وساطة قبلية تنجح في إبرام هدنة بين قوات «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين

أدخنة تتصاعد من مسافة بعيدة خلال المواجهات العسكرية بين «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين (أ.ف.ب)
أدخنة تتصاعد من مسافة بعيدة خلال المواجهات العسكرية بين «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين (أ.ف.ب)
TT

وساطة قبلية تنجح في إبرام هدنة بين قوات «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين

أدخنة تتصاعد من مسافة بعيدة خلال المواجهات العسكرية بين «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين (أ.ف.ب)
أدخنة تتصاعد من مسافة بعيدة خلال المواجهات العسكرية بين «الشرعية» و{الانتقالي» في أبين (أ.ف.ب)

دخلت هدنة قصيرة الأجل رعاها شيوخ للقبائل، في محافظة أبين، بين القوات الحكومية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي حيز التنفيذ، بعد نحو أسبوعين من المواجهات الدامية بين الطرفين، دون تحقيق تقدُّم فعلي من أي طرف.
وبعد يوم على أعنف المواجهات التي قُتل خلالها العميد محمد صالح العقيلي، قائد اللواء 153 في القوات الحكومية، نجح وسطاء قبليون في إبرام هدنة قصيرة خلال أيام عيد الفطر المبارك، رغم استمرار الحشود من قبل الطرفين إلى خطوط التماس في قرية الشيخ سالم القريبة من عاصمة المحافظة، حيث دفع المجلس الانتقالي بمزيد من قواته إلى الجبهة، وبالمثل، واصلت الحكومة إرسال مزيد من القوات إلى هناك، حيث تسعى للالتفاف على تحصينات قوات المجلس الانتقالي في الجزء الساحلي من المنطقة والدخول من جهة منطقة الطرية، نحو مدينة خنفر المجاورة لمدينة زنجبار.
ووفق ما أكدته مصادر قبلية في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط»، فإن شيوخ قبائل المراقشة في المحافظة التقوا مع القادة الميدانيين للطرفين وعرضوا هدنة قصيرة لمدة ثلاثة أيام بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي يتم خلالها وقف القتال بشكل كامل في منطقة الشيخ سالم وطرية ونواحيها وأن الطرفين وبعد تواصلهما مع قيادتهما وافقا على المقترح ودخلت الهدنة حيز التنفيذ من ساعات الصباح الأولى ليوم الأحد.
الوسطاء ذكروا أن الهدنة قابلة للتمديد في حال التزم الطرفان بعدم خرق وقف إطلاق النار خلال الأيام الثلاثة الحالية التي من المقرر أن تنتهي يوم غد (الثلاثاء)، وأن التمديد سيكون أيضاً بموجب موافقة جديدة من قادة الطرفين على أن يتولى الوسطاء مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار والتدخل فوراً لمعالجة أي انتهاك للاتفاق للحفاظ عليه ومنع انهياره وبما يساعد السكان والمزارعين في تلك المناطق على قضاء أيام عيد الفطر بعيداً عن القتال وليتمكنوا من الوصول إلى مزارعهم.
وبموجب الاتفاق، فإنه وإلى جانب وقف كامل للأعمال القتالية بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي سمح بحركة السيارات وتنقل السكان بالاتجاهين نحو مدينة زنجبار عاصمة المحافظة التي تسيطر عليها قوات المجلس الانتقالي، ومدينة شقرة التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية، كما سمح للمزارعين والنحالين تحديداً بالوصول إلى مناحلهم ومزارعهم في مناطق المواجهات، كما سمح للبدو بالوصول إلى مناطقهم، على أن البند الثالث من الاتفاق ينص على السماح لمؤسسة الكهرباء بالدخول إلى مناطق المواجهات وإعادة إصلاح خطوط نقل الطاقة من عاصمة المحافظة إلى مدينة شقرة التي قطعت خلال المواجهات بين الطرفين والتي بدأت.
وذكرت مصادر محلية أن حالة من الهدوء سادت خطوط المواجهة صباحاً وحتى ساعة متقدمة من مساء الأحد، بعد مواجهات عنيفة في نواحي منطقة طرية الداخلية، حيث غيرت القوات الحكومية من خطتها للتقدم نحو مدينة زنجبار عبر الطريق الساحلية وتوجهت نحو الداخل مستهدفة التقدم من مديرية خنفر، وهي أكبر المديريات، من حيث عدد السكان نحو مدينة جعار التي لا تبعد عن مدينة زنجبار عاصمة المحافظة سوى 16 كيلومتراً.
وفيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الحكومي، قال نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، إن قوات الانتقالي ملتزمة بالهدنة التي تم التوصل إليها، في حال التزام الطرف الآخر بها. وأضاف: «من جانبنا نحن بحالة دفاع عن النفس، وملتزمون بأي جهود للتهدئة، وندعم الجهود القبلية للهدنة الإنسانية».
وواجهت القوات الحكومية التي تسعى للتقدم نحو زنجبار ومن ثم عدن مقاومة شديدة من قوات المجلس الانتقالي التي أقامت تحصينات دفاعية قوية على الطريق الساحلية التي سلكتها القوات الحكومية في المرة السابقة ووصلت عبرها إلى مدينة زنجبار ثم عدن، قبل التوقيع على اتفاق الرياض الذي بشأن أحداث أغسطس (آب) التي شهدتها مدينة عدن وسيطرت خلالها قوات المجلس الانتقالي على المدينة التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، في حين غادرت القوات الحكومية نحو محافظة شبوة، ثم عادت وتمركزت في منطقة شقرة التي تبعد 45 كيلومتراً عن عاصمة محافظة أبين.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح ووزير الدفاع اللواء محمد المقدشي عزوا في مقتل العميد العقيلي، وقالوا إنه كان في مقدمة الصفوف إلى جانب الجيش والمقاومة في مختلف الجبهات وشارك في قيادة عمليات تحرير عدد من المواقع والمناطق من الميليشيا الحوثية، وكان من أوائل الذين لبّوا نداء الواجب الوطني وهبّوا للمشاركة في معارك التحرير والكفاح الوطني ولم يتردد يوماً في التضحية بالغالي والنفيس في سبيل مواجهة الإمامة.
إلى ذلك، نعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان اليمنية قائد اللواء 161 العميد حسين العصيمي، الذي قتل خلال المواجهات مع ميليشيا الحوثي الانقلابية بمحافظة الجوف. وقالت إنه لقي ربه وهو يؤدي واجبه الوطني دفاعاً عن الثورة والجمهورية في جبهات الشرف والبطولة. وعبرت عن الفخر والاعتزاز ببطولات قادة وأفراد الجيش الوطني البواسل ورجال المقاومة بإسناد من الأشقاء في قوات تحالف دعم الشرعية، المرابطين في الثغور والمواقع، وتضحياتهم الثمينة في هذه المعركة الوطنية التي فرضتها ميليشيا التمرد على الشعب اليمني.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
TT

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

شنَّت الجماعة الحوثية أخيراً حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم مالياً، وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة، والمساهمة في التعبئة العسكرية.

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة التي تنفِّذها عناصر تابعة لما تُسمَّى دائرة «التعبئة والتحشيد» الحوثية، ومكتب الاتصالات الخاضع للجماعة، أغلقت محال الإنترنت في مديريتي الوحدة ومعين، بذريعة مخالفة التعليمات ونشر محتوى برامج وتطبيقات علمية ورياضية وترفيهية، مخالفة لما تسميه الجماعة «الهوية الإيمانية».

مقر شركة «تيليمن» المزودة الرئيسية لخدمة الاتصالات الخاضع للحوثيين في اليمن (إكس)

واشترطت الجماعة الحوثية لإعادة فتح المحال، أن يقوم مُلاكها بدفع غرامات تأديبية، وتقديم محتوى يركز على نشر «الملازم الخمينية» وخطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

واشتكى مُلاك محال إنترنت في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات ابتزاز تستهدفهم ومصادر عيشهم على أيدي مشرفين ومسلحين، يجبرونهم على نشر محتوى أُحادي يُحرِّض الشبان والمراهقين من مرتادي محال الإنترنت على الانضمام للجبهات.

ووفقاً لبعض السكان، فإن مسلحي الجماعة لم يتركوا المجال لأي مالك محل وشبكة إنترنت دون أن يستهدفوه، إما بالابتزاز والإغلاق، وإما بالإرغام على المشاركة في الترويج لأفكار الجماعة ذات المنحى الطائفي، وبث الأهازيج الحماسية بغية حشد المقاتلين.

وتتحكم الجماعة الانقلابية في اليمن بخدمة الإنترنت من خلال سيطرتها على شركة «تيليمن» المزودة الوحيدة للخدمة، وتحصل جميع شركات الهاتف الجوال -خصوصاً بمناطق سيطرتها- على الخدمة من الشركة.

استغلال عسكري

ويأتي التعسف الحوثي ضد محال الإنترنت متوازياً مع تقرير حديث صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، اتهم الجماعة باستغلال إيرادات قطاع الاتصالات في الجانب العسكري، وشراء معدات الاتصال ذات الاستخدام المزدوج.

وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي استغلت وسائل التواصل في حربها ضد اليمنيين، واستخدموا وجنَّدوا كثيراً من المشاهير في الشبكات الاجتماعية، للحديث باسم الجماعة، وتمرير أي رسائل وأجندة.

الجماعة الحوثية تستغل الاتصالات للتجسس على السكان (إعلام حوثي)

ويتزامن ذلك مع تصاعد شكاوى سكان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، من استمرار تردي خدمة الإنترنت بصورة غير مسبوقة، لافتين إلى أن ذلك البطء تصاعد أكثر خلال الأيام القليلة الماضية.

ولفت السكان إلى وجود مساعٍ حوثية لعزلهم عن العالم، عبر التدابير المتعاقبة التي تقوم بها الجماعة، والمتصلة بخدمة الإنترنت، سواءً من حيث إضعاف الخدمة إلى درجة كبيرة، أو رفع أسعارها بصورة متكررة.

ولا يُعد هذا الاستهداف الأول لملاك محال وشبكات الإنترنت، فقد سبق للجماعة أن استهدفت أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية في مناطق سيطرتها.