أنقرة تبدي رغبتها بـ«حل سياسي» في إدلب

سوريون يتظاهرون قرب نقطة عسكرية تركية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون يتظاهرون قرب نقطة عسكرية تركية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أنقرة تبدي رغبتها بـ«حل سياسي» في إدلب

سوريون يتظاهرون قرب نقطة عسكرية تركية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون يتظاهرون قرب نقطة عسكرية تركية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده تبذل ما في وسعها للتوصل إلى حل سياسي في إدلب. وأضاف أكار، خلال جولة تفقدية للوحدات العسكرية بوسط البلاد رفقة قادة القوات المسلحة، أمس (الاثنين)، إن تركيا تبذل الجهود لتأمين وقف إطلاق نار دائم في إدلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا، الموقع في موسكو، في 5 مارس (آذار) الماضي.
ولفت الوزير التركي إلى أن هناك «بعض الانتهاكات الصغيرة، لكن المشهد العام يظهر الالتزام بوقف إطلاق النار»، مضيفاً أنه في أعقاب الاتفاقية المبرمة بين أنقرة وموسكو، عاد قرابة 300 ألف سوري إلى مناطقهم التي نزحوا منها في إدلب.
وقال أكار، إن القوات التركية قامت بـ«تحييد» 1458 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا وعناصر «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، مؤكداً استمرار العمليات في هذا الصدد.
في غضون ذلك، واصل الجيش التركي الدفع بالتعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا. ودخل، صباح أمس، رتل عسكري جديد يضم عشرات الآليات، من معبر كفر لوسين الحدودي مع محافظة هطاي جنوب تركيا، وتوجه إلى نقاط المراقبة المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
بالتوازي، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن ضابط استخبارات تركياً أبلغ سكاناً في منطقة عفرين السورية، بقرب التخلص من قادة وعناصر من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا بإرسالهم إلى ليبيا، للقتال ضمن صفوف الميليشيات التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج، واستبدالهم بعناصر من القوات التركية.
وقال «المرصد» إن أنقرة تعتزم إرسال غالبية مقاتلي الفصائل في عفرين إلى طرابلس، بعدما أثاروا استياء سكان المنطقة، بسبب ممارساتهم الفاسدة واعتداءاتهم المتواصلة على الأهالي، ونشر قوات تركية، وتسليمها زمام الأمور في عفرين بالكامل.
وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على عفرين عبر عملية عسكرية باسم «غصن الزيتون»، انتهت في مارس (آذار) 2018، واستهدفت «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في المنطقة، واعتمدت على الفصائل الموالية لها في السيطرة عليها تحت قيادة عناصر من القوات التركية.
وواجهت الفصائل مقاومة من سكان عفرين، بسبب ممارسات فاسدة وفرض إتاوات على التجار بالمنطقة، ما أدى إلى اندلاع موجات من الاحتجاجات.
ونقل «المرصد» عن مصادر، لم يحددها، أن ضباط استخبارات على حاجز «زيارة حنان» في منطقة عفرين، أبلغ مجموعة من المواطنين الأكراد أنه سيتم قريباً نقل هؤلاء المقاتلين، بسبب ممارساتهم الفاسدة، وتأليبهم المواطنين في عفرين على القوات التركية بسبب تلك الممارسات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.