قالت الممثلة ستيفاني عطالله إن عرض مسلسل «بالقلب» في موسم رمضان كان له وقعه الإيجابي رغم كثافة الأعمال المدرجة على أجندة التلفزيونات في هذه المناسبة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما عرض «بالقلب» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومن ثم توقف بسبب انطلاق الثورة، كانت شريحة لا يستهان بها من اللبنانيين قد تعلقت بأحداثه. حتى أن تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت تطالب بإكمال عرضه لأنهم أعجبوا به. وعندما تردد على مسامعنا أنه سيدخل المنافسة الرمضانية خفنا أن يضيع وهجه في زحمة أعمال هذا الشهر الفضيل. ولكن النتيجة جاءت رائعة سيما وأنه حقق المراتب الأولى في نسب المشاهدة للدراما الرمضانية من خلال شاشة إل بي سي أي».
وستيفاني التي تجسد شخصية الفتاة «لارا» في هذا العمل قدمت دورا أدخلها مرة جديدة في دوامة الأحداث الدرامية التي تعاني فيها من حالة نفسية دقيقة. وتعلّق: «صحيح لقد سبق وقمت بهذا النوع من الأدوار في مسلسل «ورد جوري». ولا أنزعج بتاتا من وضعي في هذا السياق في أعمالي التمثيلية لأننا جميعنا بشر ونعاني بشكل أو بآخر من حالة تعب نفسية. والبعض يعاني من كوابيس أو عقد يحملها معه من مرحلة الطفولة. والشخصيات التي أجسدها تلقي الضوء على هذه المعاناة فأكون بمثابة الشخص الذي يمثل هؤلاء ويحمل رسالة توعوية في هذا الخصوص. فربما بهذه الطريقة وعندما يتابعون حالات تشبههم يشعرون بالراحة وأنهم ليسوا وحيدين. وتلفتني الدراما التي تتناول هذا النوع من المواضيع سيما وأننا في لبنان لا نعطيها الأهمية المطلوبة».
وعن سبب نجاح مسلسل «بالقلب» تقول: «برأيي أن النص يشكل العصب الأساسي للعمل الدرامي. و«بالقلب» نجح كاتبه طارق سويد بمحاكاة لسان حال اللبنانيين، فاختار شخصيات تشبهنا مثل «روز» (سمارة نهرا) الجارة التي تحشر أنفها بكل شاردة وواردة. وفريال (كارمن لبس) المرأة التي نسيت نفسها وحياتها لتتفرغ لتربية ابنة أخيها. كما أن عملية الكاستينغ بشكل عام تميزت بالنبض الشبابي بدءا من الكاتب مرورا بالمخرج جوليان معلوف ووصولا إلى فريق الممثلين. فهم ذابوا بشخصياتهم إلى حدّ جعلنا لا نستطيع التفريق بين شخصياتهم الحقيقية وتلك الخاصة بالمسلسل. كل ذلك أثر إيجابا على العمل خصوصا أن المشاهد يتوق لمتابعة أعمال تشبهه وتتلون بالخط الشبابي».
وعن النهاية السعيدة التي حملها العمل تقول: «النهايات السعيدة في أعمال الدراما تولّد أجواء مريحة لدى متابعيها. صحيح أننا ما عدنا نصادفها كثيرا في الأعمال الأخيرة، إلا أنها لا تزال المفضلة لدى المشاهد. فأحيانا لا يعرف الكتاب وضع النهاية الملائمة للعمل فيركنون إلى تلك المفتوحة على عدة توقعات. ونهايات المسلسلات على الورق تتطلب الجرأة لأنها تكون بمثابة نقطة عالسطر. وهي تؤلّف عصارة العمل بمشهدية تنطبع في ذاكرة المشاهد. حتى أن أعمالا غربية شهيرة كـ«غايم أف ترونز» مثلا لجأوا إلى هذه النهاية غير الواضحة. فحسابات الكتاب تختلف عن حسابات المشاهد عادة ولكن في «بالقلب» جاءت مناسبة تحمل الكثير من الإيجابية في زمن مليء بالسلبيات».
وعما أحبته في هذا العمل اللبناني بامتياز تقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تحررنا معه من الكلاسيكية السائدة في أعمالنا عامة. فلطالما كنا نتابع أعمالا رومانسية لا تكتمل بالمشهد المطلوب. وتتقيد بتصرفات معينة تنقصها الحقيقة أو تقتصر حيثياتها على بطليها فقط. أما مع «بالقلب» فاستمتعنا بدفء الحب كما هو حتى بين شخصيات غير شابة في منتصف أعمارها والتي أداها كل من كارمن لبس ومحمد عقيل بتفوق. فسمحوا بأدائهم الطبيعي والمحترف والنابع من حياتنا العادية للحب أن يلامس قلوبهم. فكانت رسالتهما واضحة وهي أن الإنسان وبأي عمر كان يستطيع قلبه أن ينبض. وكلمة حق تقال استطاع المسلسل أن يعبق بعطر الحب بكل مقاييسه تماما كما نحلم به».
وخلال الدور الذي تقدمه ستيفاني عطالله في هذا العمل طالعتنا بموهبة جديدة تتمتع بها ألا وهي الغناء. فرأيناها تقدم وصلات غنائية بالأجنبية لفتت المشاهد الذي تابعها بإعجاب كبير. فأين كانت تخبئ موهبتها الفنية هذه؟ توضح عطالله: «بيني وبين الغناء قصة طويلة إذ تربيت في بيت موسيقي. فوالدي يعزف البيانو ويملك صوتا أوبراليا وكذلك أخي فهو موسيقي. وأنا شخصيا كنت أرتل مع جوقة الكنيسة، وهذه العناصر مجتمعة ولّدت عندي حب الغناء. وعندما سألني كاتب العمل طارق سويد إذا بإمكاني الغناء كما يتطلب الدور في إحدى مراحله الأخيرة وافقت. فبرأيي أن الممثل يجب أن يجيد فنوناً أخرى كالغناء والرقص فقد يضطر أحيانا لاستخدامها في أدوار معينة تتطلب منه التعبير بلغة الغناء أو الجسد. فلغة الجسد كما الصوت يمكن أن يتبلورا بواسطة التمرينات، أما إذا كانت مواهب يتمتع بها الممثل إلى جانب موهبته التمثيلية فيكون الأمر جيدا».
وتشير ستيفاني أنها حاليا تتمنى الاستفادة من موهبتها الغنائية فتأتيها عروض تمثيلية تسمح لها بالغناء فيها. وتقول: «أعمل على فيلم سينمائي (فرح) من المتوقع أن أغني فيه ضمن إطار معين». وعن قصة الفيلم تقول: «يسلّط الضوء على مشكلة نفسية معقّدة تعاني منها بطلته «فرح» وتجسد دورها حسيبة فريحة. وهي حفيدة مؤسس دار الصياد الراحل سعيد فريحة التي تتولى أيضا كتابة وإخراج الفيلم مع مخرج بريطاني. وأجسد فيه دور فتاة لبنانية (لينا) وهناك مشاكل متنوعة تمرّ على حياة أبطال العمل أمثال مجدي مشموشي وجوزيان بولس وغيرهم».
وعما إذا هي تبحث اليوم عن أدوار البطولة المطلقة تقول: «بصراحة أبحث عما يريحني ويشعرني دائما بالفرح. ولا تشغل بالي البطولة المطلقة بل العمل الذي يرضي طموحي. ولكن وإذا ما توصلت إلى هذه المرتبة فسأكون سعيدة. فالدقة في خياراتي التمثيلية ترافقني ولا استخف أبدا بما وصلت إليه اليوم».
وكانت ستيفاني عطالله قد برزت أيضا في مسلسل «وعيت» الذي عرضته «إم بي سي» مؤخرا. وتعلق: «كان بمثابة تجربة جميلة وممتعة سيما وأنها تضمنت تطورا تقنيا وأداء تمثيليا يختلفان عن غيرهما من الأعمال اللبنانية. فنحن كلبنانيين لدينا قدرات كثيرة في هذا المجال وعلينا أن نعمل عليها ونصدرها إلى الخارج لأنها كثيرة وعلى المستوى المطلوب. ولذلك يمكننا أن نستفيد من قدراتنا هذه فنخفف من الركون إلى مسلسلات غير لبنانية فقط لنعرضها على شاشاتنا. وأفضل مثال على ذلك مسلسل «بالقلب» الذي حقق نجاحا واسعا في لبنان كما في العالم العربي. فلقد قرأت الكثير من التعليقات الإيجابية حوله من مشاهدين خارج لبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
ستيفاني عطالله: تلفتني الموضوعات السيكولوجية في أعمال الدراما
بعد «بالقلب» تطل قريباً في الفيلم السينمائي «فرح»
ستيفاني عطالله: تلفتني الموضوعات السيكولوجية في أعمال الدراما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة