أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أمس (الجمعة)، استئناف مسابقة الكأس أواخر الشهر المقبل بعد توقفها منذ مارس (آذار) بسبب فيروس كورونا المستجد، على أن تقام مباراتها النهائية في الأول من أغسطس (آب)، وذلك غداة إعلان رابطة الدوري استئناف مبارياته اعتباراً من موعد أولي هو 17 يونيو (حزيران).
وتوقفت مسابقة الكأس قبل انطلاق دور الثمانية بسبب وباء «كوفيد - 19»، إلا أن المنظمين يأملون في استئنافها تزامناً مع عودة مباريات الدوري الممتاز. وستقام المباريات الأربع لدور الثمانية السبت والأحد 27 و28 يونيو، في حين لم يتم بعد تحديد ما إذا كانت المواجهات ستقام على ملاعب الفرق التي كان من المقرر أن تستضيفها، أو على ملاعب محايدة.
ويلتقي تشيلسي مع ليتسر سيتي، في حين يواجه مانشستر سيتي حامل اللقب فريق نيوكاسل، ويلعب شيفيلد يونايتد مع آرسنال ومانشستر يونايتد مع نوريتش. وسيقام الدور نصف النهائي في 11 و12 يوليو (تموز) على أن يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة لندن المباراة النهائية في الأول من أغسطس. وستقام كل المباريات خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير.
وسيتشكل استكمال المسابقة دفعة للاتحاد من الناحية المادية، بعدما حذّر رئيسه التنفيذي مارك بولينغهام في أبريل (نيسان) الماضي من خسائر للاتحاد قد تصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني (184 مليون دولار) في حال تعذّر استكمال المسابقة. وقال بولينغهام أمس «يسعدنا التوصل إلى اتفاق لموعد مبدئي لاستئناف موسم 2019 - 2020 من كأس إنجلترا. شكلت المسابقة جزءاً لا يتجزأ من روزنامة كرة القدم الإنجليزية منذ ما يقارب من 150 عاماً، ونود أن نشكر مسؤولي وأندية الدوري الممتاز على دعمهم لتحديد مواعيد المباريات المتبقية خلال هذه الفترة الاستثنائية». وتابع «لقد كانت فترة صعبة للكثير من الأشخاص وفي وقت تعتبر (العودة) خطوة إيجابية، يعتمد تاريخ الاستئناف على الالتزام بإجراءات السلامة. تبقى صحة وسلامة اللاعبين، الموظفين والجماهير أولويتنا».
يأتي الإعلان عن استئناف بطولتي الدوري الممتاز والكأس في إنجلترا في الوقت الذي أبدت فيه الشرطة الإنجليزية رغبتها في إقامة ست مباريات على الأقل على ملاعب محايدة. وحددت رابطة الدوري تاريخ 17 الشهر المقبل موعداً مبدئياً لاستئناف منافسات «البريمرليغ» من دون جمهور، بما يشمل المراحل التسع المتبقية، إضافة إلى مباراتين مؤجلتين.
وكان موضوع الملاعب المحايدة مدار أخذ ورد بين المعنيين بالكرة المحلية في الآونة الأخيرة، بين من يدعو إلى اعتماد هذه الملاعب لتوفير الكلفة وتخفيف الضغط على الخدمات الصحية والشرطة، وإصرار أطراف آخرين على إقامة المباريات في ملاعبها المقررة، لا سيما الفرق التي تواجه خطر الهبوط إلى الدرجة الأولى. لكن الشرطة الإنجليزية تبدي مخاوف من إقامة مباريات تعتبرها حساسة، على الملاعب العائدة للفرق التي تخوضها، لا سيما لجهة التخوف من تجمع المشجعين خارجها لدعم لاعبيهم، وهو ما يعد مخاطرة صحية في ظل قيود التباعد الاجتماعي المطبقة حالياً للحؤول دون تفشي وباء «كوفيد - 19».
وتتبقى 92 مباراة من الدوري لهذا الموسم، ويبدو ليفربول أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق لقب ينتظره منذ عام 1990؛ إذ يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن بطل الموسمين الماضيين مانشستر سيتي. وبحسب وسائل الإعلام الإنجليزية، أبدت الشرطة رغبتها في إقامة ست مباريات على الأقل على ملاعب محايدة، هي: مانشستر سيتي - ليفربول، مانشستر سيتي - نيوكاسل يونايتد، مانشستر يونايتد - شيفيلد يونايتد، نيوكاسل - ليفربول، وإيفرتون - ليفربول.
كما تحدثت التقارير عن أن لائحة المباريات المرغوب في نقلها، تشمل تسعة لقاءات أخرى. وقال نائب قائد شرطة ساوث يوركشاير مارك روبرتس «نقاشاتنا مع الدوري الممتاز خلال هذه المسيرة كانت إيجابية، مع تركيز مشترك على أولوية الصحة العامة. نتيجة لذلك؛ توصلنا إلى توافق يؤمن توازناً بين حاجات كرة القدم، ويقلل في الوقت عينه إلى الحد الأدنى، الخدمات المطلوبة من الشرطة».
وتابع «غالبية المباريات المتبقية ستقام وفق قاعدة الذهاب والإياب (أي على ملاعب الفرق كما كان مقرراً)، مع عدد قليل من المباريات على ملاعب محايدة»، مشدداً على أن الطرح الأخير «وعلى عكس بعض التقارير، لم يتم الاتفاق عليه بعد». وأوضحت الشرطة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أن أي مباراة قد تؤدي إلى حسم ليفربول لقب الدوري، يجب أن تقام على ملعب محايد أيضاً.
وفي حين سيكون تتويج ليفربول شبه محسوم مع تبقي تسع مراحل على نهاية الموسم، تبقى الكثير من العوامل محط ترقب لمسارها، لا سيما المراكز المؤهلة إلى المسابقتين القاريتين، أي دوري أبطال أوروبا ومسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، والهبوط إلى الدرجة الإنجليزية الأولى، وأيضاً خوض المنافسات في ملاعب خالية من المشجعين واعتماد بروتوكول صحي صارم لمواجهة «كوفيد - 19». في حين يأتي عرض لأبرز هذه العوامل التي تنتظر كرة القدم الإنجليزية في الأسابيع القليلة المقبلة:
خاض ليفربول 29 مباراة من أصل 38 مقررة هذا الموسم، ويتصدر بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي الذي له مباراة مؤجلة ضد آرسنال، ستقام في اليوم الأول من العودة، على أن تقام في اليوم ذاته مباراة ثانية مؤجلة تجمع أستون فيلا وشيفيلد يونايتد. وعلى رغم التأخير الذي فرضه «كوفيد - 19»، لا يتوقع أشد المتشائمين أن يكون للدوري هذا الموسم بطل غير ليفربول. ويحتاج «النادي الأحمر» حسابياً إلى الفوز في مباراتيه الأوليين فقط ليضمن اللقب الأول له في بطولة إنجلترا منذ عام 1990، بصرف النظر عما ستكون عليه نتائج سيتي. وفي حال خسارة الأخير مباراته الأولى أمام ضيفه آرسنال، والمؤجلة من المرحلة الثامنة والعشرين، سيكون فوز ليفربول في مباراته الأولى ضد غريمه إيفرتون، كافياً لحسم اللقب.
وسيكون ليفربول أمام فرصة كسر أكثر من رقم قياسي هذا الموسم، لا سيما عدد النقاط الأكبر خلال الموسم (في رصيده 82 نقطة حالياً، بينما الرقم القياسي هو 100 وحققه مانشستر سيتي في موسم 2017 - 2018)، والفارق الأكبر بين البطل وصاحب المركز الثاني (19 نقطة، حققه سيتي في الموسم ذاته). ورأى قائد ليفربول غوردان هندرسون، أن اللعب على ملعب أنفيلد من دون جمهور ورفع الكأس في غياب المشجعين سيكون أمراً «غريباً جداً»، لا سيما بعد فترة الانتظار الطويلة. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هذا الأسبوع «بالطبع سيكون الأمر مختلفاً لأنه إذا فزت بأي كأس وتسلمتها من دون حضور أي مشجع هناك، سيكون الأمر غريباً جداً». عادة ما تخوض الأندية الإنجليزية معركة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى الموسم المقبل من مسابقة دوري الأبطال، لكن ميدان هذه المعركة يتسع هذا الموسم ليشمل المركز الخامس أيضاً، لعل وعسى. حاليا، تكمل أندية مانشستر سيتي وليستر سيتي وتشيلسي عقد المراكز الأربعة الأولى، علماً بأن الفارق بين تشلسي الرابع وآرسنال التاسع هو ثماني نقاط فقط، ما قد يؤشر إلى معركة منتظرة ستكون حامية الوطيس.
لكن ما سيكون في ذهن الأندية المنافسة هذا الموسم، هو قرار الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بمنع مانشستر سيتي من خوض مسابقاته للموسمين المقبلين بسبب مخالفته لقواعد اللعب المالي النظيف. وفي ظل توقع بقاء سيتي ضمن المراكز الأربعة الأولى (يبتعد بفارق 12 نقطة ومباراة أقل عن الخامس مانشستر يونايتد)، ستتجه الأنظار إلى محكمة التحكيم الرياضي (كاس) التي رفع إليها النادي الشمالي مسألة العقوبة التي فرضت عليه. وفي حال أبقت «كاس» على العقوبة، سيتمكن النادي صاحب المركز الخامس في ترتيب الدوري الممتاز، من حجز مقعده في مسابقة دوري الأبطال، بدلا من مانشستر سيتي (في حال لم ينهِ الموسم خارج المراكز الأربعة الأولى). يحتل بورنموث، أستون فيلا، ونوريتش سيتي المراكز الـ18 والـ19 والـ20 على التوالي، المؤدية للهبوط إلى الدرجة الأولى. وفي حين يبدو نوريتش (21 نقطة) أمام هبوط لا مفر منه، ستكون المنافسة محتدمة بين أكثر من فريق لتفادي الخروج من الدوري الممتاز. وتفصل أربع نقاط فقط بين صاحبي المركزين الخامس عشر (برايتون) والتاسع عشر (أستون فيلا، وله مباراة مؤجلة). كما يتساوى كل من وستهام (السادس عشر) وواتفور (السابع عشر) وبورنموث، بالنقاط مع 27 نقطة.
يأمل عدد من اللاعبين في التمكن من العودة بقوة إلى الملاعب بعد غياب بسبب الإصابات في الفترة التي سبقت تعليق المنافسات. ومن أبرز هؤلاء، قائد المنتخب الإنجليزي هاري كاين وزميله في توتنهام الكوري الجنوبي سون هيونغ - مين، ونجما مانشستر يونايتد المهاجم ماركوس راشفورد ولاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا الذي غاب عن فترات طويلة في موسم 2019 - 2020.
استئناف كأس إنجلترا أواخر يونيو... والنهائي في الأول من أغسطس
الشرطة ترغب في إقامة مباريات على ملاعب محايدة وخاصة مواجهات ليفربول
استئناف كأس إنجلترا أواخر يونيو... والنهائي في الأول من أغسطس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة