نشأ اللاعب الإنجليزي الشاب جونجو كيني في منطقة كيركديل، بالقرب من ملعب «غوديسون بارك» الذي يستضيف مباريات نادي إيفرتون، ويقول عن ذلك: «كنت أقيم في منطقة لا تبعد عن ملعب غوديسون بارك سوى خمس دقائق سيرا على الأقدام. ودائما ما كانت منطقتنا مزدحمة في الأيام التي كانت تقام فيها مباريات على هذا الملعب، كما كانت المقاهي ممتلئة عن آخرها، وعندما كنت أسير للذهاب إلى الملعب لمشاهدة المباريات كان ينتابني شعور هو الأفضل على الإطلاق. لقد كان ذلك شيئا عظيما بالنسبة لي وأنا طفل صغير».
وفي نهاية المطاف، انتقل كيني لصفوف إيفرتون وتم تصعيده حتى وصل إلى الفريق الأول بالنادي. وبينما تقترب كرة القدم الإنجليزية من استئناف أنشطتها، شارك كيني في مباريات الدوري الألماني الممتاز الذي استأنف نشاطه في السادس عشر من مايو (أيار) الجاري، حيث يلعب الآن مع نادي شالكه.
وقد أصبح كيني الخيار الأول في مركز الظهير الأيمن بنادي شالكه، تحت قيادة المدير الفني ديفيد فاغنر، بعدما كان يشعر بالإحباط بسبب مشاركته بصورة متقطعة مع نادي إيفرتون. يقول اللاعب الإنجليزي، البالغ من العمر 23 عاما، عن ذلك: «أردت المجيء إلى هنا لأثبت شيئا ما للناس، ولنفسي أيضا، لأنني لا أريد أن أكون مجرد لاعب يلعب عددا قليلا من المباريات يؤدي خلالها بشكل جيد وحسب. لم أكن سعيدا بالجلوس على مقاعد البدلاء أو بكوني جزءا من الفريق وأنا لا ألعب. إنني أريد أن ألعب كرة القدم وأن أعبر عما لدي. لا شك في أن مسيرتي كلاعب وحياتي كإنسان تغيرت كثيرا منذ حضوري إلى ألمانيا» .
ويعود الفضل في نجاح كيني مع شالكه بشكل كبير إلى فاغنر. وقد لعب كيني 40 مباراة منذ ظهوره لأول مرة مع الفريق الأول لنادي إيفرتون في مايو 2016، وأصبح معروفا بأنه لاعب صاحب إمكانيات كبيرة ويلعب بشراسة ويمكنه القيام بواجباته كجناح أيمن على النحو الأمثل. لكن كيني أصبح يقدم مستويات أفضل بكثير تحت قيادة فاغنر، المدير الفني السابق لنادي هيدرسفيلد تاون، والذي اعتمد عليه في جميع مباريات الفريق بالدوري، باستثناء مباراتين فقط.
يقول كيني عن ذلك: «كنت أعلم أنه يمكنني التقدم للأمام وإظهار القدرات التي أمتلكها في الجوانب الهجومية أيضا. لقد أعطاني الثقة للقيام بذلك والتحرك في أكثر من مكان، وليس الالتزام فقط بالركض بجوار خط التماس. كنت بحاجة فقط إلى الشعور بالثقة بأنني قادر على التقدم للأمام وصناعة الكثير من الفرص».
وأصبحت توغلات كيني الهجومية شيئا مألوفا في أداء نادي شالكه. وكانت ثقة كيني في نفسه قد اهتزت كثيرا في موسم 2018 - 2019، عندما لم يشركه المدير الفني لإيفرتون، ماركو سيلفا، في التشكيلة الأساسية للفريق سوى في ثماني مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول كيني: «لم أكن ألعب بالشكل الذي أريده عندما جئت إلى هنا في فترة الاستعداد للموسم الجديد، لذلك كنت أسأل نفسي كثيرا عما إذا كان الناس يعتقدون أنني لاعب جيد أم لا. وكانت العديد من هذه الأشياء تدور في ذهني». لكن الأمور بدأت تسير بشكل جيد منذ المباراة الودية التي لعبها أمام فياريال الإسباني، حيث قدم مستويات جيدة للغاية، وبعد ذلك سجل هدفا استثنائيا في مرمى هيرتا برلين في رابع مشاركة له مع الفريق.
يقول كيني عن الفترة التي تطلبها الأمر لكي يتأقلم مع أجواء اللعب في الدوري الألماني الممتاز: «كنت دائما ألعب في إنجلترا، وكنت أرغب دائما في البقاء في المنزل مع عائلتي، ولم أكن أحب الخروج في رحلات طويلة عندما كنت صغيرا. وعلى الرغم من أنني كنت أوجد كثيرا في صفوف المنتخب الإنجليزي على مستوى الشباب، فلم أكن أحب الخروج والسفر كثيرا. لكنني لم أعد إلى إنجلترا منذ أربعة أشهر الآن، وهذا الأمر يجعلك تتغير من الناحية الشخصية. يجب أن ندرك أن الطريق لا يكون مفروشا بالورود دائما، وهذا هو بالضبط ما أريد التغلب عليه، حيث أريد أن أخرج من منطقة الراحة التي عانيت منها في إيفرتون وأن أتعلم لغة جديدة وأقابل أشخاصا جددا وأعرف كيف يعملون». ويضيف «يتعين عليك أن تتكيف مع ما يحيط بك. لقد وجدت أنه من الرائع مقابلة شخصيات مختلفة وأشخاص مختلفين، والتواصل مع الجميع».
وقد فوجئ كيني بمدى التقدم الذي أحرزه في تعلم اللغة الألمانية. وتشير تقارير في الوقت الحالي إلى أن كيني أصبح محط اهتمام العديد من الأندية الإنجليزية، بما في ذلك نادي آرسنال. ويتذكر كيني كيف كان يمشي في الشوارع المجاورة لملعب «غوديسون بارك» لمشاهدة مباريات إيفرتون، قائلا: «الطريقة التي سارت بها الأمور عندما كنت صغيرا كانت مثالية بالنسبة لي. عندما تنشأ في مدينة ليفربول وتكون أحد عشاق نادي إيفرتون فإن الأمر يجعلك تشعر دائما ببعض الضغط». وكان كيني يشعر بحسرة كبيرة عندما يتعرض للانتقادات من جمهور إيفرتون، لكن تقدمه البطيء مع الفريق يعود في الأساس إلى وجود المدافع الآيرلندي سيموس كوليمان، الذي كان يوما ما هو المثل الأعلى لكيني، وأصبح الآن صديقا مقربا منه.
ويتذكر كيني كيف كان يحسد اللاعبين في أكاديمية الناشئين عندما كانوا ينتقلون من فئة عمرية إلى فئة عمرية أكبر، وكان يتمنى أن يكون مثلهم. وكان كيني ضمن مجموعة من اللاعبين الشباب، الذين كانوا «يعشقون النادي»، مثل كيران دويل، الذي كون معه شراكة ثنائية قوية للغاية في الناحية اليمنى للمنتخب الإنجليزي تحت 20 عاما وقاداه للحصول على لقب كأس العالم قبل ثلاث سنوات. وكان دومينيك كالفرت ليوين، الذي انضم إليهم من شيفيلد يونايتد وهو في التاسعة عشرة من عمره، هو من سجل هدف الفوز في المباراة النهائية لكأس العالم في مرمى فنزويلا. ويشعر كيني بالسعادة البالغة لتألق كالفرت ليوين حاليا مع إيفرتون تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
يقول كيني عن كالفرت ليوين: «إنه دائما ما يمتلك كافة المقومات التي تجعله لاعبا عظيما، لكنه أصبح أقوى من الناحية البدنية في الوقت الحالي. عندما كان كالفرت ليوين صغيرا، كان يركض كثيرا عندما لا تكون الكرة معه من أجل أن يفتح لنفسه الكثير من المساحات داخل الملعب. يتعين عليك أن تتحرك باستمرار داخل الملعب، لكنني أعتقد أنه تعلم الآن أنه لا يتعين عليه أن يركض من أجل الركض، حيث أصبح الآن أكثر ذكاء فيما يتعلق بالتحرك داخل المستطيل الأخضر». ويتحدث كيني عن كالفرت ليوين بهذا الشغف لأنه يعتقد أن هناك أشياء مشتركة بينهما، حيث يقول: «إنه لاعب لديه الكثير من الثقة بنفسه أيضا، لذا لم يكن هناك شيء يدعو للقلق بشأن قدرته على العودة إلى المسار الصحيح».
جونجو كيني: حياتي كلاعب وإنسان تغيرت منذ انضمامي إلى شالكه
الظهير الأيمن لإيفرتون انضم إلى الفريق الألماني على سبيل الإعارة بعد أن مل مقاعد البدلاء
جونجو كيني: حياتي كلاعب وإنسان تغيرت منذ انضمامي إلى شالكه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة