الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على اعتداءات

الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على اعتداءات
TT

الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على اعتداءات

الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على اعتداءات

استدعت الخارجية السودانية، أمس، القائم بالأعمال الإثيوبي بالخرطوم، احتجاجاً على الاعتداءات التي قامت بها ميليشيات إثيوبية مسنودة من الجيش الإثيوبي على الأراضي السودانية، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الضباط في الجيش السوداني، ومواطنين، من بينهم أطفال. وأبلغ مدير إدارة دول الجوار بوزارة الخارجية السودانية القائمَ بالأعمال الإثيوبي إدانة ورفض حكومته للاعتداء الذي يأتي في وقت تستعد فيه الخرطوم لانعقاد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة لقضايا الحدود بين البلدين.
وكان الجيش السوداني قد اتهم، في بيان، أول من أمس، نظيره الإثيوبي بإسناد ودعم الميليشيات في اعتداءاتها المتكررة على الأرضي والموارد السودانية.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، عامر محمد الحسن، إن القوات المسلحة السودانية تمد حبال الصبر لإكمال العملية التفاوضية مع إثيوبيا لوضع حد للعمليات العدائية الإجرامية. وطالبت الحكومة السودانية الجانبَ الإثيوبي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف مثل تلك الاعتداءات.
وأشار بيان الخارجية إلى أن استدامة وتطوير التعاون بين البلدين لا بد أن يبني على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال وحدود كل منهما، وحق شعبيهما في العيش في أمان وسلام، واستخدام مواردهما الطبيعية والاقتصادية دون تغول أو اعتداء من أي طرف على الآخر.
وبدأت التوترات الأمنية في أعقاب توغل قوة من الجيش الإثيوبي، الثلاثاء الماضي، ومحاصرتها معسكراً للجيش السوداني بمنطقة «القلابات» بولاية القضارف داخل الأراضي السودانية.
وذكر بيان القوات المسلحة السودانية أن اجتماعات مشتركة عقدت بين الجيشين السوداني والإثيوبي لتجاوز الأمر، تم خلالها الاتفاق على سحب القوات الإثيوبية إلى معسكرها. إلا أن قوة من الجيش الإثيوبي عاودت الهجوم والاشتباك مع القوات العسكرية السودانية في تلك المنطقة، وجرى تبادل إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل ضابط برتبة نقيب، و6 أفراد من القوة.
وأشار الجيش السوداني إلى أن القوات الإثيوبية المعتدية استخدمت في الاشتباكات مدافع «آر بي جي» ورشاشات وبنادق، مما أدى إلى إصابة 3 من المواطنين السودانيين. كما أوقعت القوات السودانية خسائر كبيرة وسط القوات الإثيوبية المعتدية.
وتأتي الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية بعد أسبوعين من المباحثات التي جرت بين رئيسي وزراء البلدين لمعالجة قضايا الحدود.
وزار رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، المنطقة العسكرية بمدينة القلابات، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية جاهزة للتصدي لحماية الحدود، بصفته واجباً مقدساً.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، قد أجرى في منتصف مايو (أيار) الحالي اتصالاً هاتفياً بنظيره الإثيوبي، آبي أحمد، اتفقا خلاله على تكوين لجنة فنية لاستكمال ترسيم الحدود بين البلدين. كما اتفق رئيسا الوزراء على ألا تؤثر التوترات على الحدود في العلاقات بين البلدين، وحسم القضية من خلال التواصل المباشر والحوار الشفاف بين قيادات البلدين السياسية والعسكرية.
وأجرى وفد سوداني رفيع المستوى، في منتصف الشهر الحالي، مباحثات في أديس أبابا بشأن قضية الحدود بين البلدين، واتفق الطرفان على مواصلة اجتماعات اللجان السياسية المشتركة بحلول الشهر المقبل. ودعت أحزاب في التحالف السياسي الحاكم في السودان الحكومةَ الانتقالية لاتخاذ إجراءات مناسبة لحماية الحدود، وسيادة الوطن، وأمن واستقرار المواطنين. وحثت الأحزاب الحكومةَ الإثيوبية على احترام القانون الدولي، وميثاق الاتحاد الأفريقي، وإيقاف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السودانية، ووقف أي خطوات تصعيدية عسكرية، واللجوء إلى الاتفاقات والمواثيق الدولية لحسم الخلافات على قضايا الحدود.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.