5 % عجزاً في ميزانية بريطانيا بحلول 2024

يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية أن اقتصاد بريطانيا قد ينكمش بنسبة 13 % هذا العام بسبب إجراءات العزل (إ.ب.أ)
يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية أن اقتصاد بريطانيا قد ينكمش بنسبة 13 % هذا العام بسبب إجراءات العزل (إ.ب.أ)
TT

5 % عجزاً في ميزانية بريطانيا بحلول 2024

يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية أن اقتصاد بريطانيا قد ينكمش بنسبة 13 % هذا العام بسبب إجراءات العزل (إ.ب.أ)
يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية أن اقتصاد بريطانيا قد ينكمش بنسبة 13 % هذا العام بسبب إجراءات العزل (إ.ب.أ)

قالت صحيفة فايننشيال تايمز إن اقتصاد بريطانيا سيسجل على الأرجح عجزاً في الميزانية بنسبة خمسة في المائة من الدخل القومي في 2024. حين يكون من المقرر إجراء الانتخابات القادمة لبريطانيا، إذ سيواصل التأثير السلبي على الاقتصاد من فيروس كورونا الضغط على المالية العامة. وأضافت الصحيفة أنها استندت في حسابها للعجز إلى توقعات للنمو الاقتصادي قدمها خبراء اقتصاديون مستقلون. وأضافت أنه بينما يتوقع «مكتب مسؤولية الميزانية»، وهو هيئة مراقبة مالية مستقلة في بريطانيا، وبنك إنجلترا المركزي تعافياً سريعاً من الركود الكبير الحالي، تشير دراسة استقصائية شملت خبراء اقتصاديين مستقلين وأشرفت عليها وزارة الخزانة إلى أن الوباء سيترك ندوباً دائمة على ازدهار المملكة المتحدة والتمويل العام.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، تتوقع التكهنات تعافياً معقولاً ولكنها تتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4 في المائة في عام 2024 عما كان متوقعاً في فبراير (شباط) الماضي.
وفي المقابل، نشر كل من مكتب مسؤولية الميزانية في بريطانيا وبنك إنجلترا المركزي سيناريوهات تتنبأ بأن ضرراً مستمراً ضئيلاً سيلحق بالاقتصاد، الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه يرسم صورة متفائلة بشكل غير معقول.
وقال مكتب مسؤولية الميزانية إن اقتصاد بريطانيا قد ينكمش بنسبة 13 في المائة هذا العام بسبب إجراءات العزل التي اتخذتها الحكومة لكبح انتشار فيروس كورونا، وهو ما سيكون أعمق ركود في ثلاثة قرون. وأضاف أن الاقتراض العام في المملكة المتحدة من المنتظر أن يقفز إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.
وتوقع المكتب أن الناتج الاقتصادي في الربع الثاني وحده قد يهوي بنسبة 35 في المائة، وأن معدل البطالة قد يتضاعف إلى أكثر من المثلين ليصل إلى 10 في المائة. وأضاف أن تعافياً قد يأتي في وقت لاحق من العام إذا تم رفع القيود على الحياة العامة الرامية لإبطاء انتشار الفيروس.
وقال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك إنه «منزعج بشدة» من احتمال أن يفقد مليونا شخص وظائفهم بسبب تداعيات الفيروس. فيما أوضح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الأسواق وصالات عرض السيارات في إنجلترا ستكون قادرة على إعادة فتح أبوابها اعتباراً من مطلع يونيو (حزيران) بمجرد أن تتمكن من تطبيق الإجراءات الخاصة بمحاربة الفيروس، وذلك بهدف حماية المتسوقين والعمال.
ومن المتوقع إعادة افتتاح جميع منافذ البيع بالتجزئة الأخرى غير الضرورية، بما في ذلك المحال التي تبيع الملابس والأحذية والألعاب والأثاث والكتب والإلكترونيات، إضافة إلى الخياطين وبيوت المزادات واستوديوهات التصوير الفوتوغرافي والأسواق الداخلية، اعتباراً من 15 يونيو.
وقال جونسون أول من أمس في مؤتمر صحافي يومي في مكتبه في داونينغ ستريت إن بوسع حكومته السيطرة على انتشار الفيروس. وحث الجمهور على الخروج وإنفاق المال في المتاجر عندما يتم موعد رفع القيود.
وقال إن الحكومة تأمل في عودة الانتعاش للاقتصاد في الأشهر المقبلة.
وأكد إعلان جونسون تقريراً سابقاً لـ«بلومبرغ» بأن الحكومة كانت تخطط لرفع قيود البيع بالتجزئة الشهر المقبل.
وتتحرك الحكومة لتخفيف الإغلاق من أجل المساعدة على إعادة الاقتصاد المتوقف إلى الحركة تدريجياً، بعد أن فقد ملايين العمال وظائفهم أو تم إجراؤهم خلال ذروة تفشي فيروسات التاجية.



هل يؤكد «الفيدرالي» توقف خفض الفائدة في محضر اجتماع ديسمبر؟

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

هل يؤكد «الفيدرالي» توقف خفض الفائدة في محضر اجتماع ديسمبر؟

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أشار مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية مؤجلة حالياً بسبب تباطؤ التقدم في محاربة التضخم والاقتصاد الأميركي القوي، لكن محضر اجتماع البنك المركزي في ديسمبر (كانون الأول) قد يظهر مدى توافق هذه الرؤية بين صانعي السياسات الذين يواجهون بيئة اقتصادية غير مؤكدة مع قدوم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وبعد خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 17-18 ديسمبر، قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن صانعي السياسات قد يكونون الآن «حذرين» بشأن تخفيضات إضافية، وأشار إلى أن بعض المسؤولين بدأوا في اتخاذ قراراتهم المقبلة، كما لو كانوا «يقدون في ليلة ضبابية أو يدخلون غرفة مظلمة مليئة بالأثاث» بسبب الغموض بشأن تأثير مقترحات التعريفات والضرائب والسياسات الأخرى لترمب.

ومن المتوقع أن يساعد محضر الاجتماع، الذي سيتم نشره في الساعة 18:00 (بتوقيت غرينتش)، يوم الأربعاء، في توضيح كيفية تعامل صانعي السياسات مع تخفيضات الفائدة المستقبلية. وأظهرت التوقعات الصادرة بعد اجتماع ديسمبر أن المسؤولين يتوقعون خفضاً بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، مقارنة مع نقطة مئوية كاملة في سبتمبر (أيلول).

وقال محللون من «سيتي بنك»: «من المرجح أن يعكس المحضر وجهة النظر المتشددة نسبياً بالكامل». وأضافوا أن هذا قد يتضمن مناقشة المخاوف من أن التضخم قد يظل مرتفعاً إذا لم تبقَ أسعار الفائدة مرتفعة بما فيه الكفاية، وربما يتناول المحضر أيضاً أن معدل الفائدة المطلوب لإعادة التضخم إلى هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة قد ارتفع.

«سيكون هذا جزءاً من مبررات اللجنة التي تخطط الآن لتقليل وتيرة تخفيضات الفائدة»، كما كتب فريق «سيتي بنك».

وخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة في آخر ثلاثة اجتماعات له في عام 2024، ليصبح النطاق المرجعي للفائدة الآن بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة.

ومنذ ذلك الحين، بقيت البيانات الاقتصادية مستقرة عبر عدة مجالات مهمة، مع استمرار النمو فوق 2 في المائة، وبقاء معدل البطالة في نطاق منخفض يصل إلى 4 في المائة، بينما سجل مؤشر الأسعار المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يُعرف بمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، مؤخراً 2.4 في المائة.

وقال مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» الذين تحدثوا علناً منذ الاجتماع الأخير، إنه لا يوجد سبب للاستعجال في تخفيضات إضافية حتى يتضح أن هناك تغييراً في البيانات، مثل انخفاض واضح في التوظيف وارتفاع في البطالة، أو انخفاض مجدد في التضخم نحو هدف 2 في المائة.

على سبيل المثال، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين، الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أنه يجب على «الفيدرالي» الحفاظ على ظروف الائتمان مشددة حتى تكون هناك «ثقة حقيقية في أن التضخم قد انخفض بشكل مستقر إلى هدف 2 في المائة... ثانياً، سيكون هناك ضعف كبير في جانب الطلب في الاقتصاد».

وسيُظهر تقرير الوظائف الجديد يوم الجمعة كيف تغيّر التوظيف والأجور في ديسمبر. كما أظهر مسح منفصل لسوق العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي صدر يوم الثلاثاء، صورة عامة من الاستقرار -أو على الأقل التغير البطيء. وكانت هناك زيادة صغيرة في فرص العمل، وهو ما يُعد علامة على استمرار القوة الاقتصادية، لكن كان هناك انخفاض طفيف في التوظيف وعدد العمال الذين استقالوا طواعية، وهو ما يُعد علامات على بيئة توظيف أضعف.

ومن المحتمل أن يظهر محضر الاجتماع أيضاً مناقشات مفصلة بين مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» حول موعد إيقاف جهودهم الحالية لتقليص حجم ميزانية البنك المركزي. وبعد خفض نحو 2 تريليون دولار من حيازاتهم من السندات منذ صيف 2022، من المتوقع على نطاق واسع أن يُنهي المسؤولون هذه الجهود في وقت ما من عام 2025.

ويتوقع بعض مراقبي «الفيدرالي» أن يوفر المحضر معلومات جديدة حول نهاية ما يُعرف بتشديد السياسة النقدية الكمي.