صباح.. الأسطورة يغيبها الموت عن 87 سنة

صباح.. الأسطورة يغيبها الموت عن 87 سنة
TT

صباح.. الأسطورة يغيبها الموت عن 87 سنة

صباح.. الأسطورة يغيبها الموت عن 87 سنة

استمرت الفنانة اللبنانية صباح التي غيبها الموت فجر اليوم (الأربعاء)، عن 87 سنة، تقاوم الشيخوخة بالغناء والحفاظ على أناقتها واستمرارية حضورها الإعلامي، حتى الرمق الأخير، وذلك بعد أن طبعت أغنياتها وأعمالها المسرحية والسينمائية تاريخ الفن اللبناني والعربي على مدى أكثر من 60 عاما.
وتوفيت صباح فجر اليوم بفندق في بعبدا قرب بيروت، حيث كانت تقيم، حسب ما أفاد به مدير أعمالها جوزيف غريب لوكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء في بيان النعي: «بفرح كبير، وتلبية لرغبتها نقابة الفنانين المحترفين في لبنان وعائلة الفغالي تعلنان رحيل الأسطورة شحرورة لبنان صباح (جانيت الفغالي)».
وأضاف البيان: «يحتفل بالصلاة لراحة نفسها الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد في الثلاثين من نوفمبر (تشرين الثاني) في كاتدرائية مارجرجس المارونية وسط بيروت، ويوارى جثمانها في الثرى في مسقط رأسها بدادون» في جبل لبنان.
ولدت صباح أو جانيت فغالي في بلدة بدادون اللبنانية شرق بيروت في 10 نوفمبر 1927، وكانت الثالثة بين إخوتها. أحبت الغناء والتمثيل منذ طفولتها، واكتشف عمها موهبتها وعذوبة صوتها الجبلي.
وارتبط اسم صباح بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية، وفي سجلها أكثر من 3 آلاف أغنية.
غنت صباح التراث اللبناني والحب والوطن لكبار الشعراء والملحنين في العالم العربي، بينهم محمد عبد الوهاب وزكي ناصيف والأخوان رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي وجمال سلامة وسواهم.
ومن أغنياتها المعروفة التي لا يزال يرددها الكبار والصغار «تعلى وتتعمر يا دار» و«دخل عيونك حاكينا» و«جيب المجوز يا عبود» و«ساعات ساعات» و«عالضيعة».
وصباح التي لقبت بـ«الشحرورة» و«الأسطورة»، هي أول فنانة لبنانية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف السبعينات. كما اعتلت خشبات مسارح عالمية أخرى كارناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وألبرت هول في لندن، وغنت على مسارح لاس فيغاس في الولايات المتحدة.
وبفضل المنتجة اللبنانية الأصل آسيا داغر، دخلت صباح السينما المصرية في عام 1943 وأطلت في فيلم عنوانه «القلب له واحد» للمخرج هنري بركات.
وتوالت بطولات صباح السينمائية حتى شاركت في نحو 85 فيلما مع كبار الممثلين، بينهم رشدي أباظة الذي تزوجته لفترة وجيزة، وأحمد مظهر، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش. وكانت تعتبر أن أفضل أدوارها السينمائية كان فيلم «الأيادي الناعمة».
كما أطلت صباح في 27 مسرحية بينها «موسم العز» و«دواليب الهوا» و«القلعة» و«الشلال» و«فينيقيا» و«شهر العسل» و«ست الكل» و«وادي شمسين». و«كنز الأسطورة» هي آخر مسرحية قدمتها مع زوجها السابق فادي لبنان.
وحملت صباح، إضافة إلى الجنسية اللبنانية، 3 جنسيات أخرى هي المصرية والأردنية والأميركية.
وكانت صباح على صلة وثيقة بعدد من الرؤساء والملوك العرب الذين قدروا فنها. وكانت صديقة لأسرة عاهل الأردن الراحل الملك حسين.
وعرفت صباح بكرمها، وكانت تنفق المال بسخاء على من تحب وتساعد من يحتاج، لذلك كان يطلق المقربون منها عليها لقب «مدام بنك».
وكانت صباح رمزا للأناقة، وعرفت بشعرها الأشقر الغزير المتدلي على كتفيها حتى ارتبطت تسريحتها باسمها، وكانت تردد «أتمنى إذا خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي».
وعلى الرغم من تقدمها في السن، رفضت أن تشيخ وأن تعتزل الغناء، واستمرت في إجراء المقابلات والمشاركة في الاحتفالات الفنية. ومن آخر أغنياتها «شو فيها الدني» التي صوّرت بطريقة الفيديو كليب.
كانت صباح تعبر عن سعادتها لحصولها على جوائز تكريمية عدة خلال سنوات حياتها الأخيرة. وكرمها رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط أكبر، ضمن مهرجانات بيت الدين 2011.
وكان عرض في العام نفسه مسلسل «صباح» الذي أثار جدلا حول دقة سرده لمحطات معينة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.