{رينو} و{نيسان} تستبعدان الدمج مع الإعلان عن {خطة بقاء}

استبعدت شركات رينو ونيسان موتورز وميتسوبيشي موتورز الدمج، وقالت بدلاً من ذلك الأربعاء إنها ستتعاون على نحو أوثق في تطوير السيارات لخفض التكاليف وإنقاذ تحالفها المتعثر.
وتواجه الشركات الثلاث أزمة بفعل جائحة كورونا التي جاءت بينما تحاول إعادة صياغة شراكتها بعد القبض على رئيس مجلس إدارة المجموعة ومهندس الشراكة كارلوس غصن في 2018 وعزله من منصبه.
وتسبب سعي غصن لدمج نيسان ورينو في توتر العلاقات بين شركتي صناعة السيارات الفرنسية واليابانية. وقالت مصادر كبيرة لـ«رويترز» إن الخطة الجديدة تهدف لأن تكون مثل معاهدة سلام لحل التوتر المستمر منذ فترة طويلة. وقال جان دومينيك سينار رئيس رينو في مؤتمر صحافي للإعلان عن استراتيجية التحالف: «لا توجد خطة لدمج شركاتنا... نموذجنا اليوم فريد للغاية... لا نحتاج اندماجا لنكون أكفاء».
وصعد سهم رينو بنحو 20 في المائة بعد هذه الإعلانات. وتهدف الشركات إلى تحقيق وفورات عن طريق مشاركة الإنتاج على نحو أكثر منهجية وفقا لنظام يُطلق عليه القائد – التابع، حيث ستتولى واحدة من الشركات القيادة لنوع معين من السيارات ونطاق جغرافي، فيما ستحذو الشركتان الأخريان حذوها.
وتأمل رينو ونيسان، اللتان تكبدتا خسائر في العام الماضي، أن تساهم إعادة تنشيط تحالفهما في كبح التكاليف والسماح لهما أيضاً بالتفوق على المنافسين في مجالات مثل السيارات الكهربائية. وتملك رينو 43 في المائة من نيسان، بينما تملك نيسان 15 في المائة من شركة صناعة السيارات الفرنسية، لكن دون حقوق تصويت. وقاوم المسؤولون التنفيذيون بنيسان بشدة سعى غصن لاندماج شامل.
ولم تذكر الشركات سوى القليل من التفاصيل بشأن كيفية تنفيذ إعادة الهيكلة في المدى القريب إذ يواجه قطاع صناعة السيارات تداعيات جائحة كورونا وضغوطاً لتصنيع سيارات أقل تلويثاً للبيئة. وقالت الشركات في بيان مشترك إنها تهدف لتصنيع نصف إنتاجها من السيارات بموجب نهج القائد - التابع الجديد بحلول 2025 وتأمل أن تخفض الاستثمارات لكل طراز بما يصل إلى 40 في المائة للسيارات في إطار الخطة.
ومن المتوقع خفض نطاق السيارات المصنعة بنسبة 20 في المائة بحلول 2025 رغم أن الشركات لم تذكر عدد الوظائف التي ستلغى في إطار تحويل الإنتاج. وقالت الشركات إن نيسان ستتولى الآن القيادة في اليابان والصين وأميركا الشمالية، فيما ستكون رينو القائدة في أوروبا وروسيا وأميركا الجنوبية وشمال أفريقيا، وستكون ميتسوبيشي مسؤولة في جنوب شرقي آسيا وجزر وسط وجنوب المحيط الهادي. وستشمل خطط إنتاج التحالف الجديدة استخدام المزيد من المكونات والتصميمات المشتركة.
وقال هادي زبليط الأمين العام للتحالف للصحافيين: «الاستراتيجية السابقة كانت تركز على النمو والحجم... نحن نركز قدر المستطاع على التنويع في الطرز من أجل تحقيق النمو». وأضاف: «اليوم لدينا نطاق مشاركة أعلى بكثير بين العلامات التجارية». وقال سينار إن الخطة الجديدة ستحقق وفورات تصل إلى 20 في المائة في بعض المجالات ومنها مشاركة التكنولوجيا.
وصرح كلوتيلد ديلبوس الرئيس التنفيذي المؤقت لرينو بأن هناك الآن «تغييراً في روح» التحالف الثلاثي. وبموجب الخطة، ستكون نيسان مسؤولة عن تطوير المركبات الرياضية متعددة الأغراض (إس يو في)، بينما ستظل رينو الرائدة في مجال المركبات التجارية الخفيفة.
وستتولى كل من رينو ونيسان زمام المبادرة في عناصر رئيسية للتكنولوجيا الابتكارية. وستركز نيسان على تطوير المركبات ذاتية القيادة، بينما ستقود رينو في مجال النظام الأساسي للسيارات الكهربائية الإلكترونية.
وأفاد تقرير نشرته «لو فيغارو» الثلاثاء بأن رينو بصدد الإعلان عن خطط لخفض خمسة آلاف وظيفة بحلول 2024 في مسعاها لتوفير ملياري يورو (2.20 مليار دولار) من التكاليف.
وقالت الصحيفة إن الشركة، التي لا تزال تنتظر وضع اللمسات الأخيرة على قرض مزمع من الدولة بقيمة خمسة مليارات يورو والمرهون بمحادثات بين الإدارة ونقابات عمالية بشأن قوة العمل والمصانع في فرنسا، لن تلجأ إلى التسريح التام.
وأضافت «لو فيغارو» أن رينو ستعطي أولوية «لعدم الإحلال محل الموظفين الذين يعتزمون التقاعد». وامتنعت رينو عن التعقيب على تقرير «لو فيغارو» عندما تواصلت معها «رويترز».
وذكرت «رويترز» الاثنين أن رينو، التي بلغت قوة العمل الكبيرة لديها 48 ألفا و500 في فرنسا حتى 2019، قد تكشف يوم الخميس عن خفض وظائف وإغلاق مصانع في إطار خطتها لتوفير التكاليف.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن خطة بقيمة ثمانية مليارات يورو لجعل فرنسا أكبر منتج للسيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة في أوروبا، وناشد شركات صناعة السيارات الفرنسية لصناعة السيارات داخل بلادها.