احتجاجات على قتل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة

متظاهرون إسرائيليون اتهموا الشرطة باستسهال الضغط على الزناد

احتجاجات على قتل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة
TT

احتجاجات على قتل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة

احتجاجات على قتل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة

تظاهر حوالي 300 إسرائيلي في القدس الغربية، وحوالي مائة عربي من فلسطينيي 48 في يافا، مساء السبت، ضد قيام قوات الاحتلال بقتل المواطن ذي الاحتياجات الخاصة، إياد حلاق (32 عاماً)، بالرصاص الحي، وطالبوا باعتقال ومحاكمة رجال الشرطة، ووضع حد لجرائم القتل التي تتم نتيجة استسهال الضغط على الزناد. وحملوا الحكومة مسؤولية هذا القتل.
وبادرت إلى المظاهرة حركة «القدس حرة» (Free Jerusalem). وسار المتظاهرون من مركز المدينة حتى مقر شرطة المسكوبية. ورفعوا شعارات تندد بالجريمة، منها: «العنف البوليسي يقتل» و«العدالة لإياد». وقالت عضو بلدية القدس عن حزب «ميرتس» اليساري، لورا فيرتان، في المظاهرة، إن الشرطة لا تتعامل بجدية مع حياة المواطن الفلسطيني. «فقط قبل يومين أغلقت ملفي تحقيق ضد رجلي شرطة أقدما على ضرب فلسطينيين، أحدهما من حراس المسجد الأقصى، والثانية امرأة من سكان حي العيساوية. وبدلاً من أن يعاقبا ويكونا عبرة، تشجع السلطات انفلات الشرطة».
كان شهود عيان قد أكدوا أن الشاب حلاق، لم يقم بأي عمل ضد الشرطة. وكل ما هناك أنه إنسان محدود الاستيعاب. وقالت عائلته إن «إياد يعاني من تأخر في النمو العقلي، ومستواه في التفكير لا يتجاوز مستوى طفل في السابعة من عمره، وهو يدرس في المدرسة الصناعية (البكرية) في باب الأسباط، المتخصصة في تعليم ذوي الإعاقة. وكان في طريقه إلى هناك عندما اصطدم بالقوة العسكرية. وعندما صرخوا عليه كي يتوقف، لم يعرف كيف يتصرف فهرب، واختبأ في مجمع لإلقاء النفايات في طريق من دون مخرج». وأضاف الشهود أن «قوة شرطة تم استدعاؤها إلى المكان، أطلقت 6 رصاصات على الأقل صوب الشاب، من دون أن يهدد حياة أي منهم بالخطر. وعندما أصابوه وسقط أرضاً، صاح قائد القوة: توقفوا عن إطلاق النار، لكن شرطياً أطلق عليه رصاصة أخرى من مسدس، للتيقن من قتله».
ورفضت العائلة اعتبار المسألة خطأ غير مقصود، وربطت بين قتله وبين تهديد الوزير أوحانا، مؤكدة أن «هناك سياسة قتل متعمد وإعدام ميداني للشباب الفلسطيني». وكشفت أن الشرطة لم تكتف بقتل ابنهم، بل داهمت بيتهم بعد الحادث، وأجرت فيه تفتيشاً همجياً، وقام أحد أفرادها بشتم شقيقة الشهيد بألفاظ نابية.
وأعلن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية، أنه قرر أن يضع قيد الإقامة المنزلية، عنصراً من حرس الحدود المشتبه فيه بقتل الشاب حلاق، وإطلاق سراح قائد الشرطة بشروط مقيدة. وادعى الاثنان أنهما ظنا أن هذا الشاب إرهابي، لأنه رفض الامتثال للأوامر بالتوقف، وكان يحمل آلة حادة بيده، علماً بأنه كان يحمل هاتفه الخليوي.
يذكر أن هذه رابع عمليّة استهداف من قوات الاحتلال خلال اليومين الأخيرين. وعلّق مدير مؤسسة «الحق»، شعوان جبارين، قائلاً إنها تعكس استسهال القتل لدى الاحتلال، فقبل قتل الشاب حلاق تمت إصابة شاب يعاني من متلازمة داون في النبي صالح، وقتل شاب انزلقت سيارته قرب النبي صالح أيضاً، وأطلق النار على سائق دراجة نارية قرب بيت جالا في طريق الأنفاق، بحجة محاولته دهس شرطي. وبيّن جبارين أن استسهال إطلاق النار على الفلسطينيين يأتي من علم جندي الاحتلال، جيداً، أنه لن يلاحق أو يحاسب، لافتاً إلى أن المعطيات أظهرت أن «معظم من تم قتلهم من الفلسطينيين كان بالإمكان اعتقالهم، لكن الاحتلال أصر على القتل».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.