بعد لمعانها على الشاشة.. ديكورات أفلام هوليوود تسجل نجاحا في المزادات العالمية

بعض أفلام العصر الذهبي لهوليوود تحمل بريقا خاصا لم يخفت رغم مرور السنين وظلت في الذاكرة بكل تفاصيلها، فن لا يذكر شخصية ريت بمتلر التي قام بها الممثل كلارك غيبل في «ذهب مع الريح» أو شخصية دوروثي التي قامت بها الممثلة جودي غارلاند في «ساحرة أوز» أو همفري بوغارت وإنغريد بيرغمان في «كازابلانكا».
بالنسبة للبعض تحول الشغف بتلك الأفلام إلى دافع لاقتناء بعض من القطع التي استخدمت في الديكور أو الملابس التي ارتداها أبطال تلك الأفلام. ومن الطبيعي أن تحقق تلك القطع أرقاما قياسية لدى بيعها. وهذا ما حدث مع كثير من المزادات التي تخصصت في بيع قطع من أرشيفات استوديوهات هوليوود وحدث أيضا بالأمس في نيويورك في مزاد دار بونامز الذي أقامته بالتعاون مع محطة «تي سي إم» للأفلام الكلاسيكية تحت عنوان «لا يوجد مكان مثل هوليوود» وقدمت من خلاله مجموعة ضخمة من ملصقات الأفلام وملابس لشخصيات شهيرة وأيضا بعض القطع التي استخدمت في تصوير تلك الأفلام من بينها نحو 30 من فيلم «كازابلانكا». وضم المزاد فساتين لغريس كيللي وماريلين مونرو وجودي غارلاند وريتا هايوورث وسترة ارتادها كلارك غايبل في «غون ويذ ذي ويند» (ذهب مع الريح).
القطعة التي حققت مبلغا قياسيا في هذا المزاد كانت البيانو الذي ظهر في معظم لقطات فيلم «كازابلانكا» لهمفري بوغارت وإنغريد بيرغمان. ذلك البيانو الذي شهد عزف أغنية من كلاسيكيات الأغاني العاطفية «آز تايم غوز باي (مع مرور الوقت)» التي أداها دولي ويلسون أو «سام» كما يظهر في الفيلم. وتم بيع البيانو بمبلغ 3.4 مليون دولار. الطريف أن البيانو حمل في أسفل لوحة المفاتيح قطعة علك ظلت في مكانها خلال أكثر من 60 عاما ولم يعرف من تركها هناك إلى درجة أن البائع وهو طبيب أسنان في لوس أنجليس حاول الوصول إلى بصمات عليها ليعرف إن كان المغني دولي ويلسون قد تركها هناك.
من جانبها قالت كاثرين ويليامسون مديرة قسم التكارات الفنية بصالة بونامز إن «البيانو يحمل أهمية خاصة كونه أيضا كان جزءا مهما من تطور الحبكة في الفيلم»، وأضافت في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» «إذا كانت هناك قواعد لجمع متعلقات الأفلام فلا بد أن تضم عدة عناصر أولها أهمية الفيلم وأهمية القطعة في سير الفيلم وعدد النسخ من تلك القطعة». وتابعت أن «الفيلم له مكانة خاصة كونه فيلما محبوكا، ويحمل قصة قوية وأداء متميزا وأيضا البيانو كان جزءا لا يتجزأ من الفيلم، حيث إن بوغارت استخدمه كمكان مضمون لإخفاء أوراق مهمة تسهل سفر حبيبته السابقة بيرغمان من كازابلانكا. وإلى جانب البيانو بيعت تلك الأوراق التي عرضت أيضا للبيع في المزاد وحققت أكثر من 118 ألف دولار، إضافة إلى أبواب المقهى في الفيلم (ريكس كافيه)». التي بيعت بمبلغ 115 ألف دولار إضافة إلى ثريات وبعض المقاعد التي ظهرت في الفيلم.
وحاز فيلم «كازابلانكا» الذي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية في مدينة الدار البيضاء، عام 1944 على أوسكار أفضل فيلم. وهو يعتبر ثالث أهم فيلم أميركي في التاريخ وراء «سيتيزن كاين» و«ذي غودفاذير» (العراب) على ما تفيد مؤسسة «أميركان فيلم إنستيتوت».
كما ضم المزاد بعض القطع من فيلم «ساحرة أوز» منها البدلة التي ارتداها الأسد الجبان حصدت 3 ملايين دولار، وكانت تلك القطع قد ظهرت في مزاد أقامته استوديوهات «إم جي إم» في عام 1970 لبيع متعلقات الأفلام التي أنتجتها.
ومن القطع الأخرى التي قدمها المزاد بعض الملابس التي ارتداها الممثلون في أفلام شهيرة مثل «نورث باي نورثويست» من بطولة كاري غرانت وبدلة ارتداها كلارك غيبل في «ذهب مع الريح» ومتعلقات من فيلم «امرأة جميلة».