جدد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، نفيه إرسال روسيا طائرات حربية لدعمه في مواجهة الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، رغم تقديم قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم» مزيدا من التفاصيل حول هذه الطائرات.
ودخل الجيش الوطني عبر اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، في حرب كلامية مع «أفريكوم»، بعد أن اعتبر أن حديثها المتكرر عن نشر روسيا طائرات مقاتلة في قاعدة الجفرة الجوية التابعة للجيش، هي «نتاج حملة إعلامية يتعرض لها الجيش، بعد تحقيقه مؤخرا تقدما في القتال ضد قوات حكومة السراج في العاصمة طرابلس».
وقال المسماري في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي شرق البلاد، إن غرف عمليات إعلامية في تركيا وفي الداخل، تابعة للإخوان ولحكومة السراج، «تبث شائعات سوداء مفادها حصول الجيش على طائرات حربية جديدة».
معتبرا أن التهم الأميركية لروسيا بنشر طائرات روسية «غير صحيحة، ومرجعها قنوات إخوانية ووسائل إعلام مدعومة من تركيا»، تمارس ما وصفه بـ«عملية تضليل للرأي العام المحلي والدولي».
وأضاف المسماري موضحا: «لدينا طواقم فنية على أعلى مستوى، ومنذ بدء عملية الكرامة فإن كل الطائرات التي شاركت في هذه العمليات ليبية محلية، وتعتبر الآن القوة الضاربة للجيش الوطني... لذلك نحن ننفي نفيا قاطعا وتاما وصول أي طائرات أجنبية»، لافتا إلى أنها «تحتاج أموالا كثيرة، ولا يمكن إخفاؤها في ظل وجود حظر دولي على إعادة تسليح الجيش الوطني».
كما نفى المسماري ما نقل عن الفريق صقر الجروشي، قائد سلاح الجو بالجيش الوطني، اعتزامه شن أكبر حملة جوية في تاريخ البلاد قريبا، بقوله: «الجروشي لم يتحدث عن أي حملة جوية، وهذه مجرد شائعات هدفها إطالة عمر الأزمة لتحقيق مصالح أجنبية».
وجاءت تصريحات المسماري بعدما أعلن الجيش الأميركي، عبر قيادة قواته في أفريقيا «أفريكوم»، في تغريدات مساء أول أمس أن الطائرات الروسية، التي وصلت ليبيا قادها أفراد من الجيش الروسي، ورافقتها طائرات مقاتلة روسية، فيما يشير إلى مستوى أعلى من التدخل تمارسه موسكو.
وأفادت التغريدات أن الطائرات هبطت أولا في طبرق في شرق ليبيا، ثم انتقلت إلى الجفرة (وسط)، معقل الجيش الوطني. موضحة أن 14 طائرة مقاتلة روسية أخفيت معالمها بعد أن وصلت إلى الجفرة.
ودخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة، حيث عبر المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك عن «قلقها البالغ» إزاء الأنباء الواردة من ليبيا بشأن «تدفّق هائل للأسلحة والمعدّات والمرتزقة» ـ على طرفي النزاع الدائر في هذا البلد، وناشدت الدول احترام الحظر الأممي، المفروض على إرسال أسلحة إلى الدولة الغارقة في حرب أهلية طاحنة.
وكان لافتا أمس تأكيد رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، على أنه لا مساس بقوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر. وأبلغ صالح وفدا رفيع المستوى من قيادات الجيش، ترأسه الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس الأركان، لدى استقباله مساء أول أمس، بأنه يعمل حثيثا مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لسحب الاعتراف بحكومة السراج، التي انتهت فعليا. كما حث مجددا المجتمع الدولي على رفع الحظر عن تسليح الجيش. مؤكدا أنه سيعمل على المسار السياسي للعملية الانتقالية في ليبيا مع المجتمع الدولي.
ميدانيا، خفت نسبيا حدة القتال في طرابلس، خاصة ضواحيها الجنوبية، فيما تحدث الجيش الوطني عن هدوء الأوضاع في محور شرق مصراتة، مشيرا إلى أن قواته خاضت أول من أمس اشتباكات ضد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق في محاور جنوب طرابلس .
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش إن قواته تتقدم شمال محور الكاريزما، بعد اندلاع قتال عنيف في محور الهيرة، تقدمت خلاله قوات الجيش التي قتلت عددا من المرتزقة التشاديين. ولفت إلى أن «التكفيريين» ظهروا في ليبيا بشكل علني عام 2011 بدعم قطري وتركي واضح، مبرزا أنهم «يستهدفون المنطقة العربية، ولذلك نحن نقاتل هذه الشراذم الإرهابية».
في المقابل، قالت أمس قوات الوفاق، المشاركة في عملية بركان الغضب، إنها دمرت آليات مسلحة تابعة للجيش الوطني. مشيرة إلى أنها سيطرت على تمركزات مهمة ومتقدمة في محوري عين زارة ووادي الربيع. علما بأنها أعلنت مساء أول أمس عن تدمير 10 آليات مسلحة للجيش، وتحقيق تقدم في محوري الأحياء البرية والكازيرما.
«الجيش الليبي» ينتقد «أفريكوم» وينفي وجود طائرات روسية
قال إن إعلام تركيا وحكومة السراج «يبث شائعات تضلل الرأي العام»
«الجيش الليبي» ينتقد «أفريكوم» وينفي وجود طائرات روسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة