أعلن قائد ومهاجم نادي واتفورد الإنجليزي، تروي ديني، أنه لن يعود للتدريبات، بعدما وافقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على العودة للتدريبات في مجموعات صغيرة. وقال ديني إنه قلق من أن احتمالات موت أصحاب البشرة السمراء جراء الإصابة بفيروس «كورونا» في المملكة المتحدة أعلى بأربع مرات من المواطنين الأصليين. كما أشار ديني إلى أنه بحاجة لحماية نجله البالغ من العمر خمسة أشهر، والذي يعاني من صعوبات في التنفس. وقال اللاعب الإنجليزي: «انتقال العدوى لأي مجموعة لا يتطلب سوى إصابة شخص واحد فقط، ولا أريد أن أنقل الفيروس إلى منزلي».
وقال مكتب الإحصاء البريطاني في وقت سابق إن الرجال السود أكثر عرضة للموت نتيجة أسباب تتعلق بفيروس «كورونا» من نظرائهم البيض بنسبة 4.2%. ونحو ثلث لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من أصول آسيوية وأفريقية وأقليات عرقية أخرى. وقال ديني: «لا أستطيع قص شعري حتى منتصف يوليو (تموز) لكني أستطيع دخول منطقة الجزاء في ظل وجود 19 شخصاً فيها والقفز لتنفيذ ضربة رأس. لا أفهم كيف يمكن ذلك. لا يستطيع أحد الإجابة عن هذه الأسئلة ليس لأنهم لا يريدون ذلك بل لأنهم ليس لديهم معلومات».
ورغم أن مخاوف ديني كانت مفهومة بعض الشيء، فإنه كان يتم النظر إليه في ذلك الوقت على أنه يتعامل مع الأمر بحساسية شديدة. ولم يتم شرح الأسباب وراء ارتفاع عدد الوفيات بين أصحاب البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية، لكنّ الأشخاص الذين ينتمون لأقليات عرقية يوجدون بأعداد كبيرة في العديد من الفئات المعرّضة لخطر كبير، مثل العاملين في الصناعات الحيوية، بما في ذلك الصحة والنقل والمواصلات وشركات البيع بالتجزئة، كما يعيشون في مناطق تعاني من الحرمان الشديد وفي منازل مزدحمة، كما لا يحصلون على رعاية صحية جيدة.
وعلاوة على ذلك، فإن أصحاب البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية أكثر عرضة في أغلب الأحوال للعمل في وظائف منخفضة الأجر، وأقل قدرة على العمل من المنزل، وبالتالي فهم مضطرون لأسباب مالية لتعريض أنفسهم لخطر الإصابة بالعدوى، أو للعيش مع شخص ما مصاب بالفيروس. لكنّ ديني ليس كذلك، ولا تنطبق عليه الأشياء التي أشرنا إليها سابقاً، أو على أي شخص لديه المساحة والوسائل والظروف التي تؤهله للعيش في معزل عن الآخرين. وتجب الإشارة أيضاً إلى أن معظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز هم في مأمن من الإصابة بالفيروس قدر الإمكان.
وقد أجرى الدوري الإنجليزي الممتاز اختبارات على 748 شخصاً من اللاعبين والعاملين في 19 نادياً من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ووجد أن ستة منهم قد أُصيبوا بفيروس «كورونا». وكان من بين هؤلاء المصابين الستة ثلاثة من نادي واتفورد، بما في ذلك مدافع الفريق إيدي ماريابا. ويجب أن نشير إلى أن إصابة ستة فقط من بين 748 شخصاً هو شيء إيجابي وجيد، وهو الأمر الذي عكسه حتى العنوان الرئيسي لصحيفة «الغارديان» الذي جاء يقول: «ستة اختبارات إيجابية فقط».
لكن يجب أن نتفق أيضاً على أن هذه مجرد عيّنة صغير نسبياً، وبالتالي يجب اتباع عدد من التحذيرات من أجل السيطرة على تفشي الفيروس، لكن في الحقيقة لم يكن من المتوقع أن يصاب 0.8% على الأقل من اللاعبين والعاملين في أندية الدوري الممتاز بفيروس «كورونا» - بعد ثمانية أسابيع من بدء الإغلاق في المملكة المتحدة (وبالنظر إلى دقة اختبار العينة، يمكن أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من المعلن عنه). وفي نادي واتفورد، كان نحو 7.5% من الذين تم اختبارهم مصابين بالفيروس، وهو الأمر الذي يجعل مخاوف ديني تبدو معقولة ومبررة تماماً، بل وربما حتى أقل من المخاوف الطبيعية التي يجب أن يشعر بها أي شخص في مكانه!
ومؤخراً، نشر مكتب الإحصاءات الوطنية نتائج مؤقتة لمسح العدوى الذي أجراه بالشراكة مع جامعات أكسفورد ومانشستر، وهيئة الصحة العامة في إنجلترا، ومؤسسة «ويلكوم ترست». وكانت نتائج المسح تشير إلى أنه خارج المستشفيات ودور الرعاية، خلال الفترة بين 27 أبريل (نيسان) و10 مايو (أيار)، كان هناك نحو 148 ألف شخص في إنجلترا مصاب بفيروس «كورونا» في وقت واحد، أي ما يقرب من 0.26% من إجمالي عدد السكان. وكان التقدير الأعلى لأعداد المصابين هو 222 ألف شخص، أو ما يعادل 0.41% من إجمالي عدد السكان. ومع استمرار الشعور بتأثير إجراءات الإغلاق، وعدم الشعور حتى الآن بتأثير عودة الكثير من الأشخاص إلى العمل، كان يجب أن ينخفض هذا العدد منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، كان عدد الحالات الإيجابية في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الاختبارات التي أُجريت يتجاوز ضعف المتوسط في إنجلترا التي وصل فيها عدد المصابين إلى 451,500 شخص –كما يقترب من نسبة الـ1.33% التي وجدها مكتب الإحصاءات الوطنية بين أولئك الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية والذين يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى أو الأشخاص الذين تجبرهم وظائفهم على مواجهة أعلى مستوى ممكن من المخاطر.
إننا نعلم بالفعل أن ثلاثة لاعبين من نادي برايتون قد أُصيبوا بفيروس «كورونا»، وهو ما يعني أنهم يشكّلون نحو 10.7% من قائمة الفريق التي تضم 28 لاعباً. وحتى إذا لم يكن هناك لاعبون آخرون قد أصيبوا بالفيروس من دون أن يخضعوا للاختبارات، فإن هذا يعني أن الفريق الأول لبرايتون قد واجه حالة تفشٍّ للفيروس مماثلة لما حدث في العاصمة الإسبانية مدريد أو ما يصل إلى نسبة 10% التي أُصيبت بالفيروس في إقليم لومباردي الإيطالي.
ورغم ذلك، من المهم ألا نشعر بالفزع بسبب نتائج عينات صغيرة نسبياً، وأن نشير إلى أن 16 من أصل 19 نادياً خضعت للاختبار لم تظهر فيها أي حالة إيجابية، وأن ندرك أن إصابة أي لاعب بالفيروس لا يعني أنه كان يقيم حفلات صاخبة وينقل الفيروس إلى عدد كبير من الناس من حوله!
مدافع واتفورد أدريان ماريابا الذي كان من بين الأشخاص الستة المصابين بالعدوى في الجولة الأولى من الفحوص التي أُجريت ما بين 17 و18 مايو قال لصحيفة «التليغراف»: «إنني أفكر كثيراً وأحاول جاهداً أن أعرف من أين انتقل لي هذا الفيروس. لقد كان الأمر مفاجئاً للغاية بالنسبة لي لأنني لم أغادر المنزل في حقيقة الأمر، باستثناء القيام ببعض التمرينات الرياضية والتجول مع الأطفال».
ويبدو أن هذا الفيروس قوي جداً ولديه القدرة على إصابة حتى الأشخاص الأكثر حيطة وحذراً، وهو ما يعني أن بعض، وربما كل، لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز الستة الذين تم الإعلان عن إصابتهم بالفيروس كانوا سيئي الحظ في واقع الأمر. لكن من المؤكد أن نستنتج من هذه الأرقام أن الفيروس لا يزال أكثر انتشاراً مما كنا نعتقد، أو أن بعض اللاعبين والمديرين الفنيين ليسوا في حالة تأهب بالشكل الذي تطالب به الحكومة.
تمرد في واتفورد على العودة للتدريبات
مخاوف تروي ديني تبدو مبرَّرة وطبيعية بعد إصابة بعض اللاعبين بـ {كورونا}
تمرد في واتفورد على العودة للتدريبات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة