«حزب الله» يؤيد آلية تعيين كبار الموظفين... وباسيل يعترض عليها

الحريري: «الوطني الحرّ» يريد كل البلد

TT

«حزب الله» يؤيد آلية تعيين كبار الموظفين... وباسيل يعترض عليها

أقرّ البرلمان اللبناني، أمس، عدداً من اقتراحات القوانين في جلسة لم تخلُ من السجالات السياسية، أبرزها تلك التي أتت على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بقوله إن «(التيار الوطني الحر) يريد كل البلد».
وفي جلسته الصباحية التي حضرتها سفيرات النرويج وسويسرا وكندا، أقرّ مجلس النواب خطة الأمان الاجتماعي والتحفيز» لدعم الأسر والمؤسسات الصناعية الصغيرة والمزارعين والحرفيين واقتراح قانون رفع السرية المصرفية، إضافةً إلى اقتراح آلية التعيينات التي اعترض عليها «التيار الوطني الحر». وفي الجلسة المسائية، بحث البرلمان في بندَي العفو العام والـ«كابيتال كونترول»، والبند المتعلق بالحصول على قرض من «الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي» للمساهمة في تمويل مشروع مصرف الإسكان.
ورافقت الجلسة التي عقدت في قصر «اليونيسكو»، لتأمين شروط التباعد الاجتماعي بين النواب تحركات اجتماعية رفضاً لاقتراح قانون العفو العام.
وأقر المجلس الحصول على اعتماد 1200 مليار لإنشاء شبكة أمان اجتماعي بناء على طلب الحكومة، مع تحديد آليات التوزيع والمستفيدين عبر قرارات أو مراسيم في مجلس الوزراء.
كما وافق البرلمان على القانون المقدّم من قبل عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان الرامي إلى تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى مع تعديل قضى بإلغاء حق الوزير برفع الأسماء إلى مجلس الوزراء، ووافقت عليه كل الكتل باستثناء «التيار الوطني الحر» الذي أعلن رئيسه النائب جبران باسيل أنه سيطعن به. وبرّر ذلك بقوله: «إقرار هكذا آلية بقانون هو مس بالدستور، وتحديداً بصلاحيات الوزير».
من جهته، طلب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عقد خلوة مع رئيس البرلمان نبيه بري قبيل الجلسة، «سحب السياسة من التعيينات الإدارية». وقال، على هامش الجلسة: «المشكلة هي في الإدارة السياسية لهذا الملف، وكل فريق يريد أن يأتي بمن يريد، يجب أن نسحب التدخل السياسي من هذا الموضوع، ونوقف حملة المزايدات»، معلناً تأييده للآلية، ومتهماً «التيار الوطني الحر» الذي رفضه بأنه «يريد كل البلد».
كذلك أقر البرلمان قانون رفع السرية المصرفية مع تعديل ينص على أنّ «الجهة المنوطة برفعها هي هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان وهيئة مكافحة الفساد بعد اعتراض عدد من النواب».
واعتبر النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله أن «رفع السرية المصرفية لا يكون فاعلاً إلا باستقلالية القضاء. والمطروح أمامنا ليس الخطوة المطلوبة، وهذا الاقتراح لا يراعي رفع السرية المصرفية عمن لديهم حصانات دستورية». وقال النائب وائل أبو فاعور: «ليس هناك ثقة بالقضاء لإيلائه مهمة تتعلق برفع السرية المصرفية ما دام هناك توغُّل سياسي في بعض القضاء».
وهاجم النائب جميل السيد النيابات العامة أثناء مناقشة اقتراح رفع السرية المصرفية، وردّ بري قائلاً: «في لبنان هناك قضاة، ولكن لا قضاء بشكل عام والمجلس النيابي عليه احترام السلطة القضائية»، طالباً شطب كلام السيد من محضر الجلسة، مع تأكيده أن «استقلالية القضاء تؤمن كل شيء»، وقال: «على المجلس النيابي أن يحترم السلطة القضائية، حتى لو كان هناك ملاحظات».
وعن قانون العفو العام، الذي بقي البحث به حتى اللحظات الأخيرة في ضوء الاختلافات الكبيرة حوله بين الكتل، أسف النائب إبراهيم كنعان أن تأخذ هذه القضية طابعاً طائفياً، معتبراً أنّ الاستثناءات يمكن أن ترد، شرط أن تكون مضبوطة ولا تتخطى سقف الجريمة والتعدي على الجيش والإرهاب. وفي الإطار نفسه، قال الحريري: «قانون العفو ينصف جزءاً كبيراً من الناس، وهو مهمّ جداً بالنسبة إلينا، لأن هناك أشخاصاً مظلومين». وأضاف: «هناك المئات ممن يجب أن يتم العفو عنهم، خاصة أنه كانت هناك اضطرابات في الأعوام 2014 و2015 و2016. وكان البلد ككل يعيش حالة عدم استقرار أمني. لكن مع ذلك، البعض يحاول أن يصور هذا الموضوع وكأننا نريد أن نخرج من السجن مجرمين وقتَلة وهذا ليس مبتغانا. مبتغانا أن نخرج من السجن أشخاصاً ربما بقوا مسجونين لسنوات دون أن تتم محاكمتهم أو أن يذهبوا إلى المحكمة».
وأعلن وزير المالية السابق النائب علي حسن خليل، موقف حركة «أمل» الرافض لقانون العفو العام. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «موقفنا في (حركة أمل) هو رفض العفو عن عملاء العدو الإسرائيلي، الذين ارتكبوا المجازر بحق لبنان واللبنانيين وسنصوِّت ضده».وتحدث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن الحملة التي يتعرض لها على خلفية موقفه من هذه القضية، فردّ بري بالتأكيد أن «مجلس النواب وأعضاء المجلس كرامتهم من كرامتي ومن كرامة المجلس، ولا أحد يمكن أن يضبط مواقع التواصل الاجتماعي بدءاً من ترمب إلى (كل الدني)».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.