َلا يمرُّ عيد في السعودية دون أن تشهد مختلف المناطق احتفالات شاملة، وغالباً ما تكون الساحات مواقع لهذه الاحتفال، لكن إحدى هذه الساحات شكَّلت أيقونة للفرح والاحتفال، يحضرها مختلف السكان على مرّ عقود من الزمان، غير أنها غابت للمرة الأولى عن الاحتفال بعيد الفطر، في ظل الظروف الراهنة للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.
وتزدحم هذه الساحة في كل عيد بزوارها، حيث ترسم البهجة على وجوههم، بأجواء تمزج بين أصالة الماضي النابعة من أرض الحدث، التي تعيد إحياء الموروث السعودي، وروح جديدة بفعاليات ترفيهية، حتى صارت الساحة معلماً وعرفاً يتجه إلى الغالبية من مختلف شرائح المجتمع دون دعوات مسبقة.
ساحات منطقة قصر الحكم، وسط العاصمة الرياض، التي تعرف بعراقتها وتاريخها، فلا يمر عيد دون أن تحضر العرضة النجدية بها، التي تخلب الألباب بأهازيجها المتناغمة مع قرع الطبول، والتي كانت تستخدم في الحروب في الماضي، إضافة إلى ملابسها التقليدية الزاهية، وبسيوفها التي تعبر عن القوة، بجانب المباني التراثية التي تحيط بها.
ولطالما كانت هذه الساحة موقعاً للاحتفالات في العاصمة لمختلف الأعياد الرسمية، وليس فقط لعيد الفطر، حيث تعتبر من أبرز المعالم السياحية والتاريخية في السعودية، لكنها غابت للمرة الأولى عن احتفالاتها وخلت من زوارها في ظل الظروف الراهنة، حيث عم الهدوء المكان، واختفت مظاهر الفرح فيه.
وعادة ما تكون فعاليات الأعياد بها لمدة ثلاثة أيام، بجدول يستمر لساعات يومياً بفعاليات متنوعة، ما بين التراثية الثقافية والفعاليات العروض المعاصرة.
وهذا الموقع الذي يغلب فعالياته الطابع الثقافي النجدي، مثل المباني الطينية ذات الزخارف النجدية، يُعد من أكثر الأماكن التي يرتادها غير السعوديين، كما أن أحد أشهر وأقدم أسواق الرياض يقع بجواره «سوق الثميري».
وتأتي أهمية الموقع من مكانته التاريخية، حيث يقع بجوار إمارة منطقة الرياض، حيث يُعدّ قصر الحكم أحد أهم المواقع السياسية في تاريخ الدولة السعودية الثانية والثالثة، الذي بني قبل قرابة 300 عام، حيث نقل مقر الحكم إليه في الدولة السعودية الثانية، بدلاً من الدرعية.
الوباء يسلب الفرحة من أيقونة احتفالات العيد السعودية
الوباء يسلب الفرحة من أيقونة احتفالات العيد السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة