدفاع للهجوم والعكس، وهي طريقة اللعب التي تعتمد على لاعبين يتمتعون بقدرات بدنية هائلة.
لقد كان توتنهام في ذلك الوقت يعتمد على قطع الكرة وشن هجمات سريعة على مرمى الفريق المنافس. وعلاوة على ذلك، كان يتعين على هؤلاء اللاعبين أن يتمتعوا بالذكاء الخططي حتى يمكنهم اللعب لفريق مثل توتنهام. كان يجب على كل لاعب أن تكون لديه صفات معينة عندما يستحوذ على الكرة، كما كان النادي يبحث عن لاعبين من أصحاب الشخصيات الجيدة الذين يمكنهم العمل بشكل جماعي، نظراً لأن العلاقة بين اللاعبين في غرفة خلع الملابس هي أساس نجاح أي فريق. كما كان يجب أن يمتلك هؤلاء اللاعبون الرغبة في العمل بكل قوة، داخل الملعب وخارجه، من أجل مساعدة النادي في تحقيق أهدافه».
وكان ديلي ألي هو أسرع هؤلاء اللاعبين تحقيقاً للنجاح، حيث تم ترشيح هذا اللاعب الشاب، الذي ضمه توتنهام مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني فقط، للحصول على جائزة رابطة اللاعبين المحترفين لأفضل لاعب في كل موسم من أول موسمين له في ملعب «وايت هارت لين». وكان توتنهام قد تعاقد مع ألي في فترة الانتقالات الشتوية لعام 2015، قبل أن يعيره لنادي ميلتون كينز دونز، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، لبقية الموسم. ومع ذلك، كان تألق ألي اللافت في بدايته مع توتنهام بمثابة مفاجأة للجميع، خصوصاً أن الخطة طويلة المدى التي كان يعتمد عليها توتنهام في البداية كانت تقترح إعارته إلى نادٍ آخر لا يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2015 - 2016.
ويشيد ويب، الذي كان أول من يكتشف ألي، بميتشل الذي لعب دوراً كبيراً في إتمام هذه الصفقة، قائلاً: «كنت أتابع ديلي بنفسي لترشيحه للانتقال إلى بورنموث ومدربه إيدي هاو. ما أفهمه عندما وصلت إلى النادي كان يتمثل في أن ديلي سوف يعار إلى نادٍ آخر، وربما إلى نادٍ يلعب في دوري الدرجة الأولى، لكن خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد في ذلك الوقت بدا واضحاً لنا جميعاً أن ديلي يمكنه اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما يكون قادراً على حجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق بشكل مستمر. وعلاوة على ذلك، عندما جلسنا معه فاجأنا بشخصيته القوية وإصراره وعزيمته، ومعدل عمله الاستثنائي. وعندما يكون لديك لاعب بهذه المواصفات، فمن المؤكد أنه سيتألق عندما يلعب تحت قيادة مدير فني مثل بوكيتينو».
وكان ألدرفيريلد هو ثاني لاعب يحدث تأثيراً فورياً مع توتنهام، الذي كانت شباكه قد اهتزت بـ53 هدفاً في موسم 2014 - 2015. لكن في أول موسم يشارك فيه المدافع البلجيكي الشاب في التشكيلة الأساسية لتوتنهام، انخفض عدد الأهداف التي استقبلها الفريق إلى 35 هدفاً، ليكون دفاع الفريق هو الأقوى في ذلك الموسم. يقول ويب عن ذلك: «لقد لعب ميتشل دوراً كبيراً في التعاقد مع توبي ألدرفيريلد، لأنه كان قد سبق أن عمل معه في ساوثهامبتون. لقد كان يعلم أن طريقة لعبه تناسب أسلوب بوكيتينو. لقد كان اللاعب البلجيكي يتمتع ببعض الصفات الرائعة التي جذبتنا إليه، مثل ذكائه ووضوحه وتحكمه الرائع في الكرة، فهو من نوعية المدافعين الذين يجيدون الاستحواذ على الكرة».
ويضيف: «لقد ساعد ألدرفيريلد النادي كثيراً في تطبيق الطريقة التي يريد أن يلعب بها، نظراً لأن اللاعب البلجيكي لديه القدرة على بناء الهجمات من الخلف وتمرير الكرة بشكل دقيق للغاية إلى الأمام. صحيح أنه لا يتمتع بالسرعة الكبيرة، لكنه قادر على قراءة الملعب بشكل ممتاز وقادر على توقع الكرات بشكل ممتاز، كما يمتاز بالقدرة على الاستحواذ على الكرة، فضلاً عن شخصيته التي لا غبار عليها. ويمتاز ألدرفيريلد بقدرته على التعاون مع زملائه والتواصل معهم بشكل جيد داخل الملعب، كما أنه قائد رائع داخل الملعب، ويحبه زملاؤه كثيراً داخل غرفة خلع الملابس».
وتعاقد توتنهام مع تريبير من بيرنلي، بعد هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز، مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني، لكن اللاعب قدم مستويات مذهلة مع توتنهام وانضم لصفوف المنتخب الإنجليزي وشارك في نهائيات كأس العالم وسجل هدفاً في مباراة نصف النهائي للمونديال، بعد انتقاله إلى توتنهام بثلاث سنوات. يقول ويب: «لقد كان يمتلك رغبة هائلة في منافسة اللاعبين الآخرين. لقد كان مذهلاً من الناحية البدنية ولم يكن يتوقف عن الركض في الخلف وفي الأمام، وهي الصفات التي يريدها بوكيتينو من اللاعب الذي يلعب في مركز الظهير. وعلاوة على ذلك، كان يمتاز بقدرته على إرسال الكرات العرضية المتقنة من مناطق مختلفة في الملعب. لقد كنا نعلم أننا تعاقدنا مع لاعب بحاجة إلى تطوير كبير في النواحي الدفاعية، لكننا كنا نعرف أيضاً أن لديه القدرة على التحسن والتطور بمرور الوقت».
أما سون فكان بحاجة إلى وقت أطول من أجل أن يثبت أقدامه مع الفريق، حيث سجل ثمانية أهداف في أول موسم له في إنجلترا، قبل أن يتطور مستواه بشكل لافت ويسجل 75 هدفاً في المواسم الأربعة التالية.
يقول ويب: «بعض اللاعبين لديهم القدرة على التألق بشكل فوري، في حين يحتاج لاعبون آخرون لبعض الوقت من أجل التكيف، لكن لم يكن لدينا أي شك في أنه سيتطور بمرور الوقت. لقد كان لاعباً رائعاً، وكان مختلفاً عن أي لاعب لدينا بالفريق، وساعدناه كثيراً في تطوير مستواه. لقد كان مرتبطاً للغاية بعائلته، ويمتلك شخصية قوية وواثقة في نفسها، فهو فتى لطيف للغاية في حقيقة الأمر».
ويضيف: «كان سون يمتاز بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، وكان ذلك مهماً جداً للفريق، حيث كان يمكنه اللعب في مركز المهاجم الوهمي وعلى أطراف الملعب وفي خط الوسط، فضلاً عن ميزة أخرى وهي قدرته على الركض خلف دفاعات الفرق المنافسة. كان لدينا بعض اللاعبين الجيدين فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة، لكن لم يكن لدينا مثل هؤلاء اللاعبين الذين يمكنهم اللعب في أكثر من مركز». وبعد 4 سنوات من التعاقد مع هؤلاء اللاعبين، كان توتنهام على بعد 90 دقيقة فقط من الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا.


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».