ليبرمان: نتنياهو مستعد لجر إسرائيل إلى حرب أهلية

TT

ليبرمان: نتنياهو مستعد لجر إسرائيل إلى حرب أهلية

هاجم رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية تصريحاته ضد «سلطات تطبيق القانون» في الجلسة الافتتاحية لمحاكمته، يوم الأحد، وقال إن استعراض نتنياهو مذهل، وإنه «مستعد لأن يجر إسرائيل إلى حرب أهلية».
وتابع ليبرمان في حديث إذاعي مع «هيئة البث الرسمية»: «لم يكن هناك أي شيء في خطاب نتنياهو سوى التفريق والتحريض. هو يقول أمراً وينفذ عكسه. أتمنى لنتنياهو الخروج بريئاً، لكن ما يحدث أنه يقوم بتفريق الشعب، بدلاً من توحيده».
هجوم ليبرمان يضاف إلى موجة أخرى من الانتقادات الحادة التي طالت نتنياهو على خلفية اتهامه للنيابة والشرطة ومحامين والمستشار القانوني للحكومة أفيحاي ماندلبليت، بتلفيق الاتهامات من أجل إسقاطه مع اليمين الإسرائيلي، وقوله: «ما يحدث هو محاولة لإفشال رغبة الشعب، محاولة لإسقاطي ومعسكر اليمين». وطالب نتنياهو في كلمته التي وجه خلالها اتهامات إلى النظام القضائي، بالكشف عن الملف الذي بعثت به وزارة القضاء إلى مراقب الدولة قبل 3 سنوات والذي «أقر أنه لم يكن هناك خلل بقراراته المتعلقة بالموضوع المركزي للائحة الاتهام». إضافة لذلك، تساءل نتنياهو: «هل قرر المستشار القضائي للحكومة تقديم لائحة اتهام له بسبب تسجيلات سرية ضده؟».
ورفض المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية تصريحات نتنياهو، وقال في بيان إن رئيس الحكومة يحاكم في الملفات «1000» و«2000» و«4000»، وإن الادعاء العام سيدير العملية في هذه الملفات مثل أي ملف آخر، بشكل مهني ومباشر في أروقة المحكمة فقط.
وكان رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، قد هاجم نتنياهو على خلفية اتهاماته، وقال إنه «يحاول أن يقودنا إلى حرب أهلية، وممنوع أن يستمر بمزاولة مهامه. محاكمة نتنياهو بدأت بتحريض جامح ضد سلطة القانون. هو يعرف أن هذا سينتهي بعنف ولكن لا يهمه».
وهوجم نتنياهو من قبل آخرين بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، الذي قال إن نتنياهو مستعد لأن يحرق إسرائيل شرط ألا يتم اعتقاله. وشبه أولمرت في تصريحات صحافية نتنياهو بـ«العراب المحاط بعصابة إجرامية من وزراء حزب الليكود»، في إشارة إلى أحد الأفلام الأميركية. وأضاف: «رأيت خطاب نتنياهو قبل الجلسة، وشعرت أنه مشهد من فيلم (العراب) God father. رئيس منظمة إجرامية محاط بأشخاص ينفذون الأوامر. ما حدث كان أعمال شغب قام بها مجرمون برئاسة نتنياهو».
وكان أولمرت تنحى عام 2009 عن السلطة بعدما أوصت الشرطة بتوجيه الاتهام إليه بالفساد، وحوكم فيما بعد وأدين بتلقي الرشى وحكم عليه بالسجن 18 شهراً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.