كيف يؤثر العزل المنزلي في جودة عملك؟

فيروس كورونا دفع ملايين الأشخاص للعمل من المنزل (رويترز)
فيروس كورونا دفع ملايين الأشخاص للعمل من المنزل (رويترز)
TT

كيف يؤثر العزل المنزلي في جودة عملك؟

فيروس كورونا دفع ملايين الأشخاص للعمل من المنزل (رويترز)
فيروس كورونا دفع ملايين الأشخاص للعمل من المنزل (رويترز)

بعد الانتشار السريع لفيروس «كورونا» المستجد، بات عشرات ملايين الأشخاص حول العالم مضطرين للعمل من المنزل كإجراء وقائي للسيطرة على تفشي الفيروس.
ووفق دراسات علمية نشرت بين عامي 2015 و2016. فإن إنتاجية الفرد في حال إنجاز العمل من المنزل، قد تزيد بنسبة من 13 إلى 20 في المائة، وأرجعت الدراسات هذه الفرضيات إلى انخفاض فترات الراحة التي يحرص الموظف على الحصول عليها في مكان العمل التقليدي.
وفي هذا السياق، ذكرت شبكة «بي بي سي» البريطانية عددا من الفوائد التي قد تعود على الأفراد جراء عملهم أثناء وجودهم في العزل المنزلي.
وهذه الفوائد هي:
- تطوير قدرتك على حل المشكلات:
تقول العديد من الدراسات النفسية بأن التواصل عن بعد مع زملاء العمل يساعد الشخص على تطوير قدرته على التفكير وحل المشكلات بمفرده، في حين أن التواصل وجها لوجه في مكان العمل يؤدي إلى الحد من «الذكاء الجماعي» (قدرة الفريق المشتركة على حل المشكلات).
- القدرة على الاستنتاج:
لاحظ عدد من الباحثين من جامعة بوسطن الأميركية أن قدرة الشخص على استنتاج سبب مشكلة أو أزمة بعينها وتوقع حدوث أزمة فيراها تزيد عند وجوده بمفرده دون الاختلاط بباقي أعضاء فريقه.
وأجرى الباحثون دراسة على 51 شخصا، حيث طلبوا منهم ممارسة لعبة على الإنترنت مستعارة من أحد فرق البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، حيث يقوم المشاركون في اللعبة بالتنبؤ بوقت ومكان وقوع حادث إرهابي «خيالي»، بالبحث الجيد وجمع الأدلة من الأحداث السابقة المشابهة.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، بعضها سمح لها بمشاركة استنتاجاتها أولا بأول مع بعضها البعض عن طريق مجموعات دردشة، والبعض الآخر لم يسمح لهم بمشاركة بياناتهم مع أحد.
ووجد الباحثون أن قدرة الأشخاص على الاستنتاج الصحيح تزيد بشكل ملحوظ أثناء تفكيرهم بمفردهم.
- الإبداع في العمل:
قال باحثو جامعة بوسطن إن قدرة الأشخاص على الإبداع في عملهم وإيجاد أفكار مميزة ومبتكرة يزيد أثناء وجودهم بمفردهم، في حين أن وجودهم في وسط مجموعات يجعل أفكارهم في الأغلب ضعيفة ومتواضعة حيث يتسبب زحام الأفكار في تشتيت مقترحاتهم وطريقة تفكيرهم.
- خلق مشاعر الحماس:
قالت دراسة أجراها باحثون من جامعة كارنيغي ميلون الأميركية إن الاتصال القصير مع زملاء العمل يساعد في خلق مشاعر الحماس تجاه المهام التي يؤديها الفرد، وإتمامها في أحسن شكل ممكن.
وتابعت الدراسة أن تركيز الشخص يزيد مع قلة المحادثات التي تتم حوله، وأنه كلما قل تشتت الفرد أصبح أقل توترا وأكثر حماسا في أداء مهامه.
ونصحت الدراسة بالتقليل من المحادثات المباشرة والمقابلات التي يتم إجراءها على تطبيق زووم كلما أمكن ذلك، والاعتماد على البريد الإلكتروني بدلا منهم.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».